
اورور توفيق
ذكر موقع “عربي 21” أن قائد كتيبة في الجيش الإسرائيلي تحدث عن التحديات الكبيرة التي تواجه قواته في أثناء القتال ضد حزب الله في مناطق جنوب لبنان. هذه التحديات لا تقتصر على العوامل العسكرية التقليدية مثل التكتيك القتالي والقدرات اللوجستية، بل تمتد إلى الظروف الطبيعية التي تعيق حركة الجيش في تلك المنطقة.
الأرض الوعرة والمناطق الجبلية
أحد أبرز العوائق التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان هو الطبيعة الجغرافية للمنطقة. تتميز المنطقة الجنوبية للحدود اللبنانية بصعوبة التضاريس، حيث تتواجد التلال والجبال ذات الأرض الوعرة التي يصعب التنقل فيها، لا سيما في الأوقات العاصفة. هذا يجعل من الصعب على القوات الإسرائيلية توجيه ضربات مركزة ضد مواقع حزب الله أو التنقل بسرعة بين النقاط الحاسمة في المعركة.قال المقدم علاد تسوري، قائد كتيبة الدبابات في الجيش الإسرائيلي، في تصريح لصحيفة “معاريف”، إن محاولات كتيبته التقدم من مستعمرة متولا باتجاه وادي الحولة كانت تواجه صعوبات كبيرة بسبب التضاريس الوعرة. الطبيعة الجبلية في هذه المناطق تجعل من الصعب نقل الدبابات الثقيلة وآليات الجيش الهندسية بشكل فعال، ويحتاج الجيش الإسرائيلي إلى القيام بعمليات تمشيط دقيقة للتأكد من صلاحية الطرق لتجنب الحوادث المحتملة.
الطقس السيئ في فصل الشتاء
إضافة إلى التحديات الجغرافية، يشكل الطقس السيئ في فصل الشتاء تحديًا آخر. تشهد مناطق جنوب لبنان في هذه الفترة الأمطار الغزيرة والبرد القارس، مما يزيد من تعقيد المعركة. وقد تحدث المقدم تسوري عن التأثير الكبير للأمطار على قدرة الدبابات على التحرك، قائلاً إن الآليات العسكرية تتعرض للخطر في حال كانت الأرض مغمورة بالوحل.هذه الأمطار الغزيرة قد تؤدي إلى انهيار الطرق أو غرق الآليات العسكرية في الوحل، مما يجعل تقدم القوات العسكرية صعبًا للغاية. وأضاف تسوري أن فحص المسارات قبل التحرك يعتبر أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على سلامة القوات وتفادي الحوادث التي قد تعطل الحركة العسكرية. وعلى الرغم من أن دبابات الميركافا تُعتبر من الأقوى في العالم، فإنها لا تسلم من المخاطر في حال كانت الأرض غير مستقرة.
تأثير الظروف على معنويات الجنود
أحد الجوانب التي قد لا تكون ظاهرة بشكل مباشر في المعارك هو تأثير الظروف البيئية على المعنويات الخاصة بالجنود. لا شك أن قسوة الطقس، خصوصًا في الشتاء، مع البرد القارس والرطوبة، تضع ضغطًا إضافيًا على الجنود. ورغم أن الجيش الإسرائيلي يدرب قواته على التأقلم مع مثل هذه الظروف، إلا أن تأثير البرد والتعب النفسي يمكن أن يؤثر في الأداء الميداني.وفي حديثه لصحيفة “معاريف”، أشار تسوري إلى أن الجنود في كتيبته مجهزون تجهيزًا جيدًا للتعامل مع البرد، ولكن ذلك لا ينفي أن ظروف الطقس التي تزداد سوءًا مع مرور الوقت قد ترفع من مستوى التحديات اللوجستية والنفسية، مما ينعكس على قدرة الجيش على الاستمرار في العمليات العسكرية لفترات طويلة.
التحديات اللوجستية وتعقيدات التنقل
إضافة إلى هذه العوامل، يعتبر التنقل اللوجستي في ظل هذه الظروف من أكبر التحديات. فالجيش الإسرائيلي يعتمد على شبكة واسعة من الإمدادات والآليات التي يجب أن تصل إلى الخطوط الأمامية في مناطق قد تكون صعبة الوصول إليها. الأمطار والظروف الجوية السيئة تؤثر بشكل مباشر على قدرة الإمدادات على الوصول في الوقت المناسب.من جهة أخرى، يعتبر التنسيق بين الوحدات العسكرية في مثل هذه الظروف أمرًا بالغ الأهمية. في العديد من الأحيان، قد يجد الجيش نفسه مضطراً إلى تأخير العمليات أو تغيير استراتيجيته العسكرية بناءً على تطور الأحوال الجوية، مما يؤدي إلى إبطاء تقدم العمليات العسكرية.
استراتيجيات الجيش الإسرائيلي للتكيف مع الظروف
رغم هذه التحديات، يسعى الجيش الإسرائيلي للتكيف معها من خلال تقنيات وتكتيكات خاصة. على سبيل المثال، يتم اختبار الطرق التي تستخدمها الدبابات والآليات الهندسية بشكل دوري، ويتم تعديل المسارات بناءً على المعطيات البيئية. كما يتم استخدام معدات خاصة لمواجهة الظروف الجوية القاسية، مثل أنظمة تدفئة خاصة للجنود ومعدات حديثة لتحسين قدرة الآليات على التكيف مع الوحل أو الطقس الجليدي.
التنسيق السياسي والعسكري
وفي ختام حديثه، أكد المقدم تسوري على أهمية التنسيق بين الجوانب العسكرية والسياسية في أي حرب. حيث قال: “التحرك السياسي يكمل دائماً التحرك العسكري، وهذا هو الشكل الذي تنتهي به الحروب. قرار وقف الحرب بيد السياسيين، ومهمتنا هي تقديم الأدوات وتوسيع حدود الجبهة لتحقيق المزيد من الإنجازات”.يعكس هذا التصريح الحاجة إلى استراتيجية شاملة تأخذ بعين الاعتبار جميع العوامل البيئية والعسكرية والسياسية لضمان تحقيق أهداف الجيش في مواجهة تحديات متعددة.