بويز : براك واورتاغوس لم يثبتا أنهما وسيطين

يوسف فارس / المركزية – شكلت المواقف والتصريحات المتناقضة للموفد الأميركي السفير توم براك من مسار الحكم ومآل الأوضاع في لبنان موضع متابعة وتقييم لابعادها وخلفياتها، وما اذا كانت تنم عن موقف شخصي ام تحظى بغطاء ورضى الإدارة الأميركية . فبعد وصفه أخيراً الدولة اللبنانية بالضعيفة التي لا تقدم سوى الكلام من غير أفعال، سجل في الأيام الماضية تراجع ملحوظ في نبرته حيال السلطة اللبنانية وذلك على عكس الحديث الذي ادلى به وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عقب لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في نيويورك وتأكيده ان بلاده ستوفر الدعم اللازم للبنان للتغلب على ازمته الاقتصادية ، علما ان براك قد يتخلى عن مهامه في لبنان ليحل مكانه كما يرجح الجنرال دايفيد باتريوس فيما تصر الإدارة الأميركية على تفكيك الهيكلية التنظيمية لترسانة حزب الله ، المطلب الذي يحظى بإجماع عربي واوروبي واميركي . ففي تصريحاته الأخيرة رأى براك ان ازمة الشرق الأوسط لا يمكن ان تحل دفعة واحدة ، وان الحلول ستكون تدريجية بدءا من تركيا وصولا الى سوريا ولبنان والأردن وغزة . واكد ان الشرق الأوسط ليس دولا بل عشائر وقرى انشأها البريطانيون والفرنسيون .

الوزير السابق فارس بويز يقول لـ “المركزية” في السياق : حتى الان لم يثبت براك ولا سابقته مورغان اورتاغوس انهما فعلا وسيطين فاعلين على قدر ما يكتفيان بإبلاغنا مواقف رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو . هما يلعبان دور ساعي البريد لا الوسيط . دلالة على ذلك تصريحه اكثر من مرة ان ليس لديه من تعهدات او ضمانات وكفالات لما قد تقدم عليه إسرائيل . وجد ذلك ترجمة صريحة له في امتناع تل ابيب تقديم أي خطوة إيجابية مقابل المواقف التي اتخذها لبنان وحكومته سواء في الالتزام التام بالقرار 1701 او المباشرة بوضع حصرية السلاح بيد الدولة وأجهزتها موضع التنفيذ

ويتابع : لبنان ليس بحاجة الى معرفة موقف نتنياهو وحكومته . الصحف ووسائل الاعلام تضج بها ليل نهار حتى انها تجد ترجمة لها في الاعتداءات المتواصلة سواء في غزة ام لبنان او أي مكان اخر . حل الأزمة اللبنانية كما سائر مشكلات المنطقة تحتاج لوسطاء اكفّاء نزيهين . أميركا قادرة اذا ما إرادت . دعوة برّاك الى الحوار المباشر بين لبنان وإسرائيل تختصر جل مهمته . اعتقد ان ذلك سيكون اسهل بالمباشر اذا كان الوسيط منحازا .اما وصفه لدول الشرق الأوسط بمجموعة من القبائل والعشائر فهو ليس مخطئا لافتقارها الدائم للوحدة والاستقرار.