الوحدة الوطنية وبقاء لبنان


العميد المتقاعد زخيا خوري

مرّ لبنان بسلسلة حوادث أمنية مريرة ، وكان وراءها العدو الإسرائيلي، آخرها إختراق وتفجير أجهزة لاسلكية تابعة لعناصر الحزب ، مما سبّب أضراراً بشرية جسيمة بعشرات الشهداء وآلاف الجرحى إصابتهم بين الطفيفة والخطرة .
في ظل هذه المحنة الصعبة التي واجه فيها لبنان إجرام العدو الإسرائيلي ، طغى على المشهد اداءً وطنياً وإنسانياً تحلى به الشعب اللبناني ،وكافة القوى السياسية بمختلف أطيافها . فشاهدنا أبناء طريق الجديدة ،وأبناء طرابلس ،وبشري ،يتبرعون بالدم لعناصر الحزب ، ضاربين بعرض الحائط نظرية الفتنة الطائفية. كما طغى الحزن ،وتوقف الكلام السياسي ، وهبّت كافة القوى السياسية للتعزية بالشهداء متعاطفين متضامنين .
أعطت هذه المشهدية فسحة أمل لتقوية أوصال هذا الوطن بالتضامن والتكاتف كي نعي أهمية الوحدة الوطنية ، لأن أي قانون دولي أم داخلي ،أو أي بيان وزاري لا يسبقه التضامن والوحدة والمصلحة الوطنية وبُعد النظر ، لا يُكتب له التطبيق ، أو التنفيذ ، أو الإنتخاب ،ويضيع البلد في مهب الأحقاد العمياء .