معالي الوزير وليد نصّار .أدّيتَ قسطَك للعُلى في رِفْعة الوطن،فشكراً



.
جورج كريم __ الروابط

شكراً ، معالي وزير السياحة المهندس الجبيلي وليد نصّار .
جُبَيْلاكَ ، تعتزّ بكَ وبلادُ جبيل بكَ تفاخر.
حملتَ الى الحكومة أصالةَ بيتك الوطني وتراثَ مدينتك الأبجدية وخُلُقَك في السلوك والمخاطبة.

آمنت بالقِيَم الإنسانية ، وحافظتَ على المبادئ الوطنية ومارستَ فضائل المشاركة في المواطنة والأخوّة اللبنانية.
مهندساً لامعاً جئتَ الحكومة . فأتقنتَ “بالبيكار” عِلْمَ تدوير الزوايا السياسية “والمسطرة” لتصويب القياسات وجعلتَ “القَلَمَ الهندسي” في خدمة الفنّ والخيْر والجَمال.

معالي الوزير
عند تأليف كل حكومة يتحدّث الزعماء وقادة الأحزاب عن وزارات سياديّة وأخرى عاديّة؟ ويتسابقون على “السيادية ولو خربوا البلد ، لأنهم يريدون الوزارة مرتعا لأحزابهم ومنجما للأهل والأقارب، ولا يدركون أن الوزارة السياديّة قد تتحوّل مع وزيرها الى وزارة “سادية” لأن “السياديّة” لا تصنعُ وزيراً سياديّاً إنْما الوزيرُ “السيّد والسياديّ” هو الذي يجعل من الوزارة “سياديّة”.

أَوْلاكَ أولياءُ التأليف وزارة السياحة العاديّة فجعلتها بنظر الناس وزارة سياديّة!
عيّنوكَ في وزارة عِظامها رَميم فأَحْييْت الرّميمَ الى السّوية!
قالوا فيكَ وزيرا جديدا ترضَى بما تنالُ فأصبحتَ عنواناً لكلّ مَقال.
حسَدَكَ زملاؤك كأخوة يوسف وبقيتَ لَهُم عَوناً بقاءَ يوسف لإخوته .

قدّ تكون الوزير الوحيد الذي التقى أكبر عدد من الناس ، لأنكَ حملتَ مشعلَ السياحة الى كلّ لبنان . الى كلّ دسْكَرة وبلدة ومدينة، عابراً للطوائف والمذاهب والأحزاب الى ربوع الفَنّ والخيْر والجَمال.

أعليتَ شأنَ السياحة رسالة تجمَع المغتربين بالمقيمين ، وأهلَ الجنوب بالشّمال والساحل بالجبال.

نفختَ من روحك الوطنية روحاً جليّة في كلّ ارثٍ تراثي من كنيسة الى مسجد ، ومن محبسة الى مَنْسَك ، ومن مَعْلَمٍ الى قلعةٍ فأَحييْت للحَجَر نَسَب وللإرث حَسَب وللرسّم نبض .

أدرجتَ اسم لبنان على الخارطة السياحية العربية والدولية من خلال فِرَق المسارح والفنون والفولكلور والطّرب والغناء.
كنتَ المشجّع الأول للإبداع اللبناني والعبقرية الفردية والجَماعية من خلال دعمك المعنوي والحضوري للإحتفالات السياحية على مساحة لبنان.
ازدهرتِ الجمعيات ولجان المهرجانات بفضل دفعك للْهِمَمِ والإرادات عند الجيل الصاعد من شباب وبنات، فتآلفوا وتعاضدوا وتعارفوا وتعاونوا على إقامة مهرجانات فنون وجمال ومواسم خَير وغِلال ، فعمرتِ الفرحة في القلوب واشتدّتِ الأُلفة بين البيوت ، وفاحَ من سهرات المصطبات واندية اللقاءات أحاديث البهجة والمسرّات .

لم يأتِ أحدٌ بالمغتربين والسوّاح بمثلِكَ والظروف صعبةٌ تحتاج الى صاحب قرارٍ وفارسٍ مقدام فكنتَ لها في الحالتين، وصار لبنان في عهدك هو الأحلى، وصار شعارك “أهلا بهالطلّة’” على كل شَفَةٍ ولسان، وازدهرتْ حركة الأسواق التجارية في نهضة اقتصادية لافتة وصار موسم الصيف يلاقي موسم الشتاء ، وقد سعيتَ ونجحتَ بدعوة كبار المسؤولين السياحيّين في العالم من منظمات السياحة الدولية الى المنظمات العربية وتألق اسم لبنان بفضل سياستك في المحافل الدولية مستعيضاً عمّأ فعله السياسيون والأحزاب بحق لبنان وشعب لبنان.

معالي الوزير
تغادر الوزارة اليوم وانت تسلّم خليفتك الوزيرة السيدة لورا الخازن لحود أغنى سجل لأعمالك وانجازاتك وقد جعلت من وزارة عادية وزارة سيادية لأنك كنت في وزارتك ” السيّد السيادي” ، بوصلتك خدمة الوطن والمواطن على حد سواء .

وكما كنتَ سيّدا في وزارتك كنتَ أيضا سيّدا في الحكومة . كنت عضواً مُمْسكاً بكرامتك وأصالتك الجبيلية. وكنتَ في مواقفك السياسية والوطنية لا تهادن ولا تُمالئ ، لا تُساوم ولا تُساير ..
كنتَ كما عرفك اللبنانيون ليّناً حيث يقتضي اللين وصلباً حيث الصلابة لخدمة الوطن.

السيّد الوزير وليد نصار
ادّيت قسطَك للعُلَى في خدمة لبنان، فشكراً لك .. وألف شكر.
رعاكَ اللهُ وحَماك .