وزير الداخليّة: الانتخابات في موعدها… وننتظر التعيينات

حتى شجرة الميلاد، على مدخل وزارة الداخليّة والبلديّات، تغيّر موقعها هذه السنة. وهي لن تبقى يتيمةً. أُضيفت اليها شجرةٌ أخرى عند مدخل مكتب الوزير أحمد الحجار، بناءً على رغبته، بألوان شعار الوزارة الفضّي والأزرق. لكنّ التغيير لم يقتصر على الزينة، بل شمل مجالاتٍ أخرى، ويَعِد الحجار بعد بالكثير.

لم يكن الحجار غريباً عن الوزارة وشؤونها، هو الآتي من قوى الأمن الداخلي حيث عُرف بمناقبيّته. استغنى، بعد تعيينه، عن معظم المستشارين واختار من يعرفهم جيّداً، سيرةً وسلوكاً. كان التحدّي الأول الذي واجهه هو الانتخابات البلديّة والاختياريّة، فنجح في الاختبار. 
أمّا اليوم، فيضع في سلّم أولويّاته تحقيق ثلاثة مشاريع أنجزت دراساتها ويُبحث عن تمويلٍ لها، وهي: 
– الهويّة الالكترونيّة التي ستشكّل نقلةً نوعيّة على صعيد تحديث “الداتا” الخاصّة باللبنانيّين وتوحيدها وتصحيحها.
– تفعيل التحكّم المروري الذي بات شبه مشلولٍ حاليّاً، ويشمل تحديث إشارات المرور وتركيب كاميرات مراقبة، مع ما لذلك من نتائج مباشرة على تسهيل حركة السير والمراقبة الأمنيّة.
– مكننة عمل هيئة ادارة السير وإصدار رخص قيادة الكترونيّة أسوةً بالدول المتقدّمة.
ويركّز الحجار على تطوير عمل عمل هيئة ادارة السير والآليات والمركبات وإزالة الصورة القديمة عن “النافعة”، مشيراً الى أنّ خطوات مهمّة أنجزت حتى الآن، إلا أنّ الأمر يحتاج الى مزيدٍ من الوقت لإزالة تراكمات عمرها عشرات السنوات، معتبراً أنّ العميد نزيه قبرصلي، الذي يتولّى رئاسة المصلحة، يقوم بواجباته ويحظى بثقته.
وقد أجرى الحجار ١٢ مقابلة حتى الآن لمرشّحين لمنصبَي -رئيس مجلس إدارة / مدير عام هيئة إدارة السير والآليات والمركبات، وعضو مجلس إدارة لدى الهيئة.
كذلك، ينوي الحجار اعادة العمل بالمعاينة الميكانيكيّة، شرط أن تكون على صورةٍ مغايرة عمّا كانت عليه.

لكنّ رجل الأمن يولي اهتماماً أيضاً بالشأن الأمني، معتبراً أنّ نسبة الكشف عن الجرائم ومرتكبيها مرتفع في لبنان، لافتاً الى أنّ الأجهزة الأمنيّة تقدّم الأداء الأفضل منذ سنوات، وهي تتعاون في ما بينها ولو أنّه يراهن على المزيد من التعاون.
ويشير الحجار الى أنّ بعض من يلتقونه من الأجانب يتعجّبون من أنّ الوضع الأمني في لبنان أفضل بكثير من دولٍ أوروبيّة، حيث يمكن التجوّل ليلاً بأمان.
ويشيد وزير الداخليّة بعمل الأجهزة الأمنيّة التي بقيت فعّالة حتى في عزّ الأزمة التي عصفت بلبنان، بينما شُلّ عمل الكثير من الإدارات الرسميّة، فحافظت على هيبة الدولة التي تبدأ، برأيه، من شرطي السير.

وبعد، يعترف الحجار بأنّ ما تحقّق، حتى الآن، يحتاج إلى استكمال التعيينات، وخصوصاً المحافظين، رافضاً الخوض في أسباب تأخيرها. 
أمّا انتخابيّاً، فيؤكّد أنّ وزارة الداخليّة جاهزة لتنظيم الانتخابات، مستبعداً تأجيلها، لافتاً الى أنّ الوزارة تتلقّى تباعاً لوائح المسجّلين في الاغتراب من وزارة الخارجيّة لتنقيحها وفرزها مناطقيّاً وطائفيّاً قبل عرضها أمام الرأي العام أسوةً بقوائم الناخبين.

تخرج من وزارة الداخليّة بأكثر من انطباع. تطمئنك رصانة الوزير، ويطمئنك أكثر أنّه لا يطمح الى أكثر ممّا هو فيه اليوم. ليست عينه على السراي، بل على النجاح في الوزارة. التحدّي المقبل، من دون شكّ، الانتخابات النيابيّة.

داني حداد – موقع mtv