
اورور توفيق
جولة الموفد الرئاسي الأمريكي آموس هوكشتاين، التي يُتوقع أن تكون الأخيرة قبل الانتخابات الأمريكية في 5 نوفمبر، لا تُشير، وفق المعطيات، إلى إمكانية التوصل إلى حل نهائي أو حتى وقف إطلاق نار محدد بفترة زمنية، كما تم تداوله بشأن التفاوض حول آلية تطبيق القرار 1701. يبدو أن المسألة هي بالأساس إسرائيلية، إذ بات واضحاً أن نتنياهو لا يسعى لإنهاء الحرب في الوقت القريب، حتى يحقق المزيد من التدمير في هيكلية حزب الله، إضافة إلى وجود إجماع داخلي في إسرائيل على الاستمرار في القتال.
في هذا المشهد الدبلوماسي المعقد، يربط المراقبون المفاوضات بنتائج الاشتباكات الميدانية في القرى الحدودية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، وتحديد الخسائر المتبادلة التي ستؤثر على مسار الحل. في حين تشتد الاشتباكات بين الطرفين، تتحدث إسرائيل عن تحقيق تقدم في بعض القرى واكتشاف وتدمير أنفاق تحتوي على أسلحة وذخائر، مع توثيق ذلك عبر مقاطع مصورة. في المقابل، يُظهر حزب الله تحولاً في استراتيجيته من الدفاع إلى الهجوم والاستهدافات المحددة، حيث ينفذ مقاتلوه خططاً دفاعية كانت قد أوصى بها السيد حسن نصرالله قبل اغتياله، مما يمنحهم حافزاً معنوياً كبيراً.
بالطبع، تبقى الإجابة على ما ستؤول إليه الأمور رهينة للعديد من المتغيرات الميدانية والعسكرية، مع إمكانية حدوث مفاجآت تغير المعادلات. ولكن خلفية المشهد تكشف عن خطط استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة من خلال استنساخ أسلوب الحرب في غزة. تقدر بعض التقارير أن هذه المنطقة قد تصل إلى 3 كيلومترات من الحدود، مع إمكانية تهجير السكان وإفراغ القرى لتحويلها إلى غلاف عازل.
من جهة أخرى، تسعى إسرائيل إلى قطع الاتصال الجغرافي لحزب الله مع إمداداته، وقد بدأت بالفعل بقطع طريق المصنع الحدودي، مما يُشبه احتلالاً غير مباشر. كما تحاول استنساخ تجربة معبر فلادلفيا بين غزة ومصر، استعداداً لفرض حصار بري مشدد.