Skip to content Skip to footer

صديقي واخي قيصر باسيل

كتب المهندس جان جبران :

من قال ان الصديق الحقيقي الوفي ليس أخاً. هكذا بدأت صداقتنا منذ الثمانينات في بوسطن اميركا ( Fall River )حيث كنَّا نسكن في المبنى الواحد، نترافق الى الجامعة، نعمل في محطات المحروقات، نتحمل اوجاع الغربة، تجمعنا السهرات، لننشد القصائد للبنان، وكان الشوق إلى الوطن يمنحنا القوة لنواصل التحدي لتحصيل شهادة الهندسة والعودة … كان قيصر الطالب المرجع لرفاقه اللبنانيين في الجامعة، لتفوقه في العلم وقد ادهش أساتذته والدكاترة، واصبح هذا الطالب اللبناني مميزا في صفوفه وبين رفاقه…
غربةٌ مرَّت وعُدْنا، لتبقى ذكرياتها المُرّة والحلوة في قلوبنا، ولتصبح كلها ذكريات جميلة لان الزمن لن يعود إلى الوراء.
هل سيعود الزمن إلى مسيرة حلوة عشناها معاً اخي وصديقي قيصر ؟
كنتُ افتخر كلما التقيتَ احد معارفي كيف كنت تميّزه وتتعامل معه ، لان الشهامة تولد مع المرء… ما عرفتك يوماً إلا متفائلاً منتصراً ، وطموحك يدفعك الى التحدي لتكون صانع الانتصارات في بلدتك حالات وفي عملك …انت من كنت تغمر النصر بجودك والحنكة، وقد أعطيتم بلدتكم حالات انت وشقيقك المرحوم شارل مثالاً راقياً في ادارة البلدية…
اخي قيصر ،عرفتك جيداً، وقد قضيت العمر بالعنفوان والكرم لأنك تؤمن بان الحياة وقفة كرامة. عرفتك صاحب المهمات المستحيلة بما عندك من ذكاءٍ حاد، عرفتك ثابتا بالمبادئ لانك لا تحب الوصوليين، عرفتك صادقا ووفيّا لانك تحب الاوفياء ، عرفتك صارما وحنونا لانك رجل بقلب طفل …
ارحل بسلام الى الملكوت ، فهناك من ينتظرك بفرح، وما اجمل لقاء الأخوة والأهل. طمئن شقيقتك صولانج بأن مكانها ما زال فارغاً ينتظر أمثالها، ولشقيقك الرئيس شارل بأن ذكراه مطبوع في إنجازاته والقلوب لأن امثاله نادرون …
سأفتقدك أخا وصديقاً وفياً محبّاً، وإلى أن يحين اللقاء، المسيح قام.

جان جبران

إشترك معنا في النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية في صفحتنا على
الويب للحصول على آخر الأخبار.