جعجع: الاحرار والاكثرية خلف المؤسسات.. الكتائب: 10% يأخذوننا الى الدمار
ايران: ضغط اميركا لن يكسر المقاومة.. قمة تاريخية في ألاسكا وزيلنسكي الى واشنطن
المركزية- حاول الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، استخدام وسائل الحزب “التقليدية” التي كان يلجأ اليها، كلما شعر ان اللعبة المحلية تذهب في اتجاهات لا تناسبه، فهدد وتوعّد ورفع اصبعه ونبرته، منبها من حرب اهلية ومن موت آت الى لبنان اذا تم المس بسلاح الحزب. فكانت النتيجة صفر خوف، وتمسَّك لبنان الرسمي و”السيادي” بما أقرّه، لأن زمن الاستقواء على الدولة واللبنانيين ولى، ولأن زمن تطبيق الاجندات الخارجية والاستقواء بالخارج لكسر الداخل، انتهى ايضا، كما ابلغ رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون الموفد الايراني علي لاريجاني منذ ايام.. ولأن “شوكة” الحزب انكسرت في حرب الاسناد. فهل يظن ان ما لم يفعله بالاسرائيليين سيفعله باللبنانيين وسيقفون هم مكتوفي الايدي، يتفرجون عليه؟!
ردود بالجملة: غداة كلام قاسم التصعيدي الذي عكس كلمة سر ايرانية حملها لاريجاني، بضرورة الذهاب حتى النهاية في معركة “حماية السلاح”، والرد السريع لرئيس الحكومة نواف سلام الذي اعتبر ما قيل في حق الحكومة والسلم الاهلي، كلاما مرفوضا و”حراما”، تواصلت المواقف الشاجبة والمدينة لخطاب الامين العام للحزب.
مخطئ جدا: في السياق، رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في بيان “ان خطاب الشيخ نعيم قاسم، أمس، هو خطاب مرفوض بالمقاييس كلها، إذ يشكّل تهديدًا مباشرًا للحكومة اللبنانية بالدرجة الأولى، وللأكثرية النيابية التي منحت هذه الحكومة الثقة بالدرجة الثانية، وللمؤسسات الدستورية كافة في لبنان، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة. وهو تهديد مباشر أيضًا لكل لبناني حر”، مضيفا “إذا كان الشيخ نعيم يَفترض أنّه لم يَعُد في لبنان لبنانيون أحرار، فهو مخطئ، بل مخطئ جدًا. وإذا كان يَفترض أنّه بهذه الطريقة يفرض هيبته غير الموجودة أصلاً على هؤلاء اللبنانيين الأحرار، فهو مخطئ أيضاً وأيضاً وأيضاً”. وتابع “في هذه اللحظات الحساسة من تاريخ لبنان، نقف جميعًا كلبنانيين أحرار، ونحن نشكّل الأكثرية الكبرى في لبنان، خلف مؤسساتنا الدستورية، ممثلة خصوصا برئيس الجمهورية وبرئيس الحكومة اللذين يسعيان بكل ما أوتيا من وطنية واندفاع وقوة إلى إعادة لبنان إلى نفسه، وإلى إعادة الدولة الفعلية إلى انتظامها، وإلى إعادة أصدقاء لبنان إليه، وإلى إعادة المجتمع الدولي أيضًا إلى جانبه. إن المرحلة التي نعيش هي مرحلة تأسيسية بامتياز، ولن نألو جهدًا في دعم مؤسساتنا الدستورية، والوقوف جميعًا خلفها وإلى جانبها، ولن نألو جهدًا في بذل كل ما يمكن في سبيل عدم السماح لأيّ كان بإفشال هذه المحاولة من جديد.
10% تأخذ 90%! ووسط مطالبات بمحاكمة قاسم على كلامه التهديدي، قال عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش ان “هناك شرعية في لبنان وهناك من يتمرد على هذه الشرعية، وقاسم هدد من خلال خطابه الاخير الشرعية اللبنانية واللبنانيين والبلد الامر الذي لم يعد يحتمل، والجدير بالذكر أن هذا التصعيد أتى بعد زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني.” وفي حديث تلفزيوني، أكد أن سلاح حزب الله لم يمنع إسرائيل من التدمير ولم يحمِ قياداته إنما أتى بالويلات الى لبنان، لافتًا الى أن قاسم يهدد اليوم اللبنانيين بحرب وباستعمال سلاحه ضدهم وبالتالي سلاح حزب الله لم يعد ضد إسرائيل”. وتابع “حزب الله أتى بالاحتلال الاسرائيلي الى لبنان بعد حرب الاسناد، لذلك يجب تنفيذ القرار الحكومي بالتزامن مع التحرك الدبلوماسي لايقاف الخروقات الاسرائيلية اليومية، حزب الله ليس أكبر من الدولة وأمامه فرصة ليساهم في بناء لبنان الجديد”. وختم “هناك دولة في لبنان وهناك فرصة حقيقية لبناء بلد على مستوى طموحات الناس لذلك لا يمكننا تطيير الفرصة من أجل أجندة إيرانية إقليمية، فاليوم 10% تأخذ 90% من اللبنانيين الى الدمار أما تهديد الحزب فمرفوض ومردود”.
