مقدمة تلفزيون “أل بي سي”
الاضطراب هو سمة ما يشهده الشرق الاوسط والقرن الافريقي, وهو يكاد يصل الى نقطة الانفجار. نظرة سريعة الى ما تشهده سوريا, ولبنان, وغزة, واليمن ,والسودان ,وصومالي لاند وغيرُها وغيرها من دول المنطقة يدل على تصاعد التوترات, التي تبقى اسرائيل في صلبها. سرّ ما يحصل يعود الى نقطة مفصلية حين أطلقت الولايات المتحدة استراتيجيتها للامن القومي , وهي وضعت ركيزةً لها شعارُها اميركا اولا, وتميل نحو سياسة عدم التدخل المباشَر خارج حدودها, واستبدالِ التدخل العسكري بمبادرات ديبلوماسية محورُها اقتصاديٌ تنموي. وصلت اشارة واشنطن, فتحركت دولٌ عدة لملء الفراغ الاميركي المقبل, في طليعتها اسرائيل وتركيا, بحثتا عن موقع وحصة في منطقة تُرسم من جديد.
حتى الساعة, تتقدم تل ابيب على كل المحاور, فهي تعتبر انها انتصرت في حروبها منذ طوفان الاقصى, وانتقلت لتنفيذ خطة السيطرة الكاملة ليس فقط على محيطها الضيق , انما كذلك على ما سيطال مستقبلا القرنَ الافريقي وصولا الى دول الخليج عبر تحكمها بالمعابر البحرية المطلة عليها , والبداية من صومالي لاند, حتى لو علا الاعتراض العربي. هذه هي خطورة مباحثات فلوريدا غدا, بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتياهو, فهل سيتمكن نتنياهو من اقناع ترامب بمنحه مزيدا من الوقت لتحقيق ما يسميه حسما لمعاركه على كل الجبهات؟
صورة معقدة, تشير الى ان المنطقة ومن ضمنها لبنان , دخلت مرحلةَ تثبيت النفوذ وهي تستغرق سنوات, وهي غالبا ما تأتي على أنقاض دولٍ وشعوب تتقاتل وتتهجر وتموت ضحيةَ مصالحَ كبرى.
مقدمة تلفزيون “الجديد”
على أنفاسه الأخيرة يَسحب العامُ الجاري أذيالَه ليُسلِّمَ خلفَه تَرِكةً ثقيلة من الأزمات ومِلفاتٍ معجّلة بحُكمِ المؤجّلة لما بعدَ ولادةِ العام الجديد وقبل أن يُصدِرَ لبنان ورقةَ نعيِ عامٍ حَمل معه آثارَ دمارِ وانهيارِ سلَفِه فإنه وفي بعضِ المِلفات خَرج هذا العام من فَجوته المالية بأقلِ الأضرار الممكنة واستَخرج قانوناً من فمِّ أزمةٍ عَمّرت ستةَ أعوام لاتفاقٍ بين طرفين وإنفاقٍ من طرفٍ واحد ورَدمَ فجوتَه الأمنية بخُطةِ حصريةِ السلاح وتَركَ لمجلس النواب التنقيبَ في مستقبلِ الانتخابات لا برسائلَ عابرةٍ للدستور وغيرِ مُلزمة، إنما عملاً بمبدأِ فصل السلطات هي مِلفاتٌ لم تنتهِ بانتهاءِ المهلة الزمنية على عقاربِ وَداعِ عامٍ واستقبالِ آخر فقانونُ استردادِ الودائع مدعوماً من جَناحِ القضاء يسيرُ جنباً إلى جنب مع قانونِ الانتخاب باتجاهِ ساحة النجمة حيث الكلمةُ الفصْل أما خطةُ الجيش في بسطِ السيطرة على كامل الأراضي اللبنانية فأَثبتت أن الدولةَ نَفّذت ما عليها من بنودِ اتفاقِ تِشرين وتَقدّمت خطواتٍ إلى الأمام، في مقابل صِفر خُطوة إسرائيلية ومن هنا كان موقفُ حزب الله على لسانِ أمينه العام بأنه لم يعُدْ مطلوباً من لبنان أيُ إجراء قبل أن يلتزمَ الإسرائيلي بما عليه وما لم يَنسحب ويُوقِف اعتداءاتِه ويحرّر الأسرى وينطلق