
بترا غانم
في أحضان بلدة لحفد الجبلية في قضاء جبيل، ينبض نادي لحفد الثقافي الرياضي بروح الشباب والطموح، جامعًا بين الرياضة والثقافة في آنٍ واحد. منذ تأسيسه، لم يكن هذا النادي مجرد ملتقى لمحبي الرياضة أو الأنشطة الثقافية، بل تحول إلى مركز يساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية والحفاظ على التراث المحلي، محققًا إنجازات مميزة على المستويين الرياضي والاجتماعي، ومواكبًا لتحديات العصر.
البداية و الأهداف:
تأسس نادي لحفد الثقافي الرياضي بتاريخ 6/2/1969 بهدف تعزيز الأنشطة الرياضية والثقافية في بلدة لحفد ، وتوفير منصة للشباب لتنمية مهاراتهم وممارسة الرياضة. في عام 1971، تشكلت اللجنة الإدارية الأولى للنادي برئاسة جوزف نعمة.
بعد الحديث مع كميل سعادة، أحد قدامى لاعبي نادي لحفد، أوضح الاخير أن النادي في بداياته كان من الأندية المهمة في قضاء جبيل ، حقق العديد من الإنجازات على الصعيد الرياضي، حيث وصل فريق نادي لحفد إلى مباريات الدرجة الثانية وتأهل إلى مباريات الدرجة الأولى، وحقق الفوز، ولكنه قدّم هذا الفوز في ذلك الوقت لنادي البربارة.
و قال :” كان نادي لحفد يضم مدرسة صيفية، وكان أعضاء النادي يدرّسون فيها، حيث كانوا جميعًا أساتذة جامعات ومدارس في تلك الفترة.
وأضاف: ” في سنة 1973 استضاف ستوديو الفن، حيث غنّى الفائزون لأول مرة في نادي لحفد كما غنّت يومذاك ماجدة الرومي ولأول مرة ايضا خارج ستوديو الفن .
وأشار سعادة إلى أن مسرحية “نزل السرور”، التي تعد من أهم المسرحيات لزياد الرحباني، تم تمثيلها لأول مرة على أراضي نادي لحفد بمشاركة 16 شابًا من بلدة لحفد، وكان زياد الرحباني قد حضر العرض واندهش به. كذلك ، في عام 1970، استقبل النادي شخصية شوشو، وفي عام 1993، استضاف نجوى كرم. وفي سنة 2009 شهد النادي استعراضا عسكريا لفوج المغاوير بمناسبة عيد الجيش “
وختم بقوله :” نادي لحفد هو مثال حي للتعاون والشغف بالرياضة والفن، وإن شاء الله يستمر بتقديم إنجازات جديدة ويحفز الأجيال القادمة.”
من نشاطات النادي الحالية:
على مر السنين، شهد نادي لحفد تطورًا ملحوظًا، حيث توسعت برامجه لتشمل مجموعة واسعة من الرياضات، بما في ذلك كرة القدم، كرة السلة، وكرة الطائرة. كان هذا التطور بارزًا بشكل خاص بعد تولي السيد كيفين أبي خليل رئاسة النادي في أيار 2024. تحت قيادته، نجح النادي في تحقيق إنجازات رياضية مميزة، مما عزز دوره الفاعل في المجتمع المحلي وجذب عددًا أكبر من الشباب للمشاركة في أنشطته. فتم اعادة تأهيل و ترميم نادي لحفد حيث اتفق رئيس النادي وأعضاء اللجنة على أن الهدف الأساسي هو أن يكون النادي جاهزًا بحلول ٣ آب ٢٠٢٤ لافتتاح المهرجان الرياضي. ولم يشمل هذا المشروع تحديثات في البنية التحتية فقط ، بل وضع استرايجية لرؤية مستقبلية في استيعاب العدد الكبير من الزوار و المزيد من الأنشطة.
بعد ما أجرينا حديث مع كيفين ابي خليل رئيس نادي لحفد أطلعنا الأخير على ما يلي:
انّ النادي يقدم رياضات مثل كرة السلة، الكرة القدم و لدينا فريق شباب لكل لعبة أما في كرة الطائرة فلدينا فريق للشباب و البنات ، وفي لعبة “تنس الطاولة” فاننا الاسبوع الفائت نظمنا دورة حيث تسجل فيها اكثر من 25 شخصا. كما اننا نظمنا دورة تيرو شارك فيها شبان من مختلف المناطق المجاورة.”
