كثَّفت إسرائيل من رسائل النار المدمِّرة تجاه قرى جنوبي نهر الليطاني، بإستهداف عمال البلديات والموظفين والأعضاء المنتجين، إمتداداً لتدمير منازل آمنة في ديركيفا وطيرفلسيه (قضاء صور)، الى تهديد قرى اخرى محاذية للحدود كـ«بيت ليف» (قضاء بنت جبيل) بذرائع لا تنطلي على احد، حتى على الاسرائيليين انفسهم..
ونار القتل والإقلاق لم تقتصر على الجنوب، بل طاولت مخيم عين الحلوة الذي لم يخرج من صدمته بعد، فيما عادت نار الطائرات المقاتلة والمسيَّرات الى عمق غزة، وكأن الحرب العدوانية عادت الى القطاع المنكوب.
ويحضر الوضع المتفجِّر في الجنوب، على وقع الغارات الاسرائيلية في جلسة مجلس الوزراء اليوم، فضلاً عن الوضع المستجد في ما خص الاتصالات لإعادة الامور الى السكة الصحيحة مع الولايات المتحدة واحتواء المسألة المتعلقة بتأجيل زيارة قائد الجيش التي كانت مقررة امس الى الولايات المتحدة.
وفي الوقت الذي طالب فيه الرئيس نبيه بري عقد جلسة طارئة لمجلس الامن لادانة الاعتداءات، ووضع قضية الجنوب مجدداً امام المجتمع الدولي، عشية مراجعة المجلس لتطبيقات القرار 1701، في هذا الوقت، كان لبنان الرسمي يتحرك بسرعة لاحتواء تداعيات السلوك الاميركي المستجد تجاه الجيش اللبناني والسلطات الرسمية.
واستمرت طوال الساعات الـ24 الماضية الاتصالات مع واشنطن، يسمع المسؤولون جواباً واحداً: نفّذوا حصر السلاح وأقِرّوا القوانين المتعلقة بالفجوة المالية والاصلاحات المالية والمصرفية.
ولا تخفي المصادر المعنية اعتبارها ان الاستهداف يتناول القيادة السياسية، لا سيما رئيس الجمهورية والحكومة، وهي رسالة كبيرة، ايضا «للثنائي الشيعي» أن ما أقدم عليه هذا الثنائي لا يكفي.
وافادت المعلومات عن اتصالات مكثفة بين المسؤولين في لبنان ومع الجانب الاميركي لا سيما مع السفير ميشال عيسى، لتبيان خلفيات القرار او وجود معلومات مغلوطة او «نميمة» جديدة وصلت للاميركيين، ولو ان الحجة كانت اتهام الجيش اللبناني للكيان الاسرائيلي بخرق اتفاق وقف الاعمال العدائية ومنع استكمال انتشاره في الجنوب ووصفه كيان الاحتلال بالعدو الاسرائيلي وعدم الجدية في جمع سلاح حزب الله. لكن المصادر المتابعة افادت ان الحملة الاميركية على الجيش لم تأتِ من فراغ او من تحريض لبناني داخلي فقط، بل بدأت قبل اسابيع بحملة اسرائيلية ممنهجة على الجيش تتهمه بعدم تنفيذ مهامه لا سيما في جمع السلاح، ووجدت اصداءها لدى المتطرفين الاميركين المساندين لكيان الاحتلال.
وافيد ان الجانب الاميركي يراجع الموقف ايضاً، وهناك مساعٍ لترتيب دعوة للعماد هيكل لزيارة واشنطن مطلع العام المقبل.
المصدر: اللواء