الإعمارُ جنوباً فلا تطلبوا منّا شيئا بعد الآن موقفُ الحزب الأخير لم يأتِ من فراغ بل من حَراكٍ وَزّع فيه ذراعَه السياسية باتجاهيْن معروفين حتى اللحظة فبعد زيارتِه تركيا والمشاركة في مؤتمرٍ عن القدس رُصِدَ مسؤولُ العلاقات الخارجية عمار الموسوي في قطر حيثُ الشأنُ اللبناني حَضر أيضاً في الدوحة بين وزيرِ الدّولة في وِزارة الخارجيّة محمد بن عبد العزيز الخليفي ومستشارِ وزيرِ الخارجيّة السّعوديّة للشّأن اللّبناني الأمير يزيد بن فرحان في المعلَن من الاجتماع عَرض الطرفان التنسيقَ المشترك بشأن الملفِ اللبناني ووقوفِ قطر إلى جانب لبنان دولةً وشعباً ومن أماناتِ المجالس عَلِمت الجديد أن زيارةَ الموسوي تمّت بناءً على دعوةٍ من الجانب القطري وأنّ بن فرحان اطّلع من الخليفي على أجواءِ زيارةِ وفدِ حزبِ الله إلى الدوحة ما بعدَ هذا الحَراكِ والمداولات حولَه متروكٌ لمُقبلِ الأيام وكيفيةِ صرفِه كعُملةِ حلٍ نادرة في ظلِ التفلّت الإسرائيلي من كلِ الضوابط اتجاه لبنان الذي يتطلّعُ والمِنطقة كلُها إلى القمّة الثنائية التي تَجمع غداً الرئيس دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو وللمرةِ الثانية خلال زياراتِه الخمس إلى الولايات المتحدة سوف يَلُفُّ نتنياهو نِصفَ الكرة الأرضية كي يَصِلَ إلى الأرضِ الأميركية، لكونِه مطلوباً للجنائيةِ الدولية كمجرمِ حرب وقبل أن يَحزِمَ حقائبَ السفر ويَركَبَ “جَناحَ صُهيون” رَكِبَ نتنياهو “القرنَ الإفريقي” ولَعِبَ بالخريطةِ الصومالية وعلى رُقعةِ الانفصال رمى بنَرْدِ الاعتراف “بصومالي لاند” وفَتحَ من بوابةِ الشرقِ الأوسط الجديد والمزعوم، باباً موارِباً نحوَ الضَفّةِ الآخرى من البحرِ الأحمر للتحكّمِ ببابِ المندب وتثبيتِ مَوطِئِ قدمٍ إسرائيلية على أعتابِ الدول المحيطة به ليتحوّلَ إلى لاعبٍ إقليميٍ أساسي وهو ما استدعى اجتماعاً عاجلاً لجامعةِ الدول العربية التي دانت بأشدِ العبارات اعترافَ إسرائيل بانفصالِ ما يسمّى إقليمَ أرضِ الصومال طمعاً في تحقيقِ أجنداتٍ سياسيةٍ وأمنيةٍ واقتصاديةٍ مرفوضة على أن يَعقِدَ مجلسُ الأمن غداً جلسةً طارئة بدعوةٍ من الصومال التي دَعت نتنياهو الى الاعتراف بدولةِ فِلسطين أولاً ما سيَحدُثُ على أرض “فلوريدا” غداً مقروءٌ من عناوينِ المِنطقة وتوزيعُ النفوذ يَتِمُ بين “غرينلاند” و”صومالي لاند” ومختصرُ ما يجري.. طِفلٌ يَطلُبُ مِن سيرغي لافروف أن يُهديَهُ “كرة أرضية”.. فيُطلَبُ منه الانتظار حتى ترسيمِ الحدود الجديدة.
مقدمة تلفزيون “أو تي في”
لا حدث يتقدم في الساعات المقبلة على اللقاء المرتقب بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، حيث يعتبر كثيرون أنه سيشكل حداً فاصلاً بين مرحلة ومرحلة على مستوى الشرق الاوسط، حيث واصلت اسرائيل تكريس نفوذها، وصولاً الى القرن الأفريقي، وتحديداً إلى أرض الصومال، التي تعتبر نقطة استراتيجية، ومنطلقاً لضغط إضافي على الحوثيين بشكل مباشر، وايران بصورة غير مباشرة.