أما على الصعيد الثقافي، فقال أبي خليل أنّهم ينظمون مؤتمرات تركز على تاريخ البلدة والمنطقة المحيطة بها . بالإضافة إلى ذلك، نقوم بتنظيم حملات تعليمية حول مهارات أساسية مثل الإسعافات الأولية والسلامة من الحرائق فقد استقبلنا فريق الصليب الاحمر منذ اسبوعين حيث شارك عدد كبير من شباب البلدة من مختلف الفئات العمرية.”
و أضاف:”كما يشجع النادي الأنشطة الخارجية من خلال تنظيم رحلات مشي لاستكشاف المواقع التاريخية مما يعزز النشاط البدني والارتباط بالتراث”.
وختم بقوله :” يعمل النادي دائما لتوفير برامج مخصصة للشباب حيث نقدم دروس رقص للبنات، تساعد على تطوير التنسيق والإيقاع والتعبير عن الذات. أما الأولاد، فنقدم لهم دروس الملاكمة، التي تهدف إلى تعزيز الانضباط والقوة والثقة بالنفس. هذه البرامج مصممة لتلبية اهتمامات واحتياجات الشباب في مجتمعنا.”
المستقبل المشرق لنادي لحفد
تشمل نشاطات الموسم الحالي تدريبات نادي كرة الطائرة وكرة السلة، حيث يتم تحضير الفرق للموسم القادم في هاتين اللعبتين. تُعد الدورة السنوية التي تضم كرة السلة وكرة القدم وكرة الطائرة لجميع الفئات، وتشارك فيها نوادي مختلفة تتنافس مع نادي لحفد على أرضه، من الفعاليات التي ينتظرها بشغف أهالي البلدة وسكان المناطق المجاورة. إنها احتفال رائع يجمع مختلف شرائح المجتمع، فهي ليست مجرد مناسبة رياضية، بل تُعتبر فرصة هامة لتعزيز التواصل والاندماج الاجتماعي.
تتطلع الهيئة الإدارية إلى مستقبل النادي من خلال تطوير الفرق الرياضية واستمرار التمارين السنوية، بالإضافة إلى التعاقد مع مدربين متخصصين للاستفادة من خبراتهم. يهدف هذا التوجه إلى رفع مستوى الأداء الرياضي والاحترافي للنادي، وضمان استمراريته كمنارة للرياضة والثقافة في المنطقة.
يبقى نادي لحفد يعمل لتحضير المزيد من النشاطات الرياضية و الثقافية على مدار السنة، لتعزيز الروابط بين أعضائه و بين ابناء البلدة.
في حديث مع ستيفانو خالد، أحد لاعبي كرة الطائرة في نادي لحفد، أخبرنا الأخير بأنه انضم إلى النادي منذ خمس سنوات ليكون مع أصدقائه في البلدة. وأكد أن الفريق يشبه العائلة، حيث يعملون معًا ويدعمون بعضهم البعض.
وأضاف خالد: “نحن في الفريق نتحدث وننسق فيما بيننا، ونحلل أخطاءنا. الأهم هو أن نكون إيجابيين وأن نتعلم من كل تجربة. نتدرب مرتين في الأسبوع، ونركز على الجوانب البدنية والتقنية، ونعمل على تحسين التنسيق والسرعة في اللعب.”
وأشار خالد أيضًا إلى المنافسة مع الفِرَق الكبرى في المنطقة، مثل فِرَق عمشيت وبلاط، قائلاً: “نعتبر هذه الفرق منافسين رئيسيين لنا لأنهم دائمًا يقدمون أداءً قويًا. فبعد كل مباراة، نقوم بتحليل أدائنا وأداء الخصم، ونضع خططًا معينة للمبارايات القادمة، كما نحاول دائمًا الحفاظ على الهدوء والتركيز على تحسين أدائنا.”
وختم خالد قائلاً: “أطمح للعب على مستوى أعلى، وأتمنى أن نحقق المزيد من البطولات مع الفريق. أرى مستقبلًا مشرقًا لنادي لحفد إذا واصلنا العمل الجاد والتعاون معًا.”










