نجوى أبي حيدر / المركزية
المركزية- محبطة ومُخيِّبة للآمال جاءت نتائج زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن التي تختتم اليوم، خلافا لكل ما سبقها من توقعات. فملفات البحث المطروحة على جدول اعمال نتنياهو والرئيس دونالد ترامب في اجتماعهما لم يصل اي منها الى نتيجة، لا بل اصطدمت كلها بالرفض.
وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تحدثت عن الاحباط وخيبة الامل على رغم حفاوة الاستقبال التي حظي بها نتنياهو من ترامب في البيت الأبيض، اشارت الى فشله في إقناع ترامب بإلغاء الرسوم الجمركية على صادرات إسرائيل للولايات المتحدة، والى صدمة تلقاها جراء اعلان ترامب فجأة عن محادثات مباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي، ذلك ان إسرائيل لم تكن تعلم مسبقاً بالاتفاق بين واشنطن وايران بشأن مفاوضات بين الطرفين، خصوصا ان الامر قد يقوض رغبة إسرائيل في شن هجمات عسكرية على طهران تمنّ النفس بها منذ مدة. اضف ان ترامب يسعى بقوة لانجاح صفقة تبادل الرهائن بين اسرائيل وحماس لاطلاق سراح الأسرى الاميركيين خلافا لنتنياهو غير المهتم بمصير كل هؤلاء. فهل تفسد نتائج اللقاء السلبية في الودّ قضية بين الحليفين التاريخيين أم تبقى مقتصرة على بعض الملفات؟
قد يكون ملفا الرسوم والرهائن مؤذيان لاسرائيل، خصوصا ان ترامب منّن صديقه بالمليارات الاربعة التي تمنحتها بلاده لتل ابيب، كما ان استئناف التفاوض حول الاسرى بمسعى مصري لا يتوافق ورغبات نتنياهو الجانح نحو الحل العسكري، بيد ان اكثر ما يؤذي الرجل هو اجراء المحادثات الاميركية- الايرانية ، رفيعة المستوى، يوم السبت المقبل في عُمان، بعدما تحدث ترامب خلال اللقاء عن “اجتماع على مستوى عالٍ جداً” سيعقد السبت، قائلاً “نحن نتعامل معهم بشكل مباشر”،مضيفاً “ربما سيتم التوصل إلى اتفاق، وهذا سيكون رائعاً”.
يعزز مخاوف نتنياهو من المحادثات الاميركية –الايرانية بحسب ما تقول اوساط دبلوماسية لـ” المركزية” امكان بلوغها النجاح وتتويجها باتفاق لا يريده نتنياهو الراغب بـ”تركيع” طهران عسكريا لسحقها وابعاد اي خطر مستقبلي متأت منها على بلاده ، خلافا لواشنطن الساعية الى الحل الدبلوماسي. ذلك ان مجمل المستجدات التي طرأت في المنطقة تؤشر الى رغبة ايران بحل يجنّبها الاستهداف العسكري وقد فقدت اوراقها الواحدة تلو الاخرى من سوريا الى اليمن واخيرا في العراق حيث اعطت الضوء الاخضر للميليشيات المؤتمرة بأمرتها بالتسليم للقوى الشرعية العراقية،ولم يبق معها سوى حزب الله الذي يخضع لضغوط هائلة دوليا وعربيا لتسليم سلاحه، وقد قالت نائبة المبعوث الاميركي للشرق الاوسط مورغان اورتاغوس اليوم بعد زيارة للبنان “”حزب الله مثل “السرطان” وعلى لبنان استئصاله إذا أراد التعافي”، اضف الى كل ذلك ان سياسة التذاكي المعروفة ايران بانتهاجها لا تنفع في مجال التعاطي مع ترامب. وقد هددها بقوله “إذا لم تنجح المحادثات، فأعتقد فعلا أنه سيكون يوما سيئا جدا لإيران وستكون في خطر كبير”.
على رصيف الانتظار يقبع نتنياهو حتى انتهاء المحادثات بين واشنطن وطهران، فإن نجحت سيتلقى صفعة قد تكون الاقوى على الاطلاق،علما ان واشنطن تتشدد الى الحد الاقسى في مفاوضاتها، ولن تلجأ الى الحل العسكري الا إن فقدت الامل نهائيا من الدرب التسووي





