في العيد الـ164 لقوى الأمن الداخلي، تم افتتاح غابة على اسم شهداء قوى الأمن الداخلي في محمية أرز الشوف.
وفي المناسبة، القى وزير الزراعة الدكتور نزار هاني كلمة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون جاء فيها:
“يشرفني أن أقف بينكم اليوم ممثلًا للسيد رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد جوزاف عون، وأن أنقل إليكم تحياته القلبية وتقديره العميق لقوى الأمن الداخلي، قيادةً ورتبًا، عناصر وأفرادًا، لما تمثّلونه من دعامة أساسية للأمن والاستقرار في لبنان، ولما تقدمونه من تضحيات جسام، ووفاء لا ينضب في سبيل حماية المواطن، وصون كرامة الدولة، وترسيخ دعائم السلم الأهلي.
نحتفل اليوم بالذكرى الرابعة والستين بعد المئة لتأسيس هذه المؤسسة الوطنية العريقة، التي لم تكن يومًا مجرّد جهاز أمني، بل شكّلت على الدوام نموذجًا في الانضباط والالتزام، ومثالًا يُحتذى في الولاء والانتماء، وركنًا راسخًا من أركان الدولة اللبنانية الحديثة.
ومن قلب محمية أرز الشوف، وبين أرزاتنا الشامخة التي ترمز إلى الصمود والثبات، نكرّم شهداء قوى الأمن الداخلي الأبرار بزرع أرزة باسم كل شهيد، لتبقى ذكراهم حيّة في تراب الوطن، ولتجسّد هذه الغابة في جذورها وامتدادها معنى التضحية، وخلود الرسالة.
أيها الحضور الكريم،
السيد رئيس الجمهورية، الذي حمل مسؤولية قيادة الجيش اللبناني لسنوات، يعرف تمام المعرفة حجم التحديات التي تواجه القوى الأمنية والعسكرية، ويدرك أن الأمن الحقيقي لا يُبنى بالسلاح وحده، بل بعدالة مستدامة، ومؤسسات متكاملة، وشراكة مسؤولة بين مختلف مكوّنات الدولة والمجتمع.
وهو يؤمن – كما نؤمن جميعًا – أن الدفاع عن لبنان لا يقتصر على حماية حدوده، بل يشمل أيضًا حماية بيئته الطبيعية، وغاباته، ومياهه، وتربته، وهويته العميقة المتجذّرة في هذه الأرض.
لذلك، فإن غرس “غابة شهداء قوى الأمن الداخلي” ليس مجرد مبادرة رمزية؛ بل هو فعل وطني راقٍ، يُترجم دماء الشهداء إلى حياة، ويحوّل الألم إلى أمل، ويؤكد أن التضحية تُثمر، وأن الشهادة تُخلِّد، وأن الوطن يحيا حين تتعاضد مؤسساته وتتجذر رسالته في الأرض والطبيعة والإنسان.
أيها الأصدقاء،
لقد احتضنت هذه المحمية، عبر العقود، روح الصمود والانتماء، وهي اليوم تُضيف إلى رسالتها البيئية والروحية رسالة وطنية – تُجسّد في أرزاتٍ تحمل أسماء شهدائنا الأبرار، ذاكرة حية للأجيال، ودليلًا على أن لبنان يُبنى بالفعل لا بالقول، وبالعطاء لا بالشعارات.
وكوزير للزراعة، وبعد مرور مئة يوم على تحملي هذه الأمانة الوطنية، أعود اليوم – وجدانيًا ومهنيًا – إلى هذه الأرض التي رافقت مسيرتي العلمية والبيئية، فأجد أن دور الوزارة يتكامل، أكثر من أي وقت مضى، مع قوى الأمن الداخلي، في حماية الغابات، ومكافحة الحرائق، وردع التعديات، ومواجهة كل ما يهدّد البيئة والتنوع الطبيعي في وطننا.
لقد أثبتت قوى الأمن الداخلي، في مختلف المراحل، أنها حامية للناس كما هي حامية للطبيعة. كانت دومًا إلى جانب الحراس، دعمت جوّالي المحميات، وشاركت في إطفاء النيران، ومنعت الصيد الجائر وقطع الأشجار، فكانت شريكًا فعليًا في حماية الثروة الحرجية، كما في حماية الاستقرار المجتمعي.
وانطلاقًا من مسؤوليّتنا بدأنا العمل في مجلس الوزراء جاهدين لنؤمّن لكم مقوّمات العيش الكريم، ونضع على رأس أولويّاتنا تحسين الواقع المالي للقوى الأمنية، لكي تستطيعوا أن تكمّلوا مهامّكم الجليلة بكرامة واستقرار.
وقد جاءت هذه الخطوة استجابةً لواقع صعب لم يكسر عزيمتكم، ولرواتب لا تكفي لقوت يوم لكنها لم تُثنِكم عن أداء الواجب. جاءت وفاءً لإصراركم على البقاء في الشارع، في الحقل، وفي الميدان، رغم الضغوط والمعاناة. فإرادتكم كانت ولا تزال الحافز الأصدق لنا لمواصلة العمل، وترسيخ القناعة بأن كرامتكم ليست امتيازًا، بل حقٌ لا يُمس.
السيدات والسادة،
إن “غابة شهداء قوى الأمن الداخلي” هي غرسٌ في أرض الوفاء، وشهادة حيّة على أن الوطن يُصان بتضحيات أبنائه، وأن الدولة تتكامل حين تلتقي الأدوار وتتوحّد الرسالة في حماية الإنسان والطبيعة على حدّ سواء.
تحية إجلال وتقدير لكل فرد من أفراد قوى الأمن الداخلي في عيدهم الوطني،
تحية وفاء لأرواح الشهداء الذين ارتقوا دفاعًا عن لبنان،
وتحية لكل من يزرع، ويحرس، ويبني، ويصون. عشتم، عاشت قوى الأمن الداخلي، عاشت محمية أرز الشوف رمزًا للتكامل بين الإنسان والطبيعة، عاش لبنان، وطن الرسالة، والشهداء، والرجاء.:
اللواء عبدالله:
وفي المناسبة، القى مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله كلمة قال فيها: “نلتقي اليوم بمناسبة مزدوجة: عيد قوى الأمن الـ164 وافتتاح غابة الأرز على اسم شهداء قوى الأمن ومؤسسة قوى الأمن متجذّرة في المجتمع، وهي كالأرز، محافظة على عراقتها، وعملت في الوقت نفسه على التطوير واعتماد الأنظمة الدولية، وافتتاح غابة الشهداء هو تكريم للشهداء الذين قدّموا دمهم في سبيل الأرض”.
وأضاف عبداالله: “التضحيات جوهر العمل الأمني، وأبطالنا لم يبخلوا بها، ونرفع لهم تحية إجلال وإكبار، والعيش بكرامة يكون بالسير على طريق التضحية”. وتابع : “افتتاح غابة الشهداء اليوم ليس مجرد تكريم بل تأكيد الإعتراف بتضحيات الشهداء ورجالنا الذين ارتقوا دفاعاً عن أمن هذا البلد وكتبوا تاريخاً مجيداً”.
وفي ختام كلمته قال عبدالله: “أتوجه بتحية تقدير إلى ضباط وعناصر قوى الأمن وأعايدهم جميعاً وأقول لهم إنّ لبنان يقوى بإيمانكم به





