Skip to content Skip to footer

محاولات بكركي لـرأب الخلافات

سيّدي البطريرك السادة الأساقفة ، تثير بعض الأحيان إشمئزازي تفاصيل الأخبار التي تصلني من بيروت من خلال أعضاء ناشطين في الشأن الوطني مطعمّة بوثائق تُرسل إليّ من قبل مكاتب المؤسسة في لبنان توّثِق بالأدلّة التفاصيل الدقيقة عن الخلافات القائمة بين المكونات السياسية المسيحية خصوصًا لناحية مقاربة الإستحقاق الرئاسي وما يتفرّع منه من تعيينات وتشكيلات لتسيير أمور الجمهورية التي أشرفت البطريركية المارونية على ولادتها في العام 1920 . غالبًا ما تأتي التقارير عن مشاكل شخصية بين هذه المكونات وهي عمليًا ذات منحى شخصي لا وطني ولا حتى مسيحي .

سيّدي البطريرك السادة الأساقفة ، في أغلب الظن أنّ المتابعين لهذه الأجواء يرون أنّ القوى السياسية المسيحية تتحمّل كامل المسؤولية الرئيسية حيال ما يجري من تهميش وإقصاء ممنهج يستهدف المسيحيين في إدارات الدولة ، ولا سيّما في مقاربة الإستحقاق الرئاسي الذي على ما يبدو سيطول أمده في حال بقيتْ المراجعات والمداولات على ما هي عليه ومستثنية أكبر شريحة من المسيحيين الغير مرتبطين بهؤلاء الساسة .

سيّدي البطريرك السادة الأساقفة ، إنّ الإنقسامات التي تعصف بالطبقة السياسية المسيحية والصراع الدائر فيما بينها يجعل من القوى المقابلة تتجرأ على ضرب  مبدأ المناصفة المتفق علية في ميثاق العام 1943 ، كما تسعى إلى الإطباق على صيغة العيش المشترك حيث حُرِمَ المسيحيّون من المراكز الحسّاسة في الدولة ولا حاجة لتعدادها وهي على ما يبدو إلى زيادة.

سيّدي البطريرك السادة الأساقفة ، إنّ الإستهداف الممنهج للمكوّن المسيحي في العديد من إدارات الدولة وعلى رأسها رئاسة الجمهورية هو فعليًا وعمليًا نتاج الحسابات الضّيقة لبعض القادة ( العونيين – القواتيين – الكتائب – المرده ،…) والأنانية المفرطة التي أوصلتنا إلى هذا الوضع الذي هو عليه اليوم . إننا نشهد على فراغ أعلى منصب في الجمهورية وهذا الفراغ هو صراع مؤسف ومذري بين عون وجعجع وفرنجية وإنعكس بشكل خطير على مقام رئاسة الجمهورية وعلى حقوق المسيحيين.

سيّدي البطريرك السادة الأساقفة ، عيب والله عيب على من يدّعي القول “إنه يحافظ على حقوق المسيحيين”! وأيضًا ينسحب العيب واللوم على من لا يستطيع إسكات هذه الأصوات الشواذ التي أرهقت المسيحيين عمومًا والموارنة خصوصًا … في حالة تفنيد أفعالهم السياسية نلاحظ أنها بمجملها تنسف الحضور المسيحي والتوازن في إدارات الدولة وكأني بهم شهود على المؤامرة التي تُحاك بحق المسيحيين . 

سيّدي البطريرك السادة الأساقفة ، من أجل إيجاد حل إنقاذي ، وبعد مداولات عديدة مع مرجعيات لبنانية مسيحية – مسيحية ومرجعيات لبنانية – لبنانية ، وبعد طرح القضية اللبنانية على عواصم القرار من خلال جولات قام بها نشطاء مستقلين تظهّر لنا وبالدلائل الحسيّة أنّ بكركي تُعّد المرجعية الوطنية الأولى في الطائفة ، ولكن دورها الوطني في هذه المرحلة خافة ولم يتعزّز والدليل أنّ بعض المرجعيات الدولية عندما تزور لبنان تستثني بكركي من جدول أعمالها وهذا أمر لا يجب أن يحصل أو يتكرّر.

سيّدي البطريرك السادة الأساقفة ، الحالة الوطنية تستدعي إستنفارًا على كافة الصعد وعليكم إتخاذ زمام المبادرة والإتكال على النشطاء المستقلين ومشاركتهم بصياغة حل وطني يبدأ بإنتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة وتعيين وزراء أكفياء وإجراء الإصلاحات المطلوبة وإعادة إنتظام المؤسسات كما الدول الراقية . أرجو أن تأخذوا بما أسلفناه ونحن بتصرفكم . 

إبنكم : الدكتور جيلبير المجبِّرْ 

إشترك معنا في النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية في صفحتنا على
الويب للحصول على آخر الأخبار.