جورج كريم — الروابط
كتلويون انهزاميون يتغنون بالعميد وينحرفون عن مبادئه وسلوكه السياسي ووصاياه بخصوص أخصامه الذين اساؤوا للبلاد وعملوا على اغتياله واغتيال انصاره .
هؤلاء الجدد في التفكير الحزبي الكتلوي الانحرافي يبررون منذ زمن لقاءاتهم السياسية المشبوهة على حساب العميد الذي لم يساوم يوما ولم يكن مرة انهزاميا . وهم لا ينفكون يدلون بالحجج تبريرا لأفعالهم ويضعون اللوم على سياسة الكتلة الوطنية وينسون أن رأس السياسة عند العميد كان العداء لإسرائيل وأعداء لبنان أولا (انا عندي هدف واحد تحرير ارضي .. لا اتنازل عن شبر واحد من أرضي ) ولأعداء الحرية والديمقراطية في الداخل ثانيا ،( مواطن مظلوم أمّة مظلومة).
كتلويون يشتهون المناصب والكراسي والصور التذكارية ويدّعون العفة الحزبية والسياسية وهم يمالئون من كانوا للعميد أعداء ، ويبرّرون ؟
كتلويون يتناسون أنّ الحِبر هو للدفاع عن مبادئ العميد وخطه السياسي وعن كرامة من استشهدوا في سبيل الحزب ، وليس للممالأة وتبرير اللقاءات والزيارات التي لو كان العميد ما زال حيا لكان فصلهم من الحزب دون أن يستقبلهم ويرى وجوههم ؟
كان أخصام أخصام العميد يلجأون اليه انصارا ومؤيدين وناخبين وعن خطه مدافعين ، لأن العميد وحزب الكتلة الوطنية يشكلون مقصدا وموئلا للأحرار وانصار الحرية فإلى أين والى مَن يذهب هؤلاء اليوم ؟ ولم يعد لهم محجّة وطنية كما كانت “الكتلة الوطنية ” طالما ان المسؤولين فيها يتبارون ويبررون تسابقهم لزيارة هذا أو ذاك ممن كان لا يمكن للعميد أن يتفق معهم في السياسة والمواقف الوطنية؟
لقد لام كتلويون جدد مَن خرج عن خط الكتلةالوطنية سابقا واتهموهم ” بالخيانة ” وتأمين المصلحة الشخصية ؟ وها هم اليوم يلهثون وراء تدبيج المقالات وأخذ صور اللقاءات وطمس تاريخ عظيم للكتلة للوطنية ويعملون على تبرير المواقف اسوة بزمن من اتهموهم بالخيانة متناسين ما كان موقف العميد وملتحفين ورقة التين أمام انصار ” الحزب” لعلها تستر بعض عيوبهم ؟
كتلويون جدد حجّموا مواقف الرئيس اميل اده وانقادوا الى جماعة زواريب الفيدرالية واللامركزية والعصبية الحزبية التي ترتدي رداء طائفيا كلما كان لها مكسبا سياسيا أو منفعة حزبية بعيدا عن النظرة الشاملة للوطن أرضا وهوية ومصيرا .
عندما يقرا قدامى الكتلويين اسماء القيادات العظيمة للكتلة الوطنية وحلفائهم من أمثال الأخوين ريمون وبيار اده ، نهاد بويز ، ادوار حنين ، عبدو عويدات ، أحمد اسبر ، اميل روحانا صقر ، يوسف عقل ، د .سليم سلهب، د .البير مخيبر الخ ، يترحمون فورا على الزمن الماضي ورجالاته دون ان يترحموا على الزمن الحاضر ولو بخاطرة بال ؟
فكيف يمكن لهؤلاء الانحرافيون الجدد أن يلتقطوا الصور ويبتسموا مع من دك بيوتهم وأرزاقهم وشردهم من أحيائهم وشوارعهم وهدر دم الاوادم الطيبين من رفقائهم ؟ يتصورون ويبتسمون ويدبجون المقالات وينفخون التصاريح تبريرا لفعلتهم المستنكرة ولم يجرؤوا يوما في موقف وفاء وكرامة من أن يقيموا قداس رحمة على نية من استشهد على يد بلطجية الأمر الواقع ، وفي تاريخ لبنان كثير من بلطجية ” الأمر الواقع ” على مساحة الوطن كله ؟
كيف يغفو هؤلاء على وسائدهم وعيون المقتولين تلاحقهم كما لاحقت عين الرب قايين ؟ كيف يغمض لهم جفن وأصوات من اغتيلوا كرمى لحزبهم وعميدهم تتردد عبر الزمن كما يتردد صوت هابيل بوجه أخيه قايين ؟
كيف لهؤلاء أن يفاخروا بالتقاط صور مع قتلة حزبهم ؟
هل رَخُص الى هذا الحد دم الأبرياء من الجبيليين الذين اغتيلوا كرمى لعين العميد وتلبية لنداء بيوتات جبيلية كتلوية ؟!
هل انمحى ذكر الكتلويين الضحايا الوطنيين من وجدان الكتلويين فما أقاموا لهم قداسا ولا ذكرى ولا نُصُبا ؟! ولا احتفالا تكريميا ولا زيارة لذويهم في بادرة تنم عن فضائل الاستذكار والأخلاق ؟
لقد نجح هؤلاء الانحرافيون الجدد في الكذب وتزوير الوقائع على أحفادهم فطمسوا تاريخا من العز والكرامة لينحرفوا الى تفاهمات دونية لمنفعة غير معروفة ؟! ولكنهم لم يقدروا بعد أن يبرّروا لآبائهم .. ولو سكت آباؤهم على معاصيهم ؟
كيف لهؤلاء أن يبيعوا دَمَ الأبرياء بمقعد بلدي أو اختياري أو هلوسة بترشّح نيابي هي نوع من انواع السراب الذي يغشو العيون ؟ وهو سراب يطفو على عيون كثيرين من الحزبيين الجُدد في الأحزاب اللبنانية وأخواتها من “الأفعال” الناقصة ؟
صحيح ، يقول كتلويون أقحاح ، بأن السياسة هي فن الممكن وشطارة التكيّف ولكن ليس على حساب المبادئ وتاريخ المواقف ؟
لأنه ، بعد ان كان حزب الكتلة الوطنية بعميده في الصنائع مرجعا ومقصدا وطنيا يُزار ولا يزور تحول الى زائر لاهث وراء كل زيارة …. وتلك مأساةُ من عايش العميد وعاش ليعاين مأساةَ ورثة العميد ؟؟ !!