رجل الأعمال
المرحلة الأولى- تجارة التبغ
بدأ حياته المهنية الى جانب والده. وكان العمل مقتصراً في البداية على زرع التبغ على صعيد واسع، وشراء محاصيل الدخان من المزارعين في مناطق لبنانية عدّة، وحفظها لديهم في المخازن والمستودعات، ومن ثمّ إعادة توزيعها على التجار.
مع إزدهار التجارة، أنشأ معملا للفّ السجائر التي يتمّ بيعها في جميع المناطق اللبنانية، مّما إستدعى تضافُر الجهود، والإستعانة بحوالي ستّين عاملاً للفّ السجائر فقط، فكانوا يُنجزون حوالي الستين ألف سيجارة يومياً. وهكذا أخذت البضائع تنتقل من منطقة الى أخرى وتوزع بين العملاء والتجار، الى أن توسّعت وتجاوزت الحدود اللبنانية لتصل الى أسواق البلدان المجاورة.
وفي هذا المعمل بدأ جوزف ملكان باسيل ، وهو إبن الثانية عشرة ربيعاً، حياته المهنية الى جانب والده وأخواته.
تزامنت تجارة التبغ عند المرحوم ملكان باسيل، مع تجارة الحرير ، التي دخلها من بابها الواسع فشملت لبنان وسوريا والأردن وغيرها من البلدان.
وقد قام المرحوم ملكان بمحاولةٍ جريئةٍ جداً في مضمار السّيطرة على زمام هذا القطاع التجاري وتفعيله، غير أنّ تقلّب الأسعار في الأسواق العالمية أثّر سلباً، فتعثّرت هذه التجارة، إلى حدِّ الكساد والإنهيار ، فكانت ارادة وعزم تضامن أفراد الأسرة الواحدة كفيلةً لتخطي الصعوبات وسداد الديون كاملة، فنال كل ذي حقٍ حقه وكان للمرحوم جوزف، رفيق والده الدائم، اليد الطولى في هذا المجال.
سنة 1939، تسلّم إدارة وإنتاج معمل الحرير الذي كان يملكه آنذاك الرئيس الراحل الفرد نقاش، حيث يتممّ فيه حلّ الشرانق وبيعها الى معامل الحياكة.
تمكن جوزف باسيل بعمله الدؤوب ومساندة إخوته وتضامنهم معه من بلوغ الذروة في هذا المجال فازدهرت تلك التجارة ، وتمّ الإنتقال من مرحلة الإستئجار الى مرحلة التملك.
في سنة 1943، إشترى ، جوزف باسيل وأخوه سمعان قطعة أرضٍ في بلدة الفيدار أقاما عليها بشراكة السيدين فؤاد وفيكتور فرنيني معملاً كبيراً لحلّ الشرانق وبيعها الى جانب مستودعات لحفظها.
إنكبَّ الشركاء على العمل، يجمعهم إيمانهم بالله وحبّهم لعملهم ، حتى شهدت هذه التجارة تطوراً اقتصادياً ونمواً تجارياً حتى عام 1946.
عام 1947، توسع النشاط التجاري ليمتدَّ الى حقل الصوف. فتمّ بناء معملٍ لدباغة الجلود في بلدة الفيدار. وشهد هذا النشاط التجاري نمواً هائلاً، وإمتداداً الى خارج الحدود اللبنانية.
كان جوزف باسيل وشقيقه سمعان ومَن شاركهم، مِن أوائل الذين أرسوا مداميك الصناعة في بلاد جبيل في فترة الأربعينيات. كما ساهموا في دفع العجلة الإقتصادية الى الإمام وإزالة آثار الحرب العالمية الثانية وإنعكاساتها على معيشة المواطنين ، وذلك بإتاحةِ فُرصٍ متعددة للعمل ساهمت في تحسين أوضاعهم الإقتصادية وأحوالهم المعيشية في ظلّ بلد كان ينزف تحت وطأة الحرب ويحترق على هجرة أهله سعياً وراء لقمة العيش.
المرحلة الرابعة – تجارة القطن
سنة 1948، إستأجر جوزف باسيل وأخوه سمعان بشراكة آل فرنيني قطعة أرضٍ ممتدة على مساحة واسعة، أقيم عليها معمل لحلج القطن في منطقة البترون. وجُهز المعمل بالمعدات اللازمة، فكان يجري هناك فصل القطن عن الحَبِّ ليصبح صالحاً للتداول التجاري، وبعدئذٍ يتمّ بيعه الى التجّار. وقدّ وفَّرَ هذا المعمل فرصاً للعمل لأكثر من ثمانين عائلة. وبقيَ هذا النشاط التجاري مستمراً مدة أربع سنوات خفَّ الطلبُ عليه بعدها. فإنتقل المرحوم جوزف باسيل الى ميدان آخر.
المرحلة الخامسة- الشركة المصرفية الزراعية ” بيبلوس” – بنك بيبلوس
في مطلع سنة 1947، أسس جوزف باسيل مع أخيه سمعان الشركة المصرفية الزراعية . هذه الشركة أمنت بدورها مستقبل الكثير من العائلات. فهي بتوفيرها التسليفات وتقديمها التسهيلات المالية للمزارعين في منطقة جبيل جعلت الجبيليّين يتشبثون بأرضهم أكثر فأكثر ويزيدون غلالهم ويحسّنون أوضاعهم المعيشية وما زال من بلغ من العمر عتيّاً في بلاد جبيل، يذكر هذه الشركة بالخير.
بعدئد إمتد نشاط الشركة الى حقل السيارات العمومية. فأتاحت فرص الإرتزاق للكثيرين إذ أمدّتهم بقروض طويلة الأمد فاشتروا اللوحات العمومية وارتزقوا منها بعد أن تملّكوها. وما زال الكثيرون من الرعيل القديم أيضاً يلهجون بأفضال الشركة حتى اليوم ويترحّمون على مؤسّسيها.
ويكفي أن نختم هنا أن تلك الشركة- البرعم أصبحت بمرسوم جمهوريّ منذ عام 1962 صرحاً اقتصادياً شامخاً وصامداً نعني به/
بنك بيبلوس ش.م.ل. المتحفز دائماً نحو الأفضل والأعلى.





