قداس في الذكرى الـ25 لرحيل العميد ريمون إدّه في جبيل… الأب عبود: يبقى في ضمير من بقي على دربه

بدعوة من مجلس قضاء جبيل في حزب الكتلة الوطنية اللبنانية، أقيم قداس في الذكرى الـ25 لرحيل العميد ريمون إدَّه ترأسه رئيس “أنطش جبيل” الأب سيمون عبود في كاتدرائية مار يوحنا مرقس – جبيل بحضور رئيس مجلس حزب “الكتلة الوطنية” المهندس طارق صقر، رئيس مجلس قضاء جبيل في “الكتلة الوطنية” خليل الصياح وأعضاء المجلس بالإضافة الى حشد من المواطنين ومحبي العميد.
وفي عظته قال الأب عبود: “أنستذكر التاريخ أم نستجوب الضمائر. وفي كلتا الحالتين نفتقد رجلاً لم يكن يشبه زمنه، بل كان سابقًا له بمواقف، وأنقى منه بمعدن، وأصلب من كل الرياح التي حاولت أن تطفئ صوته. نفتقد ريمون إدّه، الرجل الذي كان إذا تكلم، صمتت الحسابات، وإذا وقف، ارتجف الباطل. نجتمع اليوم لنحيي ذكرى رجل لم يكن مجرّد سياسي، بل كان ضميرًا حيًا لوطن أنهكته الإنقسامات وابتلعه الصراع. إنه الصوت الذي بقي نقيًا في زمن الضجيج، والوجدان الذي لم يساوم في زمن الرخص”.
أضاف قائلاً: ” نستذكره، هو الذي اتخذ من الحق موقفًا، ومن الكلمة سيفًا، ومن لبنان قضية. في زمن الصفقات، كان موقفه أرفع من كل مساومة، وفي زمن السقوط، بقي واقفًا، شامخًا، لا يحني رأسه إلا لخالقه وربه”.
وأردف الأب عبود قائلاً: “ريمون إدّه لم يكن سياسيًا عاديًا. كان رجل مبدأ، إذا قال فعل، وإذا وعد وفى، وإذا وقف موقفًا، لم يبدّله مهما اشتدت الضغوط، أو تعاظمت المغريات. في زمن السلاح والدم، حمل الكلمة الحرة درعًا، وفي زمن الاحتلالات، رفع راية السيادة وحده، يوم صمت كثيرون أو باعوا أنفسهم. ولهذا، إستحقّ لقب “ضمير لبنان”، لا مجازًا، بل عن جدارة، لأنه رفض أن يبيع لبنان في سوق المصالح، ورفض أن يصمت على الخطأ، ويكون شاهد زور”.
أضاف عبود: “قال “لا” حيث لا أحد تجرأ، انسحب من الحكم يوم رأى أن كرامة لبنان تُداس. لم يبدّل ولم يساوم، لأنه كان يعلم أن الوطن لا يُبنى بالتحالفات المؤقتة، بل بالمواقف الدائمة. نفتقد لأننا نعيش في زمن اختلطت فيه المواقف بالمصالح، والحق بالباطل، والكرمة بالذل. لكنه يبقى في ضمير من بقي على دربه، وفي قلب كل لبناني لم ينسَ أن الرجولة موقف، لا شعار”.
وختم بالقول: “غاب العميد العميد جسدًا، لكنه بقي حضورًا دائمًا في الذاكرة الوطنية، وفي كل من لا يزال يؤمن بأن الوطن ليس سلعة، وأن السيادة ليست وجهة نظر. سلامٌ على روحك عميد. ستبقى ضميرًا لا يموت”.