جبيل، الجمعة ٢ أيار ٢٠٢٥ رسالة من جو كريم إلى الوطن… وإلى من يملكون القرار فيه.


أنا اليوم أكتب،
مش لأتظاهر إني بقدر غيّر شي،
ولا لأعمل فيها ناشط أو محلل…
أنا أكتب لأنو قلبي ما قدر يسكت،
وعقلي ما استوعب يلي شفتو.

كنت ماشي بأحد شوارع المدن اللبنانية،
ماشي متل كل الناس… بعقلي ألف فكرة وهمّ،
وفجأة لمحت امرأة كبيرة بالسن،
ماشية عمهلها، وعم تطلّع حواليها،
توقّفت قدّام يافطات كبيرة، عليها وجوه وأسماء،
وبدأت تبكي.

إيدها كانت عم تلطم على صدرها،
وعيونها ما كانت تفهم الفرق بين الحزن والدعاية.
قالت بصوت شبه مكسور:
“يا حسرة… راحوا كلّن!”

وقفت أنا، ووقفت الدنيا حواليي…
قلت لحالي: “معقول؟ شو صار؟”

قربت شوي، اتضحلي إنو الصور اللي كانت تطلع فيها ما كانت صور شباب استشهدوا، ولا ناس فقدناهم…
كانت صور مرشّحين للانتخابات البلدية!

واحد من الناس المارين قال للحجة:
“هول مش رايحين، هول جايين!”
قالها بنكتة، بس الوجع ما كان عم يمزح.
هي مسحت دمعتها وقالت:
“إيه… بس نحنا لوين رايحين؟”

نعم، نحنا لوين رايحين؟

لما المواطن يخلط بين صورة شهيد وصورة مرشّح،
منكون خسرنا شي أكبر من الانتخابات…
منكون خسرنا المعنى، خسرنا الرموز،
وصارت الصور مجرّد زينة على الحيطان،
بتنعلق وبتنزل، متلها متل الزينة الموسمية.

أنا ما عم بكتب هالرسالة كرمال حدا يزعل،
ولا لأعمل بلبلة…
أنا عم بكتب لأنو السكوت مش دايم،
ولأنو إذا ضلينا نضحك ونقول “ماشي الحال”،
رح نصير نحنا كمان صور على الحيطان…
بس ما حدا يتذكرنا.

يا جماعة الخير،
خلّونا نرجع نميّز بين اللي راحوا كرمال الوطن،
وبين اللي عم بيجوا كرمال الكرسي.
وخلّوا صوركن إذا علّقتوها… تحكي عنكن، مش تضلّ ساكتة متلكن بعد الانتخابات.
مع الاحترام،
جو كريم