عون ينوّه بدعم الكويت للبنان ويعرض المساعدة في مواجهة حرائق ليماسول


المركزية – أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان الإصلاحات تسير، وإن كان البعض يعتبرها بطيئة. “لكن كل أجهزة الدولة تنسق مع بعضها البعض، ولدينا الكثير لكي نقوم به، لأن محاربة الفساد أساسية، والملفات ستُفتح مهما كانت طائفة المرتكبين”.

ولفت من جهة أخرى إلى وجود عدد من ملفات إستعادة الجنسية اللبنانية قيد الدرس، وسنعمل مع وزارة الداخلية على السير بها وتوقيعها.

كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من الرابطة المارونية برئاسة رئيسها المهندس مارون الحلو، الذي ألقى في مستهل اللقاء كلمة جاء فيها:

“فخامةً رئيس الجمهورية، يُشرّفني، باسم المجلس التنفيذي للرابطة المارونية، أن أعبّر عن تقديرِنا العميقِ لمسيرتِكم الوطنية، وللثقةِ التي تَحظون بها من اللبنانيين بمختلفِ انتماءاتِهم.

لقد أثبتُم خلالَ توليكم قيادة الجيش، أنكم تتمتَّعون بالعديد من الصفاتِ والقُدراتِ الاستثنائيةِ التي حمَلَتْ جميعَ الأطرافِ على إيلائِكُم ثقتّها لانتشالِ لبنانِنا العزيزِ، وطنِ الآباءِ والأجدادِ، من القعرِ الذي بلَغَه في السنواتِ المنصرمة.

إن هذه الصفاتِ والقدراتِ القيادية والإجماعِ النادرِ الذي تحقّق حول شخصكم وانطلاقةِ عهدِكم جعلا من فخامتِكم موضعَ رهانٍ داخلي وخارجي بأنكم القادرُ فعلا على رسمٍ خط فاصلٍ يُنهي مراحلَ التوتَّرِ والانقسامِ والفسادِ والتَشَتُّتِ والتَّفلُتِ، وكما الاستقواء على الدولة وربطها بمحاورَ ومشاريعَ بعيدةٍ عن تطلّعاتِ اللبنانيين، ويفتَحُ آفاقًا واسعةً ومُشرِقةً لعودتِهم إلى دورهم الفاعل، واستعادتِهم مكانتَهم المُتألِّقة في قلب المنطقةِ العربية.

إن الهيبةَ والوقارَ والجديةَ التي أضفَيتُموها على موقعٍ رئاسةِ الجمهورية، والدعم العربي والدولي الذي لا يزال يُرافقُ خَطواتِ حُكمِكُم، أطلَقا آمالًا كبيرةً في نفوسِ اللبنانيين، وفتَحَتا نافذةَ رجاءٍ بإمكانيةِ الخروج من دوّامةِ الأزماتِ المتراكمةِ التي تَوالتْ على مدى خمسةِ عقودٍ ولا تزالُ

تُعاندُ استتبابَ الاستقرار وتُبقي يدَ اللبنانيين على قلوبهم وتَحمِلُهم على مضاعفةِ صلواتِهم وجهودِهم من أجل أن تنجحوا في تَخَطَي العقباتِ القائمة.

فخامةَ الرئيس، نعم، إن القلقَ لا يزال قائمًا في وجدانِ اللبنانيين، نتيجة التحدياتِ الجسامِ التي تواجه بلدنا، لكننا نؤمنُ بأنَ قيادتكم، بما تتميَّزُ به من شجاعةٍ ومناقبيةٍ وصدقٍ في الالتزامِ الوطني، ستكونُ قادرةً على تجاوزٍ هذه المرحلة.

