تُفتَتَح المقابلة من استوديوهات صوت الغد باستعراض للوضع الإقليمي المعقد، وتداخل السياسة والدين والجغرافيا، مع الإشارة إلى زيارة البابا ليو الرابع إلى بيروت وما تحمل من رسائل روحية وسياسية، إضافة إلى حالة الانتظار التي يعيشها لبنان بسبب الأوضاع الاقتصادية والأمنية والملفات العالقة مثل سلاح حزب الله والودائع والانتخابات اللبنانية.
يتطرّق وديع عقل في بداية الحديث إلى الأزمة اللبنانية، ويؤكّد أن لبنان يعاني بشدة، وأن الأزمة عميقة وغير واضحة النهاية. يوضح أن هموم اللبنانيين في الاغتراب تتركز حول الانتخابات—هل ستكون على أساس 128 نائباً أم 6 فقط للمغتربين—لكن بالنسبة إليه، الأهم هو برنامج من يُنتخب، ومحاسبة من لم يحقق شيئاً في السنوات الماضية.
يشرح عقل أن اللبنانيين في يومياتهم بعيدون عن الصراعات الإقليمية، وأن السياسيين اللبنانيين لا يملكون أي تأثير على المسار التفاوضي في المنطقة، بينما تتحرك القوى الإقليمية والدولية بمعزل عن لبنان. كما يشير إلى أن إسرائيل لا تتجاوب مع الطروحات اللبنانية لأنها تعتبر نفسها رابحة في عدة ساحات.
يتحدث عن غياب التجاوب الدولي في ملف إعادة الإعمار، وعن الوعود العربية والدولية بعد انتخاب الرئيس جوزيف عون، والتي لم يُطبَّق منها شيء على الأرض. يطرح أسئلة حول التفاوض: من يفاوض؟ وما هي ورقة التفاوض اللبنانية؟ ويؤكد أن لبنان معزول مالياً، وأن التحويلات مراقبة بسبب اقتصاد الكاش وسلاح حزب الله.
يدخل الحوار في ملف الودائع، ويكرر أن المصارف يجب أن تعيد أموال الناس لاستعادة الثقة وتشغيل الاقتصاد. ويشير إلى أن لبنان يعيش منذ ست سنوات باقتصاد نقدي يرفضه العالم. كما يناقش ضرورة احترام القوانين اللبنانية المتعلقة بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، ويشرح مشكلة “الإفلات من العقاب” التي تستمر منذ الحرب الأهلية حتى اليوم.
يذكر وديع عقل أن بعض السياسيين يزورون الاغتراب خلال الحملات الانتخابية للحصول على الأصوات ثم يختفون، وهو ما أدى إلى فقدان الثقة. كما يشير إلى أن لبنان البلد الوحيد الذي تعرّض لثلاث أزمات ودائع خلال مئة عام (إنترابنك، 1984، و2019) دون محاسبة جدية.
ينتقل الحديث إلى الهجرة الكبيرة، خاصة هجرة المسيحيين من لبنان، وإلى ازدياد أعداد النازحين السوريين التي غيرت ديموغرافيا العديد من القرى. يذكر أمثلة عن قرى بات فيها عدد النازحين أكبر بكثير من عدد السكان اللبنانيين، ويتحدث عن ضرورة إيجاد حلول واضحة.
كما يطرح موضوع العقارات العائدة للمغتربين اللبنانيين في أستراليا، والتي تتعرض في بعض الحالات للسرقة أو البيع عبر التزوير بسبب غياب أصحابها. يشرح كيفية حصول عمليات التزوير وما ينتج عنها من مشاكل قانونية بعد بيع العقار لشخص ثالث.
يتحدث عقل أيضاً عن أهمية استخدام التكنولوجيا والعمل عن بعد كوسيلة لخلق فرص عمل في الضيع اللبنانية وإبقاء الشباب في قراهم. ويشيد بمبادرات بعض اللبنانيين في سيدني الذين يعملون مع شركات لبنانية عبر الإنترنت.
كما يناقش ضعف الإمكانيات داخل القنصليات اللبنانية وصعوبة إنجاز المعاملات بسبب نقص الموظفين، إضافة إلى فكرة اعتماد التصويت الإلكتروني للمغتربين على غرار بعض الدول.
يختم عقل بتلخيص أبرز هموم اللبنانيين الذين التقاهم في أستراليا:
الهجرة المتزايدة وفقدان التوازن الديموغرافي.
ملف النازحين السوريين.
ضياع الأملاك والعقارات بسبب التزوير.
ضياع الودائع وجنى العمر في المصارف اللبنانية.
ويشارك قصصاً عن لبنانيين في الاغتراب دعموا عائلاتهم بالكامل خلال الأزمة بينما لا تزال أموالهم محجوزة في المصارف.




