كلمة الاديب الشاعر غانم اسطفان عاصي مقدّما الاحتفال الشعري لروح الشاعر الكبير إسماعيل أحمد برق في ذكرى رحيله الأربعين ، والذي أقيم في قاعة مدرسة رسول المحبة / جبيل وتكلم فيه الشعراء السادة :
الشيخ الأديب الدكتور محمد حيدر احمد ( معاون سماحة مفتي جبيل وكسروان )
الشاعر شربل كامله
الشاعر عمران شحادة
الشاعر فراس أنيس الفغالي
الشاعر جورج لطيف ( منتدى جورج لطيف للشعر والثقافة )
كلمة العائلة، ربيع اسماعيل برق
** كلمة التقديم بعنوان :
شاعر رائع وإسم لامع
إلى مدرسة رسولة المحبة، جئنا اليوم ونحن من بُناة حضارة المحبة, لنشارك في الذكرى الأربعين على رحيل واحد من أهل المحبة، بينما نقف في حضرة باقة من الوجوه البهيّة ، وبين نخبة من المواهب السخيّة، حيث تُتلى الٱيات وتقام الصلاة، و يسترسل الشعر البديع،ويصغي الذوق الرفيع،وبدفء اللقاء نواجه “ٱدم” الصقيع.
وفي هذه المناسبة, وان كانت حزينة, يطيب لنا تذوّق نكهة الوفاء،حيث يتأهّب المنبر لوقفات الإلقاء في تكريم من سبقنا إلى دنيا البقاء،بعد مسيرة ممهورة بالصدق وموسومة بالأخلاق وموصوفة بالإنفتاح ومغمورة بالأشعار ومعجونة بالعصاميّة ومرادفة للٱدميّة.
وهأنذا أسكب عصارة أفكاري, وأقدّم نثري وأشعاري على طبق التقدير الغالي، الى كل الذين يقدّمون عمق مشاعرهم على أسمى منابرهم.
ونحمد الله على أننا عشنا في زمن عرفنا وعاصرنا فيه كوكبة من الشعراء الأوائل. ومنهم على سبيل المثال والإنتماء لا الحصر، إبن جارتنا شامات “بلدة الشعراء”، الشاعر الكبير أنيس الفغالي ,والذي كان للشاعر اسماعيل برق أكثر من صديق ، وطالما إعتبره بمثابة أخيه أو أحد أفراد عائلته،وكذلك الشاعر ابن ضيعتنا حصارات “المدينة الشعبية “والذي كان قريبا من شاعرنا الراحل ، و الشاعر برق كان من تلك الطينة الطيّبة ،ومن تلك العجينة المباركة. فلقد عشق الشعر وتذوّقه قبل أن يصبح شاعرا،كما كان زميلا لأولئك الذين ملأوا المنابر والصفحات وزيّنوا الساحات والمناسبات،وأناروا الأوقات والسهرات،فكم كان يحلو السمر ويطول السهر على نور السراج أم على ضوء القمر، في تلك الليالي الملاح التي كانت تمتدّ الى أن تعانق خدّ الصباح، لتجعل الضحر يسأم ومن ثم يرتاح، وما على عشّاق هذا التراث الإنساني إلا التنزّه بين عالم الجمال ودنيا الخيال.
واذا عرّجنا على ولادته ونشأته،فلقد ولد وترعرع في فدار من أعمال بلاد جبيل،فمرح في حقولها وتسلّق أشجارها وقطف ثمارها وطارد عصافيرها ،وجنى مواسمها وتمتّع بغلالها،ورندح أشعارها وصدح بمواويلها
ومن جمال تلك الطبيعة استوحى جماليّة التعابير،ومن أريج البستاين كلّل المعاني بالعبير،ومن صلابة الصخور أخذ متانة سبك القصائد،ومثلما رفع مداميك بيته شقع بيوت أشعاره،وكما النسائم العلائل تحلّى بطيب الشمائل.
وغاص في بحور الشعر ابن تلك القرية المستلقية بين التلال والأودية والمطلّة على بحر جبيل،جبيل مدينة الحرف حيث لملم الحروف من مهد الأبحدية ليقدّمها في إضمانات شعرية.
نعم،من فدار الرابضة في أرض القداسة وعلى وقع رنين الأجراس وأصوات الٱذان ، تعلّم وأتقن ثقافة التعايش بين الأديان والتي جعلت من وطننا رسالة ومن جبيلنا مثالا، وانعكس ذلك على وقفاته وصفحاته وعلى علاقاته وصداقاته لابل على مسيرة حياته.
فأهلا وسهلا بكم اليوم في هذا التكريم وان جاء متأخّرا، فأهلا بهذا التكريم وفي أي توقيت،لأن الشعراء لا يموتون بل بما تركوا من ٱثار فكريّة وشعريّة سيُخلّدون
وفي الختام أشكر ربي لأنه وفي ذكرى شاعر رائع واسم لامع، جعلني أضبف الى رصيدي مَعلما إنسانيا والى كتاباتي صفحة مضيئة سوف أضعها في متناول ذاكرة الأيام.
في ٢٢ شباط ٢٠٢٥





