إستوقفتني إطلالة للأب طوني خضرا رئيس “مؤسسة لابورا ” في لبنان يستعرض الشغور في المؤسسات الرسمية ويُفنّد المراكز الشاغرة التي هي وفقًا للدستور اللبناني حق من الحقوق المكتسبة للمسيحيين .إنّ هذا الموضوع يأخذ حيِّزًا مهما من الدراسات والمتابعات في مكتب بيروت المركزي ، المؤسف أنّ المسيحيين مع هذه الطبقة السياسية والدينية الحالية يشعرون بأنهم فقدوا مراكزهم في الدولة وعمليا يُعانون من غبن حيث أبعدت الأحزاب المسيحية قسما كبيرا منهم عن كل ما يمّت بالدولة بصلة سواء أكان على مستوى الإدارات المدنية أو العسكرية . أكثر من ذلك ورد إليَ ( من مكتب بيروت إلى مكتب باريس /مذكرة داخلية ) ما مضمونه أنّ الأحزاب المسيحية تُعرقل التعيينات بحجة فقدان التوازن ولكن عمليا تعرقل التعيينات لتوظف قسما من أنصارها في الدولة كي تستعبدهم وتستعملهم غب الطلب في التوظيف السياسي .
ليعلم هؤلاء الأوغاد ولأي جهة انتموا إنهم السبب فيما طرحه الأب خضرا ، واعلموا “أيها الزعران” أنه في الحرب اللبنانية وفي عز الأحداث أي في الوقت الذي لم تكونوا في سدّة المسؤولية كان الإقبال على الوظائف في الدولة يبلغ ما يُقارب ال40% واليوم وأنتم في سدّة المسؤولية أصبحت النسبة حوالي 12% ، من المسؤول أليس أنتم والبطريرك والمطارنة ؟! إنّ المشكلة فيكم لأنكم لم تحافظوا على الإرث ولم تعملوا كجماعة سياسية فاعلة وبحثتم في كيفية الحفاظ على وجود المسيحيين في الدولة .
كنا قد تأملنا أنكم ستغيّرون مساركم الإنحداري ولكن عبثا ، وإنكم ستؤمنون الحقوق للمسيحيين إلاّ أن العكس حصل فقد أصبحتم عبيدًا للأحزاب المستوردة ودمى في يدها تمتهنون السياسة برتبة “الزنى” ، والمؤسف أنكم حصرتم بعض التوظيفات بأنصاركم على ما أفادني رئيس مكتب بيروت حيث قال لي ” توجهت اليوم عند أحد السياسيين الذي يدّعي حرصه على المسيحيين وفاتحته بقصة الشغور والفراغ في المؤسسات الرسمية ،فكانت إجابته دون المنطق ودون الحقيقة وإكتفى بالقول”التوظيف محصور بجماعتنا فقط ، ووين بينتخبوا ..” ويظهر الأمر أن الموضوع محصور فقط بالمنتفعين والمضللين من رئيس هذا الحزب” .
ليعلم الرأي العام المسيحي وسيد بكركي والأحزاب إذا رغبوا بمعرفة هذه الحقيقة ، يبلغ عدد وظائف الفئة الأولى في الإدارات الرسمية والمؤسسات العامة وبعض الشركات المملوكة في القطاع العام 160 وظيفة ومنها 30 وظيفة شاغرة وهناك 9 وظائف سوف تشغر خلال الأشهر المقبلة وتحديدا هناك 122 وظيفة مشغولة و30 وظيفة شاغرة و9 وظائف ستشغر .
بطريرك ، رؤساء أحزاب ، رأي عام ، هناك 77 وظيفة للمسيحيين وسأفصلها على الشكل التالي : 45 للموارنة – 14 للروم الكاثوليك 12 للروم الأرثوذكس – 4 للأرمن الأرثوذكس – 2 وظيفتان للاقليات . وسأشير إلى المناصب الأساسية التي تشغلها الطائفة المارونية : قيادة الجيش – حاكمية مصرف لبنان – المديرية العامة للمالية – المديرية العامة للجمارك – المديرية العامة للتجهيز المائي والكهربائي – المديرية العامة للتربية – المديرية العامة للدفاع المدني – المديرية العامة للكهرباء – المديرية العامة للشؤون العقارية – المدير العام لرئاسة الجمهورية ، والمناصب الرئيسية التي تشغلها الطائفة الأرثوذكسية : محافظ مدينة بيروت – رئيس هيئة إدارة السير ، المناصب الأساسية التي تشغلها طائفة الكاثوليك : المديرية العامة لأمن الدولة – المديرية العامة للطرق والمباني في وزارة الأشغال العامة والنقل .
يا بلا ضمير ،صم الأذان عما هو حاصل من قبلكم وهذا ما يؤكد عدم حرصكم على التوظيف في الدولة وعلى التعمد في إقصاء المسيحيين عن إدارات الدولة ، وأفعالكم ( رجال دين وساسة ) تستهدف المسيحيين وتستهدف الدولة ودستورها وصيغتها وهذا ما سيؤدي إلى تغيير وجه لبنان وهو أمر لا يمكن السكوت عنه ، لذلك سأدعو إلى تظاهرة في باريس للتشهير بكم وبأفعالكم وفقًا للمستندات التي أبرزتها أنفا وليتحمل كل مسؤول روحي أو مدني في السلطتين الروحية والسياسية مسؤولياته أمام الله والمحاكم.
د. جيلبير المجبر
باريس