Skip to content Skip to footer

كلمة الشيخ محمد أحمد حيدر احتفاءً ب “كتاب أبي” لمؤلّفه د. عماد يونس فغالي

صاحب السيادة، صاحبا السماحة، حضرات الآباء، الحفل الكريم…

تحيّة طيّبة وبعد ،

أمّا أنت يا صديقي الذي أحبُّه الدكتور عماد، أو فلأَقُلْ “الأحبُّه” كما يحلو له حيث يستغني ب”أل” الموصوليّة عمّا سواها، صدق من قال “الابن سرُّ أبيه”، أيًُ نحلةٍ غجريّةٍ أنت، تقطفُ من وجناتِ الزهرِ كلِّه، عبقَ الذكرياتِ الطهرِ البكرِ، عسلًا مصفّى، تودعُه خوابيَ الحروفِ في “كتاب أبي”.

وتمضي فغاليًّا مرتّلًا نشيدَ إنشادِك الوِتْر لكأنّك تقول

يا سادتي أبتي أقامَ هنا

صدري الدِثارُ لِبَرْدِ سُمّاري

وأنا المُجِدُّ إليه في جُدَدٍ

وأنا المُجَدِّفُ إثْرَ أسْفاري

كالبحرِ يزخرُ عارمًا لَجِبًا

ويُلِحُّ هجسي مثل بحّارِ

بصماتُهُ حُبْلى تكادُ تشي

بوحًا بِلا دَنَسٍ بِأسرارِ

يزكو شذًى متأنِّقًا عَبِقًا

طَبَعَ الحنايا وَشْمَ حفّارِ

نَغَمٌ أناملُهُ بِلا وَتَرٍ

ما الحالُ إنْ عبثَتْ بأوتاري

فهو الذي يرنو يطالعني

طيفًا يُلوّنُ جُنْحَ أشعاري

كالنهرِ إذْ تجري مدامعُهُ

حتّى ارْتوَتْ مِنْ كأسهِ ناري

كالقمحِ إذْ ماجَتْ سنابلُهُ

تتلو القصائدَ ذاتَ نوّارِ

كالنحلِ يأسرُ عطرَ قافلةٍ

من وردِ بستانٍ بآذارِ

كالنخلِ يفرُعُ في مُخَيّلتي

كالفوحِ يغسلُ رمشَ أزهاري

كالذكرِ في ثغري وفي شفتي

وِرْدٌ يُطَوِّقُ جِيْدَ أسحاري

هوذا عماد الأحبُّه، لا تنزحُ دلاءُ الكلماتِ الوافدةِ، فيما كتب، من معدنِ المعاني الآسرة الحبيسة في قعر بئر لغته، إلّا ما أتاح لها بقدر.

عماد التُحبُّه شفاه الكلمات وأدنانُ اللغة وشرايينُها، مريضٌ ومريضٌ جدًّا حدَّ العُضال، بمرضٍ أضحى نادرًا جدًّا يُدَعّى “الوفاء”، لأجل ذلك كتب لأبيه حيًّا، وأذاع ما كتب بعد ارتحال، لأنّه خَبِرَ أنّ أوّلَ الأبجدية “أب” والباقي حروف، فانتبذَ من حروفه وعبق الذكريات نخبَ الألف باء كتابًا أبويًّا وشاركه اليُحبُّهم بكل ودّ واعتزاز، أوليس بين الأب والإبن روح؟! فلتكن مشيئته.

شكرا لمن وَلَدَ عماد، شكرا لمن وُلِدَ عماد، شكرا لصاحب الدعوة ولأسرته الكريمة، ولَعظيمُ الشكر لسيادة المطران والحفل الكريم.

إشترك معنا في النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية في صفحتنا على
الويب للحصول على آخر الأخبار.