واليوم، حضر الملف اللبناني في صلب محادثات جمعت في قطر وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي، ومستشار وزير الخارجية السعودي للشأن اللبناني يزيد بن فرحان. وبحسب بيان للخارجية القطرية، فقد جرى خلال الاجتماع، استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، وتطورات الأوضاع في لبنان، وجهود التنسيق المشترك بين البلدين بشأن الملف اللبناني.
اما على الساحة اللبنانية، حيث تستعر الخلافات حول مختلف الملفات، من قانون الفجوة المالية، الى مصير الانتخابات واقتراع المنتشرين، وفي وقت تتواصل التهديدات الاسرائيلية، على وقع الخطر المتأتي من الحدود الشمالية والشرقية، وقبل ايام من الاعلان الرسمي عن الانتهاء من حصر السلاح جنوب الليطاني والانتقال الى المرحلة التالية، رفع الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم سقف التحدى الى الحد الاقصى، واصفاً حصر السلاح بالمشروع الاميركي- الاسرائيلي، ومشدداً على مناقشة استراتيجية الأمن الوطنيّ بتعاون كامل، لكن بعد انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وقال: المركب في لبنان واحد، فمن يعتقد بأنه سيرمينا في البحر أقول له أنظر أين تضع قدميك.
مقدمة تلفزيون “أن بي أن”
لعلَّ من غير المبالغ فيه أن الاجتماع الخامس هذا العام للرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو هو الأكثرُ حساسيةً وجذباً للانتباه على مستوى المنطقة وربما العالم. ذلك أنّ نتائج الاجتماع الذي سيعقد غداً في فلوريدا ستضع الرسم التشبيهي للمشهد الاقليمي حروباً واعتداءاتٍ أو تفاهماتٍ وتسويات.
في حقيبة رئيس الوزراء الاسرائيلي رزمة من الملفات المفخخة بأفكارٍ ومشاريعَ ومخططاتٍ لا يجوز الركون إليها وإلى حاملها. وتتوزع عناوين هذه الملفات بين لبنان وفلسطين وسوريا وإيران واليمن والعنصرِ المستجد في ارض الصومال. ومما لا شك فيه أن نتنياهو سيحاول إقناع مضيفه الأميركي بجدوى اسلوب الضغط العسكري والأمني على لبنان تحت شعار نزع سلاح المقاومة ولكن السؤال يدور حول السقف المسموح ببلوغه في ممارسة هذا الضغط.
وبينما يفترض أن ينظر ترامب إلى اجتماعه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي كفرصة حاسمة للانتقال الى المرحلة الثانية من الهدنة الهشة في قطاع غزة سيحاول نتنياهو حرف الانتباه من القطاع الى إيران. ومن المفترض أيضاً ان يتناول الرجلان ملف سوريا فيستعجل ترامب توقيع اتفاق أمني بين تل أبيب ودمشق فيما يثير نتنياهو العامل التركي من جهة ويصرّ على استمرار احتلال المناطق التي سيطر عليها جيشه في جنوب سوريا من جهة أخرى. كما أن اعتراف اسرائيل بأرض الصومال كدولة مستقلة سيفرض نفسه على طاولة المحادثات فهل سيبارك الرئيس الأميركي هذه الخطوة التي حصدت موجة استنكار وتنديد عربي واسلامي وافريقي واسعة تصدرتها السعودية؟ في هذا المجال كُشفت صورٌ فضائية لبناء حظائر مقاتلات ومسيّرات في هذا الاقليم الانفصالي وسط اشتباه بأن تكون اسرائيل وراء هذه المنشآت.
وعلى الجبهة الدبلوماسية استدعى الاعتراف الاسرائيلي عقد اجتماع للجامعة العربية على مستوى المندوبين اليوم قبل ان يلتئم مجلس الأمن غداً بطلب من الصومال.
في اليوميات اللبنانية لا تطوراتٍ جديدة سواءً في السياسة أو في الاقتصاد. أما في الأمن فقد تواصلت عمليات التفتيش الروتينية لمنازل راسل جيش الاحتلال لجنة الميكانيزم بشأنها.
وجرت اليوم عملياتٌ من هذا القبيل من جانب اللجنة والجيش اللبناني في عيناتا وبنت جبيل بعد بيت ياحون وبين ليف أمس.
وخلال هذين اليومين وقبلهما جاءت النتيجة ألّا وجود لأسلحة مخزنة في المنازل ما يشكل إدانة موثّقة للعدو الاسرائيلي أمام العالم.