وفي هذا السياق، يؤكّد المجلسُ التنفيذي في الرابطة المارونية الذي يتشرّفُ باستقبالكم له اليوم، أنه سيكونُ إلى جانبِكُم ويدعمُ خطواتِكم والخياراتِ السياسيةِ والإداريةِ والاجتماعيةِ التي وضَعتُم خُطوطَها في خطابِ القسمِ الذي أعادَ الحيويةَ إلى الحياةِ العامةِ في لبنان.

وفيما يتحضّرُ مجلسُنا لانطلاقتِه ويُعدُّ البرامج التي سيعمل عليها في المرحلةِ المقبلة، فإنه سيولي أولويةً قصوى لموضوعِ الاغترابِ والانتشارِ اللبناني في العالم، باعتبارِه أحدَ أعمدةِ الكيانِ اللبناني وركائز قوته، وبشكلٍ خاص على مستويين أساسيين:

  • أولاً تمكينُ اللبنانيين المنتشرين من ممارسةِ حقِّهم الدستوري في الاقتراع، أُسوةً بالمقيمين، في دوائرهم الانتخابيةِ الأصلية، لا عبرَ آليةِ تمثيليةٍ منقوصةٍ تقتصرُ على ستةِ نواب.

فالمغتربون ليسوا مجردَ جالية، بل هم شريكٌ فعليّ في بناءِ الدولة، ويجب أن يكونَ لهم الدورُ نفسُه في اختيارِ كاملِ تركيبةِ السلطةِ التشريعية.

  • وثانيًا، تمديد العملِ بقانونِ استعادةِ الجنسيةِ اللبنانية، للمتحدّرين من أصلٍ لبناني، لما لذلك من أثرٍ كبيرٍ في إعادةِ ربطِ المنتشرين بجذورِهِم وتعزيز علاقتِهِم بالدولةِ اللبنانية.

إن الرابطة المارونية، في التزامِها الوطني، ترى في هذا التوجّهِ واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا من أجلِ تعزيز وحدةِ الكيانِ اللبناني، وربطِ طاقاتِه الداخليةِ والخارجيةِ في مشروعِ دولةٍ متماسكة. ونحن نضع كلَّ إمكانياتِنا وخبراتِنا بتصرفِ فخامتِكم، دعمًا لمسيرتِكم. وكلّنا ثقة بأنكم، كما كنتم دائمًا، ستقودون هذه المرحلة بحكمةٍ وصلابة”.

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، وقال: “ان التحديات كبيرة حولنا، ولكن لا يمكننا ان نواجهها الا بوحدتنا، ودوركم كرابطة مارونية أساسي. ونحن ندعو لكم بالتوفيق في مهامكم لوضع مشاريع وخطط فاعلة من شأنها حماية لبنان. فانتم لا تمثلون الموارنة فقط إنما لبنان.”

وقال الرئيس عون ان الإصلاحات تسير، وإن كان البعض يعتبرها بطيئة ربما. “لكن كل أجهزة الدولة تنسق مع بعضها البعض. ولدينا الكثير لكي نقوم به. ومحاربة الفساد أساسية. والملفات ستُفتح مهما كانت طائفة المرتكبين. ومشكلة لبنان التي اوصلتنا الى ما نحن عليه هي الفساد الذي بات ثقافة، من دون محاسبة. وانا في زيارتي الى مصلحة تسجيل السيارات والآليات (النافعة) في الدكوانة، قلت للمواطنين ان من يغطي الفاسد هو شريك في الفساد. والى الآن، لم يأت الي من إشتكى. وكذلك الأمر اثناء زيارتي الى الجمارك. إن الادارة الجيدة تواجه الأزمات، لكن الإدارة السيئة توازي الفساد أيا كانت الأوضاع. من هنا إن محاربة الفساد بالنسبة الي أساسية والأمور ستسير نحو الأفضل.”

وتابع: “هناك عدد من ملفات إستعادة الجنسية اللبنانية قيد الدرس، وسنعمل مع وزارة الداخلية على السير بها وتوقيعها”.

