جو كريم
تحية وتقدير إلى مجلة الروابط، وإلى مديرها ورئيس تحريرها الأستاذ جورج كريم في 15 تشرين الأول من كل عام يحتفل العالم بيوم العصا البيضاء ( White Cane Safety Day)، وهو يوم يكرّم هذه الأداة التي تمثل رمزًا للاستقلالية والكرامة لملايين المكفوفين وضعاف البصر حول العالم.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية وإقليم شرق المتوسط، هناك أكثر من 23 مليون شخص يعانون من ضعف أو ضعف بصر في المنطقة العربية ، من بينهم حوالي 5 ملايين أعمى .
على المستوى العالمي، يُقدَّر أن عدد الأشخاص ذوي ضعف البصر أو العمى يبلغ حوالي 2.2 مليار شخص ، منهم نحو مليار حالة يمكن الوقاية منها أو معالجتها.
أما في لبنان، فقد أظهرت دراسة سكانية شملت أكثر من 10,000 شخص أن نسبة العمى تبلغ حوالي 0.6٪ من السكان، ونسبة ضعف البصر تصل إلى 3.9٪ . كما يُقدّر عدد المصابين بضعف البصر الكبير أو العمى في لبنان بحوالي 17,898 شخصًا أعمى و 100,158 يعانون ضعف بصر بدرجة كبيرة.
العصا البيضاء ليست مجرد أداة للتنقل بل هي امتداد لحواس الكفيف، تساعده على استكشاف محيطه بثقة وأمان، وتفادي العقبات، وتوجيهه بطريقة تمكنه من الاعتماد على نفسه في الحركة داخل المدن والمناطق العامة.
مرّت العصا البيضاء بمراحل تطور كبيرة: من عصا خشبية بسيطة مطلية باللون الأبيض إلى نماذج حديثة مزودة بحساسات، تنبيهات صوتية أو اهتزازية، وربط بتقنيات GPS وتطبيقات ذكية، لتصبح أداة ملاحة ذكية تساعد الكفيف في التنقل بدقة وسهولة.
التحديات التي ما زالت تواجه مستخدمي العصا البيضاء كثيرة، ومنها:
• افتقار البنى التحتية في المدن إلى مسارات مخصصة وآمنة
• غياب إشارات ناطقة أو مرشدات صوتية في المرافق العامة
• نقص التوعية في المجتمع بأساسيات التعامل مع الكفيف
• عدم توفر أدوات ميسّرة في الشوارع أو داخل المباني في التعامل مع مستخدم العصا البيضاء، هناك سلوكيات يجب على الجميع الالتزام بها: • الاحترام التام للمساحة الشخصية وعدم لمس العصا دون إذن
• مخاطبته مباشرة وليس عبر من يرافقه
• عدم استخدام نبرة شفقة، بل اللطف والاحترام
• تركه يتحرك وفق قدرته دون فرض المساعدة دون استئذان من تجربتي الخاصة أقول: العصا البيضاء ليست مجرد أداة، بل هي صوت يقول للمجتمع: أنا موجود، أتحرك، أعمل، أستحق الاحترام.
حين أمشي في الشارع، لا أطلب من أحد أن يقودني، بل أن يفسح لي الطريق، وأن يرى خطواتي، لا يعاملني نظراً لظرف يُرى فقط بالعين المجردة.
إن يوم العصا البيضاء ليس مناسبة عابرة، بل فرصة سنوية نجدد فيها عهدًا بأن نكون مجتمعًا واعيًا. ندعو المؤسسات الرسمية، الإعلامية، التربوية، والمجتمعية إلى: • تنفيذ حملات توعية مستمرة
• تدريب الموظفين على كيفية التعامل السليم مع المكفوفين
• تجهيز الشوارع والمرافق بوسائل تيسير الحركة
• دعم الكفيف في التعليم والعمل دون تمييز هذا اليوم يذكرنا بأن احترام الكفيف يبدأ من احترام عصاه.
خاص مجلة الروابط





