Skip to content Skip to footer

وَعَادَ رئيسًا


المهندس ساسين القصيفي

ليس تفصيلًا، أنْ يُعيدَ الشَّعبُ الأميركيُّ، انتخابَ رئيسٍ سابقٍ، مثل ترامب، لقيادَةِ أميركا، في هذه المَرحلَةِ الحَسَّاسةِ، في أميركا والعالم.

دونالد ترامب،
رئيسٌ من خارجِ المؤسَّسةِ الحزبيَّة،
حارَبَتهُ الدَّولةُ العميقةُ، وَلَم يتراجَع،
رُفِعَت تُجاهَهُ عَشَراتُ الإدِّعاءتِ القضائيَّةِ، وَلَم يَرتَدِع،
استغلَّ الديمقراطيُّون كلَّ نفوذهم في السُّلطَةِ، لإخراجِهِ من المَشهَدِ السِّياسيِّ، فَلَم يفلَحُوا،
حاوَلَ عُتاةُ الجُمهوريِّين إقصاءَهُ من الدَّاخِلِ، فأخفَقوا،
خاصَمَتهُ معظمُ وسائلِ الإعلامِ الأميركيَّة والعالميَّة، ولم يَخْبُ نجمُهُ،
تعرَّضَ لِعِدَّة محاولاتِ اغتيالٍ، فَلَم يَهِنْ أو يَفتُر .
شكَّلَ بشخصِهِ ظاهرةَ الزَّعيمِ، الذي لا يُخطئ، كما يَعتبرُهُ تيَّارُهُ الشَّعبيُّ الجارفِ،
شخصٌ، لا يتعبُ ولا يَكِلُّ ولا يَيْأسُ…وكأنَّ شيئًا لا يُوقِفُهُ أمامَ تحقيقِ طمُوحاتِه.

رئيسٌ، لا يملُكُ برنامجًا مُفصَّلًا، بَلْ يَكتَنِزُ في فِكرِهِ، مشاريعَ كثيرةً قابلةً للتنفيذ. في المكتبِ البَيْضاويِّ، تنتظرُهُ تحدِّياتٍ جَمَّة، على السَّاحتيْنِ الداخليَّةِ والدَّوليَّةِ.
في الدّاخلِ، عليه إعادةُ لَمِّ الشَّملِ الحزبيِّ وترميمِ الشَّرخِ المُجتَمَعيِّ. كما وعليه الإيفاءُ بِوُعودِهِ الاقتصاديَّة، لِناحيَةِ تَوطينِ الصِّناعاتِ مَحليًّا، وحِماية المُنتِجين الأميركيِّين، ورفْعِ مُستوى المعيشةِ للأسَرِ الأميركيَّة المُتوسِّطة الدَّخلِ، لِجعلِ أميركا عظيمةً مرةً أُخرى، حسب شعاره!

في الخارجِ، تبدو الصُّعوباتُ أكثرَ تعقيدًا.
عليه إيجادُ حلٍّ للحربِ الروسيَّة الأوكرانيَّة، مع عدمِ المَسَاسِ بِهيْبَةِ حلفِ الأطلسيِّ، ومن دون لَيِّ ذراعِ روسيا، مع فرضيَّةِ استعادَتِها مِن الحُضنِ الصِّينيِّ. مُهمَّةٌ صعبَةٌ.
وفي الشَّرقِ الأدنى، يجبُ إخماد الحُروب، باجتراحِ حَلٍّ عادلٍ للقضيَّة الفلسطينيَّة، مع الحفاظِ على أمنِ اسرائيل، وتَجفيفِ مَنابِعِ الإرهابِ. حلٌّ ليسَ مُستَحيلًا.
وفي الشرق الأقصى، يقتضي عليه احتواءَ الانفلاشَةِ الصينيَّةِ، مع الحفاظِ على أمن حلفائه في المحيط الهادي، وَتَثبيتِ الشَّراكةِ مع الهندِ. وهي أعقدُ المسؤوليَّاتِ لديه.

وبالعودة الى حيْثِيَّاتِ الفَوْزِ في هذه الانتخاباتِ،
فقد ساعدَهُ كثيرًا تَذَبْذُبُ إدارةِ بايدن، وارتباكُ حَمْلَةِ نائبةِ الرئيس كامالا هاريس.
من ناحيةٍ أخرى، بَدَا جَلِيًّا، الدورُ المِحوريُّ الذي لعبَهُ إيلُون ماسك، في هذا الإنجازِ. فبالإضافةِ، الى الدَّعمِ الماليِّ الكبيرِ، والتأييدِ الإعلاميِّ اللامحدود، عبرَ مِنصَّةِ إكس / تويتر خاصَّتَهُ، والظهورِ الحَماسيِّ له في المهرجاناتِ الإنتخابيَّة وهو لصيقًا بِترامب، فقد كان بارزًا حجمُهُ في التأثيرِ، على الرأي العام، وعلى جُمهورِ الشَّبابِ، باتِّجاه تأييدِ المُرشَّح دونالد ترامب.
وهذا الفوزُ المُدوّي للجمهوريين، بعدَدِ الأصوات، في الكونغرس والرئاسة، والذي لم يُحقِّقوه منذ أربعين عامًا، من زَمن رونالد ريغن سنة 1984، وضعَ ترامب بِمَصافِ الرُّؤساءِ الجمهوريِّين العِظام، الذين سَيَذكُرُهُم التاريخ!

وحبَّذا لو تُثمرُ هذه العُهدَةُ الجديدةُ، للسيِّد الرئيس، مَعَ إيلون ماسك – هذا الذي بنبوغتِهِ يُغيَّرُ مفاهيم الحياة، الى مداركَ أبعَدَ من الفهمِ الطبيعي للعلوم – مَنفَعَةً للبشريَّةِ جَمعاء، في سهولة انتشارِ الإنترنت عبر منظومةِ أقمارِه الصِّناعيَّةِ، وفي تطويرِ وَسائلِ النَّقلِ الماهِرَةِ للمستقبل، عبرَ مشاريعِهِ في المحافِظَةِ على البيئَةِ، وفي استيطانِ الكواكبِ البعيدةِ، وسَبْرِ أغوارِ الكَوْنِ العَميقَةِ، عبرَ صواريخِهِ الذكيِّة!!
وتبقى أهَمُّ مسؤوليَّاتِ السيِّد الرئيس، المساعدةَ في إرساءِ السَّلامِ بين الشُّعوبِ، وتشجيعَ الحُريَّاتِ في المجتمعاتِ، وإعلاءَ ثقافةِ التَّسامُحِ ضِمنَ – وبيْنَ الأديانِ، وتَطُويرَ الإقتصاد الدَّوليِّ بعيدًا عن العقوباتِ، ونُمُوَّ الرفاهيَّةِ المُجتمعيَّة لما فيه خير الانسان، في العالَمِ أجمَع !!
شكرًا إيلُون ماسك، صنعتَ الحدثَ!
هنيئًا لأميركا، أجيالٌ ستُخَبِّرُ عن الحدث!!
ومبروك للسيِّد الرئيس ترامب، وانت الحدث!!!
06-11-2024

إشترك معنا في النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية في صفحتنا على
الويب للحصول على آخر الأخبار.