أضاف: “إن التحديات كبيرة، ونحن على مفترق مفصلي. وبإستطاعتنا ان ننقذ لبنان من خلال وحدتنا، ونضعه على طريق الإٍستقرار والإزدهار. ونأمل قريبا في إصدار التشكيلات القضائية والسير قدما بكافة الملفات.”

المطران طربيه ووفد أسترالي: كما استقبل الرئيس عون أيضاً، راعي أبرشية أستراليا ونيوزيلندا وأوقيانيا المارونية المطران أنطوان طربيه، مع وفد من الجالية اللبنانية في أستراليا، بحضور السفير الأسترالي في لبنان أندرو بارنز.

في مستهل اللقاء ألقى المطران طربيه الكلمة التالية: “من بلدٍ بعيدٍ بعيد، نأتي إليكم، من قارَةٍ شاسعةٍ هي أوقيانيا، نَحُطُ في لبنان، نَعودُ إلى وطنِ الأرزِ والحرف، لِنأخذَ حفنةً من ترابِه الذي سَقاه عَرَقُ الآباءِ والأجداد، ودمُ الشهداءِ، لِتكونَ ذِكرى صالحةً، وعلامةً عزّ وكرامةٍ وعنفوانٍ لنا وللأجيالِ القادمة.

فلا الحُبُّ يُعرَفُ بالمسافات، ولا القلبُ يَضيقُ بمَن يُحِبّ، أو يتراجعُ أمامَ التضحيات، لأنّه، وكما قالَ الربُّ يسوع: «ما مِن حُبّ أعظمُ مِن أن يَبذُلَ الإنسانُ نَفسَهُ عن أحبّائِه».

صَحيحٌ أَنَّنا جاليةٌ لبنانيَّةٌ أُستراليَّة، وتاريخُ الهجرةِ يَعودُ إلى مُنتَصَفِ القَرنِ التَّاسِعَ عَشَر، ولكنَّهُ صَحيحٌ أيضًا أَنَّه، رغمَ المَسافاتِ الَّتي تَفصِلُ أُستراليا عن لبنان، لم ولن يَنسَ اللبنانيُّونَ الأُستراليُّونَ وَطَنَهم الأُم، لأنَّهُ يَتَجلّى فيهم، ويَحتَلُ مكانتَهُ في وجدانهم وقُلوبهم.

لبنانُنا هو نحن، أينما كُنّا، ومهما بَعُدَتِ المسافات، فلا الهجرةُ ممحاةٌ، ولا الانتشارُ منفى.

نَحمِلُ هويَتَنا باعتزازٍ، وندافعُ عن وطنِنا وشعبِنا بفخرٍ، ونعملُ معكم وإلى جانبِكم، كي يعودَ السلامُ والازدهارُ والاستقرارُ إلى هذا الوطنِ الحبيب.

كلُّنا، يا فخامةً الرئيس، نَعتزُّ ببطاقةِ الهويّةِ اللبنانيّة، ولو دامعةٍ اليوم، أكثرَ بكثيرٍ من احترامِنا لجوازٍ السفر.

أُطمئنُكم، فخامةَ الرئيس، أنّنا متمسّكونَ بلبنان، كما نعملُ، بضميرٍ وفعاليّةٍ، من أجلٍ بلدَيْنا معًا: لبنان وأستراليا. نحن لا ننكرُ ولا نَتَنَكَّرُ لأستراليا، فقد أعطَتنا الكثير، كما أعطيناها شبابًا وعمرا وعرق الجبين. وهنا اشكر سعادة السفير الأسترالي في لبنان السيد اندرو بارنز على حضوره اليوم معنا.

