Skip to content Skip to footer

الوطنُ ينزفُ بقلَم جو كريم

في وطني، صارَ الدمارُ هو الصدى الوحيد الذي يُسمع في الأفق. قُرى سُوِّيت بالأرض، شُوارع باتت بلا معالم، ووجوهٌ غُطيت بالدماء والنسيان. نحن نَعُدُّ أرواحَنا التي تَتساقط واحدةً تلو الأخرى، أكثر من ألفي قتيلٍ، وعشرة آلاف جريحٍ يئنُّون بصمتٍ في زوايا الخراب.

غارةٌ تَتبعها مجزرةٌ، والموتُ يَحمل في طياته كلَّ شيء. نرسل الأخبار، نكتب أسماء الضحايا، لكنَّ الكلماتِ تُذبح مع الأمل. في كل مرة ننقل فيها الحقيقة، لا نجد سوى صدى القلق في أروقة العالم، صدى يدينُ، ولكنَّه لا يُحرِّك ساكنًا. القلق… والإدانة… وكأنهما شِعارٌ للموت اليومي الذي نعيشه.

أينَ العُقلاء؟ أينَ من يُنصف الدماء التي باتت أرخصَ من التراب؟ أين من يُدرك أنَّ الإنسان هنا لم يَعُد أكثرَ من رقمٍ يتلاشى في هوامش الأخبار؟

لم يَعُد للحياة قيمة في وطنٍ تَحكمه الحروبُ والأوجاع. لم يبقَ لنا إلا أن نَصبرَ صبرَ الجبال، وأن نُمسكَ أيدي بعضنا البعض. الحبُّ هو السلاحُ الوحيد الذي نملكه الآن، التضامن هو قاربُ النجاة وسطَ هذا الطوفان من الفقد.

نعيش لأجلِ بعضنا، لأنَّ كلَّ شيءٍ آخرَ قد تَلاشى في عاصفةِ الجنون، ونظلُّ نُحبُّ ونَصمدُ، لأنَّه لا خيارَ لنا سوى البقاء رغمَ كلِّ شيء.

إشترك معنا في النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية في صفحتنا على
الويب للحصول على آخر الأخبار.