انتخابات العالم في أميركا..ولبنان على المحكّ!

يتوقّف العالم اليوم عن الحراك وتتوقّف معه الساعة في انتظار ما ستقفل عليه الانتخابات الرئاسية الأميركية التي سترسم في السنوات الأربع المقبلة مصير الكثير من المسائل العالقة والشائكة من أوكرانيا إلى تايوان، وليس انتهاء بالشرق الأوسط اللاهب على وقع الحروب.
ولا ريب أنّ لبنان معني تماما بالانتخابات ونتيجتها، هذه المرة أكثر من كل المرات السابقة. فالتعويل يزداد على الإدارة الرئاسية العتيدة من أجل الضغط على إسرائيل ووقف الحرب، كلّما تشدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي لا يخفي أنه عقد العزم من أجل تنفيذ خطة القضاء على حزب الله عسكريا وتقليص نفوذه سياسيا، هذا في حال لم يسعفه الوقت لتصفية وجوده العسكري والسياسي على حد سواء.
وثمة تخوّف جدي من أن يوظف نتنياهو الفترة الانتقالية في الولايات المتحدة، وهي التي عادة ما تتّسم باللاوزن، من أجل أن يذهب بعيدا في الحرب على لبنان، مستهدفا البنى التحتية المدنية للدولة، مقوّضا بذلك أي مقدّرات للصمود لدى المجتمع المضيف للنازحين. ويتردّد هذا التخوف على لسان أكثر من مرجعية سياسية وأمنية ممّن يتابعون عن كثب الأخبار الرئاسية الأميركية وتطورات الساعات القليلة الفاصلة عن انتهاء الاقتراع ومدى ترابطها بما يحدث في الإقليم.

وكانت هذه الزاوية قد كشفت أمس أن إدارة الرئيس جو بايدن تستعدّ بعد الانتخابات لإيفاد المستشار الرئاسي آموس هوكستين في مهمّة متجددة لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان، واستطرادا لخفض التوتر بين إسرائيل وإيران. والتوقيت هذا قد يكون مناسبا لممارسة أقصى الضغوط الأميركية على المستويين السياسي والعسكري في تل أبيب، إذ سيكون بايدن حينها متحررا من أي اعتبارات انتخابية قد تكون عرقلت وأخّرت مساعي وقف إطلاق النار.
ولا يخفى أن نتنياهو يضع خططه لليوم التالي للحرب، من بينها تلك المتعلقة بحصوله على ضمانات وتعهّدات أميركية خطية لحرية التحرك في لبنان متى وجد الأمر ضروريا لوقف تسلح حزب الله أو إعادة بناء منظومته العسكرية والتسلّحية. ويُواجَه هذا المطلب برفض لبناني رسمي، لكنه قد لا يكون كافيا للحؤول دون تحقيق هذا الغرض الإسرائيلي.