لا علاقة لنا بسير القضاء في عملية توقيف الحاكم السابق رياض سلامه .فللقضاء اصوله وقواعده وأهل الاختصاص فيه أدرى.
ولكن ، في عملية تبسيط للأمور ، تتلاحق الأسئلة:
_ لماذا اليوم مذكرة التوقيف والف دعوى مفتوحة بحق الرجل من أكثر من جهة وأكثر من زمن ؟
_ لماذا رُفعت يد مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون عن الملف ؟
_ لماذا لم يتم توقيف سلامه يوم كان مطلوبا سواء خلال وظيفته أو غب تقاعده ؟
_ ولماذا بعض المتابعين لهذا الملف بتوقيفه والتحقيق معه تبادلوا التهاني بحذر وشكروا القضاء بخفر ؟
مما لا شك فيه أن الحاكم السابق سلامه يجمع في شخصه ومن خلال قوة شخصيته معلومات كثيرة كبيرة وخطيرة بتشعباتها المالية والمصرفية والسياسية اللبنانية والعربية واستطرادا الدولية . وهكذا شخصيات، عودنا التاريخ القديم والحديث تصبح موضع تجاذب لامتلاكها من قبل دول وأجهزة ومواقع نفوذ من خارج البلد لاستخراج ما في “الصندوق الأسود” لديهامن معلومات جد مهمة سواء لحماية بعض المستفيدين المتواطئين على المال العام والخاص او بعضه الآخر الذي يكون وضع رشى في العملية السياسية لأهل النفوذ والسلطة أو ضد معارضين للحكم .
هكذا ، لنا شواهد كثيرة من التاريخ .
صحيح ان عملية بحجم توقيف رياض سلامة الذي خلال ممارسته لوظيفته لم يكن ” الحاكم المالي العادي ” بل توسّع نفوذه كما بات معلوما الى المحافل الدولية حيث جرى له تكريمات مذهلة ، وفي الداخل “هندسات مالية” لا يعرفها إلا أصحابها والمستفيدون منها ، أما الشعب فيعرف أن هذه الهندسات أدت الى سرقة امواله ونهب المال العام ، وليس من قِبل ملائكة الجنة بل من قِبل شياطين البلد ، وبقوا يسرحون ويمرحون لتاريخه وقد استفادوا مناصب إدارية وسياسية كبيرة، وتملكوا البيوت والقصور في الداخل والخارج ، بينما الشعب فقد جنى عمره فافتقرت العائلات وباعت بيوتها وأراضيها لتعتاش اولتهاجر غير آسفة على البلد ؟
فهل يمضي القضاء اللبناني بكل قوة وتجرد غير آبه بالضغوطات الداخلية والخارجية إن حصلت ؟ ويظهر للناس و للقضاء الخارجي أن بلاد الحرف وبيروت الحقوق والجامعات القانونية عادت الى حريتها وانبعثت كطائر الفينيق ؟
ام أننا نفاجئ غدا بقطبة مخفية تطيح بكل قطب الإدانة وتنقذ الحاكم وأتباعه وهم من أصحاب ” الأنياب السياسية الفولاذية ؟ ” ام يختفي الحاكم جسديا كما يعلمنا التاريخ القديم والمعاصر ؟
اسئلة مطروحة من باب الاطمئنان وليس الشك ؟ وأجوبتها في طي المحاكمات والملاحقات .. وأبواب السجون
جورج كريم
في ٧ أيلول ٢٠٢٤





