Skip to content Skip to footer

مَشهديَّةُ ترامب


تصدَّرت صُوَرَةُ الرئيسِ الأميركيِّ الأسبق، دونالد ترامب، منذُ فجرِ الأحَدِ الفائت، عناوين وكالاتِ الأنباءِ العالميَّة، وهو يرفعُ قَبْضَتَهُ، مُحاطًا برجالِ الأمنِ، في طريق إجلائه، بعيدًا عن مكانِ مُحاوَلَةِ اغتياله.
في الحقيقة،
عَرَفَ ترامب كيفَ يَقطُفُ اللحظَةَ الصَّعبَة. وقد ظَهَرَ بارعًا في عَفَويَّتِه.
وأيقَنَ ترامب أهميَّة تلكَ البُرهَةَ في المَشهديَّة. فكانَ الضحيَّةَ والبطلَ في آنٍ واحِدٍ.
وتلقَّفَ ترامب هديَّةَ القنَّاصِ سريعًا، فَكرَّسَ انطباعَ صورةَ المَظلوميَّةِ – الضَّحيَّةِ تُجاهَهُ، وهو ينزفُ دَمًا.

وإذا كان ترامب، قد رسَّخَ شخصَهُ، زعيمًا فَذًّا، في وجدان الكثيرِ من أتباعِهِ،
فإنَّه وبعدَ محاولة اغتياله، قد حجزَ لِنفسِهِ، مَقعدًا مُشَرِّفًا في التاريخِ، بعيدًا عن كُرسِيِّهِ في البيت الابيض.
قليلٌ هُمُ، رِجالُ السِّياسَةِ، الذين لا يَكِلُّون ولا يَتعَبون،
فَلَقد حاولَ الجُمهوريُّون عَدَمَ تبنّي ترشيحَه، سنة 2016، فَفَشَلوا،
وجرَّبَ الدِّيمقراطيُّونَ إزاحتَهُ عن السُّلطةِ، وهو رئيسٌ، فلم يُفلِحوا،
وبعد خسارتِهِ الانتخاباتِ الرئاسيَّة عام 2022، فتحَ الديمقراطيُّون ملفَّاتٍ قضائيَّةً بحقِّه، لإزاحتِهِ عن ساحة المُنافسةِ، ولِثَنيهِ عن التَّرشُّحِ مُستقبلًا: فكانت قضيَّةُ المَلفَّاتِ الحكوميَّةِ السِّريَّة، وقصَّةُ اغتصابِ امرأة، والتشجيعُ على اقتحامِ الكونغرس، والتَّهرُبِ الضَّريبي… لكنَّه بقيَ صامدًا على حَلَبَةِ المبارزةِ السِّياسيَّةِ، فارضًا نفسَهُ مُرشَّحًا أَوْحَدًا للجُمهوريِّين، ومنافسًا جدِّيًا للديمقراطيِّين، في السِّباقِ نحو البيت الأبيضِ.

في الأصداءِ الخارجيَّةِ،
الزعماءُ الاوروبيِّون بمعظمِهِم، يَهابون وصولَهُ الى الحُكم، خاصَّةً فيما يتعلَّقُ بِرَفعِ مُساهمَاتِهِم الماليَّةِ في الحلفِ الاطلسيِّ او في سياساتِهِ الاقتصاديَّةِ، ذَوَاتِ الطَّابِعِ الحِمائيِّ المُحافظِ.
الصِّينُ، لم تتعافَ بعدُ، من عقوباتِهِ الاقتصاديَّةِ. وهو لم ينسَ بعدُ ” فيروس كورونا الصِّيني” الذي أزاحَهُ عن السُّلطةِ.
إيرانُ، لم تغفُر له بَعدُ، اغتيالَ سُليْماني، وإلغاءَهُ للإتِّفاقِ النَّوَويِّ.
أوكرانيا، وكانَّها تنتظرُ استسلامًا مُشرِّفًا.
روسيا، تتأمَّلُ بِصَفقةٍ مع ترامب، لوقف الحرب مع أوكرانيا، لِتُريحَها من العَنجَهيَّةِ المُذِلَّةِ للصِّين تُجاهَ السَّيِّدِ الرئيس، ولِتَضُخَّ الحياةَ من جديدٍ، في شرايينِ اقتصادِها المُنهَكِ تكنولوجيًّا، كما ولِتُعيدَ بعضًا من نفوذِها الإقليميِّ والدوليِّ.
السَّعوديَّةُ، لم تغفُلْ عن سياسَةِ الديمقراطيِّين، المُهينةِ تُجَاهَها. وتعتبرُ عَوْدَةَ ترامب، قضيَّةَ أمنٍ قوميٍّ للمَملَكَة.
باختصارٍ،
بِضْعَةُ ميلليمتراتٍ، كادت أن تُغيَّرَ أميركا والعالَمَ معها!
أفلتَ ترامب من موتٍ مُحتَّمٍ، ونجت أميركا من قلائل داخليَّة مُدمِّرةٍ.
وسَلِمَ العالم أجمَعَ، من فوضى غير خلَّاقَةٍ، اقتصاديًّا وتجاريًّا وسياسيًّا وعسكريًّا…
والكلُّ يضبطُ ساعَةَ سياساتِهِ واستحقاقاتِهِ، على موعد الانتخابات المقبلة في الخامس من نوفومبر القادمِ،
فَلْنَنَتظِرْ ولْنَرَ، مَن سَيجعل أميركا عظيمةً، والعالمَ أكثرَ سلامًا !!

إشترك معنا في النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية في صفحتنا على
الويب للحصول على آخر الأخبار.