أنا جو كريم، مواطن لبناني، من جبيل، ابن هالمدينة اللي بتشبهني بصلابتها وصبرها، وبحكي اليوم مش بس باسمي، بل باسم كتير من الناس يلي متلي، منسيّين بس مش مكسورين… قاعدين على رصيف العمر ناطرين فرصة تفرج.
أنا شب لبناني كفيف البصر، عمري 45 سنة، بشتغل على الكمبيوتر، بعرف أعمل مونتاج، ميساج، إخراج، بكتب تمثيليات وبرامج وخواطر. أنا موسيقي، وبعزف على آلة الطبلة، وشاركت بعام 2019 على مسرح دار الأوبرا في مصر. كلّ هيدا مش حكي فخر، هيدا رصيد تعب سنين.
تعلمت الكلمة على يد ناس آمنت فيي:
الأستاذ جورج كريم، صاحب مجلة الروابط،
والأستاذ الجامعي والصحفي غسان فطوم من سوريا،
والأستاذ مصطفى سقلاوي، رئيس تحرير جريدة زين الوطن.
كلهم علّموني إنو نكتب يعني نحب، ونحلم، ونواجه.
بس رغم كلّ شي… لحد هاللحظة، بعد ما لقيت عمل أقدر أعيش منّو بكرامة .
مش مساعدة، مش منّة… وظيفة أعيش فيها مثل غيري.
أنتج، أبدع، واترك بصمتي بهالبلد يلي بحبّه.
اليوم، بـ 1 أيار، بعيد العمال، بقولها من القلب:
أنا بعدني ناطر…
ناطر دولة تعتبرني عنصر فعّال مش رقم ساكت.
ناطر مجتمع يفتح بوابه، مش يحطني بالزاوية.
ناطر حداً يسأل: كيف ممكن نحتفل بعيد العمل، وناس بعدها مش لاقية فرصة تكون عاملة؟
أنا عامل بلا عمل… بس مش بلا كرامة.
ورغم كل شي، بعيد كل عامل، كل إنسان بيعرق، بيكافح، وبيحلم…
كل شخص، مهما كانت ظروفه، ما رضي يوقف، ولا يسمح للحياة تكسره.
جو كريم