ومن جنوب لبنان الى شماله حيث غرق عدد من السوريين خلال محاولتهم عبور الحدود باتجاه الأراضي السورية عبر مجرى النهر الكبير بطريقة غير شرعية. وتم انقاذ بعضهم فيما تستمر عمليات البحث عن المفقودين. وقد نفت قيادة الجيش اللبناني تقارير اعلامية سورية عن اجبار الجيش أولئك السوريين على التوجه نحو مجرى النهر قبل أن تجرفهم المياه وأكدت أنه لم ترد الى الجيش أية معلومات حول محاولة العبور غير الشرعي في المنطقة.
مقدمة تلفزيون “المنار”
لمواجهةِ العاصفةِ التي رمى الاميركيُ والاسرائيليُ لبنانَ في وسطِها، وللتعاملِ الحكيمِ مع المَفصَلِ التاريخيِّ الذي وُضِعَ امامَه اللبنانيونَ بينَ الوصايةِ الكاملةِ وبناءِ الدولة، توزعت مواقفُ الامينِ العامِّ لحزبِ الل سماحةِ الشيخ نعيم قاسم في ذكرى القائدِ الجهاديِّ المؤسسِ الحاج محمد ياغي ” ابو سليم”.
وبكثيرٍ من الرسائلِ اعلنَ سماحتُه موقفَ المقاومةِ من المرحلةِ المقبلةِ وبداياتِ العامِ الجديد.. فأولاً للعدوِ الاسرائيليِّ الذي يُهدِدُ بالحرب: اِركبوا اعلى ما في خيلِكم، والمقاومةُ لن تَستسلمَ ولن تَتراجع، اكدَ الامينُ العامُّ لحزبِ الله. اما ثانيًا، فلم يَعُد مطلوباً من لبنانَ ايُ اجراءٍ اضافيّ، على ايِّ صعيد، قبلَ ان يلتزمَ العدوُ الاسرائيليُ بكلِ ما عليهِ في اتفاقِ وقفِ اطلاقِ النار، من الانسحابِ الكامل، واعادةِ الاسرى، ووقفِ الاعتداءاتِ جواً وبراً وبحراً وتجسساً، وعدمِ عرقلةِ اعادةِ الاعمار.
امّا ما تتبرعُ به الدولةُ اللبنانيةُ للعدوِ من اجراءاتٍ اضافيةٍ فهو تنازلٌ خطيرٌ يتهددُ المصالحَ الوطنيةَ الكبرى، ونزعُ السلاحِ هو مشروعٌ اسرائيليٌ اميركيٌ لانَ توقيتَه قائمٌ على الايقاعِ الاميركيِّ الاسرائيليِّ حسمَ الامينُ العامُّ لحزبِ الله. وللسائلينَ عن الحلّ، اختصرَ الشيخُ قاسم الجوابَ بكلماتٍ واضحة: فلْيُنفّذِ العدوُ كلَّ ما عليه، وبعدَها نناقشُ استراتيجيةَ الامنِ الوطنيِّ بايجابيةٍ وبتعاونٍ كاملينِ، وحزبُ الل سَهّلَ عملَ الجيشِ في جنوبِ نهرِ الليطاني وهذا التعاونُ اغاظَ الاعداءَ فكالوا للجيشِ الاتهامَ بعدمِ انجازِ مُهمتِه كما يُريدون. اما للداخل، فاوضحَ الشيخُ قاسم معالمَ الطريق: المشروعُ الصهيونيُ لن يُبقِيَ لبنانَ اذا ذهبَ جنوبُه، ومن يُرِدْ رميَنا في البحرِ لتكونَ له الغنيمة، فلْيَنظُرْ أينَ يضعُ قدميهِ، لانَ المركبَ سيَغرقُ بالجميع، حذّرَ الامينُ العامُّ لحزبِ الل..
على مستوى المنطقة، ترقب ٌللقاء ِبنيامين نتياهو ودونالد ترامب غداً. اللقاءُ الذي يديرُ البعضُ حولَه كلَّ التوقعات، لن يكونَ في مُخرَجاتِه طبعاً ما سيُرغمُ الاسرائيليَ على الالتزامِ ِبشيءٍ تِجاهَ وقفِ الاعتداءِ على لبنان، ولا التقليلِ من عصفِ رياحِ التقسيمِ الاميركيِّ في المنطقةِ كما ينبئُ المشهدُ السوريُ المستجد.





