بقلم : أنطوان غطاس صعب
في الذكرى الـ١٨ لاغتيال النائب، والصحافي، والكاتب، والثائر، وعاشق الحرية، جبران غسان التويني، ما زلنا في الدوامة ذاتها نطرح علامات الاستفهام حول أحوالنا منذ اغتياله.
والى أهمية السؤال من إغتال جبران، وأين أصبحت التحقيقات فيه، سؤال آخر محوري وفحواه : لأية أهداف إستشهد جبران؟
فالسلاح المتفلّت من سلطة الدولة ما زال منتشراً في ثنايا الوطن، وقرار إعلان الحرب بين يديه، يديره كيفما يشاء راعيه الخارجي.
والطائفية التي لطالما نفر منها جبران في مقالاته، تنخر في جسم الدولة والحياة السياسية اللبنانية.
الفساد لم يضربه الحياء، وانما تعزّز أكثر من أي وقت مضى بإنتظار اجتثاثه في خلال العهد الرئاسي المقبل.
قوانين الانتخابات هي هي، أشبه بمحرّكات لمحادل انتخابية قادمة.
التدخلات الخارجية عادت لتطلّ برأسها، بعد أن تحرّرنا من الوصايات علينا، وقوى إقليمية تشدّ لبنان وتتناتشه غير آبهة بمصلحة لبنان.
الحكومات لا تتشكّل وفق منطق الكفاءات ومعايير الجدارة والنزاهة والمناقبية، والشخص المناسب في الوزارة المناسبة. وانما المحاصصة والتقسيمات السياسية والطائفية والمذهبية هي السائدة.
لكننا يا شهيد الصحافة والحرية، سنظلّ نسير على درب القيم الوطنية التي ناديت بها، ليصبح الاستقلال ناجزاً، والسيادة كاملة، والحرية مصانة، في وطن الأرز والشموخ والعنفوان.
ونستذكر اليوم إحدى إفتتاحياتك التي كانت مدرسة في رفع راية الكلمة بعنوان : “سواطير الكلام”، هؤلاء الذين كانوا يعتبرون من رواسب مرحلة مضت، يؤيّدون تدخّل الأشقاء في أمورنا.
نعم يا جبران، هذا هو المنطق السياسي في لبنان، التهجّم والقدح والذم ونكء جراح الماضي والحروب الأهلية، وغياب التطلعات الرؤيوية المستقبلية. على أمل أن نعي يوماً أهمية استشهادك في سبيل لبنان.