لقاؤنا اليومَ مع فخامتِكُم، ثلاثيُّ الأبعاد:

نُعبِّرُ أولاً عن ثقتِنا الكاملةِ بكُم وبعهدِكُم، ولا نُزايدُ عليكم لا بمحبّةِ لبنان، ولا بالدفاعِ عنه. ولتَصمُتِ الأصواتُ التي تُعادي وتَدَّعي. يقولُ الربُّ يسوع في إنجيل القدّيس لوقا:

«ليس أحدٌ يجعلُ خمرًا جديدةً في زقاقٍ عتيقة…بل يَجعلونَ خمرًا جديدةً في زقاقٍ جديدة، فتُحفَظَ جميعًا»

أنتُم، يا فخامةَ الرئيس، هذه الخمرةُ اللبنانيّةُ الجديدةُ الطيّبة، التي تحتاجُ إلى زقاقٍ وطنيٍّ جديدٍ ومتجدّد، تعملونَ، وكُلُّنا معكُم، على إنجازِه، بمعونةِ الله، ليَحفَظَ لنا لبنانَ وشعبَه المنتشرَ والمقيم.

نَلتزِمُ، أمامَكم، بالعملِ من أجلٍ وطنِنا لبنان، ونتعهَّدُ بتنفيذِ هذه الالتزاماتِ التي توكِلونَها إلينا، ولن نُقصِّر. وثِقوا، يا فخامةَ الرئيس، أنّنا لسنا شيكاتٍ وأوراقًا نقديّة، بل نحن ضمائرُ وقلوبٌ وعقولٌ وأيادٍ تعملُ في سبيلِ لبنان.

نَلتزِمُ معكُم بلبنانَ الرِّسالة، كما دعاهُ البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني، لأنّ لبنانَ رسالةُ حرّيّةٍ وحركةِ انفتاحٍ، ونموذجُ حوارٍ للشرقِ والغرب. هذه الحرَيّةُ هي الضمانةُ للوحدةِ ضمنَ التعدديّة، فلا تفريقَ ولا تمييز، نحن لبنانيّون، ولن تكونَ الطوائفِ والأحزابِ والمناطق أسبابٌا للتفرقةِ أو التجزئةِ أو الانقسامِ.

فخامةً الرئيس، أدعوكم إلى زيارةِ الجاليةِ اللبنانيّةِ في أستراليا، التي تَتطلَعُ إلى فخامتِكُم بعينِ الرجاءِ، وكلُنا أملٌ أنَّ مسيرةَ العهدِ الجديد التي انطلقت مع انتخابِكم، سوف تصلُ بلبنانَ إلى بَرِّ الأمان. وأنَّ زيارتَنا للبنانَ في الصيفِ المقبل ان شاء الله ، ستكونُ لِتهنئة فخامتكم على إنجازٍ ما

أطلقتُموه في خطابٍ القَسَم، خصوصًا في ما يتعلّقُ بحقّ الدولةِ في احتكارِ السلاح، والإصلاحِ الإداري، ومكافحةِ الفساد، ومحاكمةِ الفاسدين، وكذلك إنجازِ الانتخاباتِ النيابيّة، ضامنينَ حقَّ المنتشرينَ بالتصويتِ بحرّيّةٍ في دوائرِهم الانتخابيّة، حيثُ مكانُ قيدِهم في لبنان، كما جرى في انتخاباتٍ عامَي 2018 و2022.

أملُنا كبيرٌ بأنّنا سنعودُ إلى لبنان، سنعودُ كِرامًا وأحرارًا. ورغمَ الكوارثِ والمصائبِ والحرائقِ والزلازلِ التي تُحيطُ بنا وبالشرقِ عامَةً، ورغمَ الحديثِ عن خرائطَ ومِقصّات، نحن متمسّكونَ بهذا الوطن، بكلِّ عائلاتِه الروحيّة، وبكلِّ مناطقِه، وبكلّ شبرٍ من أرضه.
ومعكُم، يا فخامةَ الرئيس، نُحقّقُ الأحلامَ أفعالًا من أجلٍ لبنان”.