تناقض: “الاشتراكي” ايضا لم يهضم نبرة قاسم. فقد اعتبر أمين سر كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب هادي أبو الحسن أن “ما صدر عن قاسم مستهجن ومرفوض. لماذا استحضار مفردات ولى عليها الزمن في لبنان؟ خاصة بعد المصالحة الوطنية. لماذا استحضار الفتنة والكلام عن الحرب الأهلية؟ حرب مع مَن؟ لا أحد يريد حرباً أهلية، ومن يسعى إليها هو العدو الإسرائيلي.” وأضاف “هذا الخطاب العالي السقف يستحضر مفردات قديمة، مما يجعلنا ننزلق إلى كمين يعده العدو الإسرائيلي. هذا الكلام خاطئ ونرفضه. الموقف الحالي يتناقض مع سبب وجود حزب الله في الحكومة اللبنانية. لقد انخرطنا جميعا في الحكومة بعد انتخاب رئيس للجمهورية، بناءً على خطاب قسم واضح، وبيان وزاري وافقت عليه جميع الأطراف، بما فيها مكون الثنائي الوطني، وتحدث عن تطبيق اتفاق الطائف وتنفيذ بنود وقف إطلاق النار والقرار 1701 وحصرية السلاح”.
الدولة الحامية: ايضا وايضا، رأى النائب ابراهيم منيمنة أنّ “المطلوب من حزب الله بعد وقف إطلاق النار وخطاب القسم والبيان الوزاري الإعلان الصريح عن تسليم السلاح للدولة وحصر النقاش بالتفاصيل داخل الحكومة ولكن ما زال حزب الله حتى اللحظة يلتف على العهود داخل حلقة مفرغة”، مشيراً الى أنّ “المشكلة الأهمّ تكمن في غياب الثقة بالدولة التي تحاول النهوض وبالتالي لا يحقّ لحزب الله أن يُلقي بأزمته على اللبنانيين والحكومة”. وقال في حديث اذاعي “الحماية الحقيقية تنطلق من الدولة ووحدة اللبنانيين لا عبر السلاح غير الشرعي الذي عمّق الانقسام وأضعف الموقف الوطني ومنح إسرائيل ذرائع للعدوان، موضحاً أنّ رئيس الجمهورية أعطى حزب الله مهلة ثمانية أشهر لإعلان صريح بالتزام نزع السلاح وحصره بيد الدولة لتناقش التفاصيل في مجلس الوزراء”.
تحذير؟: في مقابل هذا الاجماع الوطني على استنكار كلام قاسم، حاول نواب حركة امل وبعض المقربين من الحزب، التخفيف من وطأة ما قاله، واضعين اياه في خانة “التحذير” مشيرين الى انه لم يقفل الباب على حصرية السلاح لكن شرط انسحاب الاسرائيليين اولا. وقال عضو كتلة التنمية والتحذير النائب قاسم هاشم: كلام قاسم سياسي يمكن وضعه في اطار التحذير من اي خطوة قد تستكملها الحكومة لمواجهة نزع السلاح بالقوة.
الضغط الاميركي: وعشية زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي توم برّاك الى بيروت الأسبوع المقبل، واصل السفير الايراني مجتبى اماني، اظهار انحياز ايران لحزب الله ضد قرارات الحكومة، بحسب ما قالت مصادر سيادية لـ”المركزية”. اذ اعتبر الدبلوماسي الذي كان يحمل “بايجر” في ايلول الماضي ان “الضغط الأميركي لن يكسر لبنان ومقاومته وإيران صامدة بحكومتها وشعبها وتريد الأمر نفسه للبنان أيضاً”. وقال “إيران تدعم اللبنانيين بكل طوائفهم ولا تفرق بينهم ودعمها ملموس وليس شعارًا”… فأين هو هذا الدعم، سألت المصادر.
قمة تاريخية: دوليا، الحدث كان مركزه الاسكا التي استضافت في الساعات الماضية قمة تاريخية بين الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، والتي أسست على ما يبدو لصفحة تعاون جديدة يُفترض أن تفضي الى انهاء الحرب الروسية على اوكرانيا. اليوم، اعلن البيت الأبيض، ان الرئيس ترامب أجرى مكالمة هاتفية مطولة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأضاف البيت الأبيض أن ترامب تحدث بعد ذلك إلى قادة حلف شمال الأطلسي “الناتو”، بحسب ما ذكرت وكالة “رويترز”. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن ترامب أجرى “مكالمة مطولة” مع زيلينسكي من الطائرة الرئاسية أثناء عودته إلى واشنطن.
الى واشنطن الاثنين: وأعلن زيلينسكي، ان أوكرانيا مستعدة للتعاون البناء وتدعم عقد قمة ثلاثية تجمعها مع الولايات المتحدة وروسيا. وأضاف زيلينسكي على منصة إكس “أوكرانيا تؤكد استعدادها للعمل بأقصى جهد ممكن لتحقيق السلام”، مشيراً إلى أن القضايا الرئيسية يمكن مناقشتها على مستوى القادة، وأن القمة الثلاثية مناسبة لذلك. وأوضح أن الرئيس ترامب أطلعه على “النقاط الرئيسية” في محادثاته مع بوتين، وناقش خلال اتصالاته مع قادة أوروبا “إشارات إيجابية” بشأن الضمانات الأمنية. وأكد زيلينسكي أن أوروبا من الضروري أن تكون جزءاً من المحادثات في جميع مراحلها، مشيراً إلى أنه سيتوجه الإثنين إلى واشنطن لمناقشة “إنهاء القتل والحرب” مع ترامب.





