التأليف ولا التوليف .


جورج كريم / الروابط

كم هو محبط عند اللبنانيين غير الحزبيين المنتفعين والطائفيين المقنّعين ، وهُم الأكثرية الساحقة من تعداد الشعب اللبناني اذ لا تتعدى نسبة الحزبيّين أكثر من 20 %.

كم هو محبط بعد موجة التفاؤل العارمة التي انتشرت على مساحة اللبنانيين المقيمين والمغتربين بانتخاب العماد عون الرجل الوطني والشريف ، واختيار القاضي الدولي نواف سلام الرجل الوطني والنزيه .

كم هو مؤلم الإحباط عندما نقرأ ونسمع أن الرئيس المكلف بدأ يقف على ” خاطر” رؤساء الكتل النيابية والاحزاب بتسمية وزراء تخصهم من هنا وهناك ، وهُم ، كانوا علة البلد ودماره وخرابه منذ أكثر من خمسين سنة وقد تجذروا وأتباعهم في الادارات والمؤسسات والمراكز الآمرة فأفسدوها الى درجة الاهتراء والبلاء .

محبط ما تتناقله الصحافة اللبنانية عن سير آلية تأليف الحكومة وفيها التفاف نحو إرضاء من لا يرتضيهم الشعب من كل الفئات والطوائف ، من اجل كسب ثقة ليست بمعادلة في ميزان ثقة الشعب . لأن الخسارة مع ثقة الشعب ، افضل لكتابة التاريخ ، من ثقة منظومات اساءت للشعب والبلد معا.

عارمة كانت فرحة اللبنانيين بانتخاب فخامة الرئيس واختيار رئيس الحكومة إذ رأوا فيه منجاة خلاص ديمقراطي من منظومات كتل وأحزاب فاسدة حكمت وتحكمت فقضت على الأخضر واليابس في البلد ولم يرف لها جفن أمام حاجة مواطن ، ولا أمام استشفاء مريض ، ولا أمام أُميّة اولاد يعجزون عن دفع الأقساط المدرسية ، ولا أمام اموال المودعين ولا حتى أمام دمعة أم تودع أولادها يهجرون الى بلاد بعيدة لا رجوع منها .

سيكون مؤلما ومحبطا عند اللبنانيين ” الأوادم” اذا جاءت الحكومة على صورة وطراز سابقاتها من حيث الأسماء بانتماءاتها الحزبية “والكتلية”، لأن ما أفسده الدهر لا يصلحه العطار بنفس الأسماء والدواء بل بالمبضع والجراحة واستخراج الداء .

الناس في لبنان والخارج ينتظرون من الرئيس المكلف الثورة البيضاء باسم الديمقراطية ، لأن الترقيع والتبويس ” سيؤجل الثورة الحمراء عند الأجيال القادمة ولو دخلت ساعتذاك في اتون الحروب الطائفية والمذهبية .. والدول الخارجية .
ولنا من التاريخ القديم والحديث أكثر من عبرة .
ولنا من تاريخ التسلم والتسليم بالامس في اميريكا أكثر من صورة .