ورد الرئيس عون على كلمة المطران طربيه، شاكراً لأستراليا استضافتها للبنانيين على أرضها، وهم الذين برهنوا عن نجاحهم ومشاركتهم الفعالة في نسيج المجتمع الأسترالي. وأكد ان اللبنانيين في استراليا وغيرها من دول العالم هم رافعة لبنان، ولولا حبهم له، لما استطاع وطنهم الام اجتياز الازمة الصعبة التي مر بها.

واكد انه لا يفرق بين لبناني مقيم وآخر مغترب، لأنهم جميعاً أبناء هذا الوطن ولهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات.

وعن الاوضاع الداخلية في لبنان، أكد السير في الإصلاحات الاقتصادية حتى النهاية، وبحلول الشهر الحالي سيتم إقرار قانون هيكلة المصارف، على أن يتبعه قانون الفجوة المالية. وأضاف:”كما ان مسيرة مكافحة الفساد تسير بخطى ثابتة، وما حصل أمس في مجلس النواب من رفع للحصانة عن احد النواب بتهم الفساد، هو علامة فارقة”. واكد ان الفساد لا يعرف طائفة أو مذهباً، وان مشكلة لبنان الأساسية هي الفساد المستشري دون محاسبة، وقد تم تشكيل المجلس الأعلى للقضاء، وسيتم إقرار تشكيلات المدعين العامين وقضاة التحقيق، لنبدأ معا ورشة محاربة الفساد في كافة دوائر الدولة.

السفير بارنز: ثم ألقى السفير بارنز كلمة، أكد فيها على الروابط المتينة والفريدة التي تجمع أستراليا بلبنان، لافتاً الى وجود اكثر من ربع مليون مهاجر لبناني في استراليا تربطهم علاقات متينة مع وطنهم الأم، أكثر من أي شريحة أخرى من المهاجرين في أستراليا، ويقومون إلى الآن بتمويل عدد من المشاريع في لبنان.

وأشار إلى أن المغتربين اللبنانيين في أستراليا ممثلون بقوة في مجالات مختلفة، من السياسة الى الاعمال، والفن، والأدب، والرياضة وغيرها، ويتميزون بميزتين: نجاحهم الواضح، وحبهم لوطنهم الأم، الذي يتمنون له التعافي من مختلف التحديات التي يواجهها، ويرون أن لبنان بحاجة إلى تحقيق اصلاح اقتصادي وقضائي، وأمن دائم يشمل حصرية الدولة للسلاح، وانتهاء الاحتلال الأجنبي للأرض.

وأكد السفير بارنز أيضا أن المغتربين اللبنانيين في أستراليا يريدون التأكيد على أن صوتهم يجب أن يكون مسموعا في الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان، ويؤيدون التعديلات المطروحة امام مجلس النواب والمتعلقة بتصويت المغتربين، بحيث لا تنحصر أصواتهم في ستة مقاعد نيابية.

وقال: “لقد تسجل 20 ألف لبناني للتصويت في انتخابات العام 2022، ومن المرجح أن يرتفع هذا العدد في انتخابات العام المقبل، ويجب أن يكون صوتهم مسموعاً”.

أدوار حرب: ثم تحدث ناشر ورئيس تحرير جريدة النهار الاسترالية السيد أدوار حرب، فقال: ” نأتي اليك فخامة الرئيس فاعليات روحية وسياسية واجتماعية وفكرية من كل الطوائف المسيحية والإسلامية، حاملين اليك الرسالة التالية: لقد اعتدنا في السابق على مسؤولين يخططون للماضي ويتجاهلون التاريخ والمستقبل، أما أنت فتخطط للأجيال الجديدة وللوطن الحلم”

وأضاف:” هم بنوا بالسيف والدم والجماجم أنظمة، وأنت تبني بالحوار والموقف وطناً وصيغة وكرامة وقضاء”.

وشدد حرب على ان الوفد لم يأت اليه ليطلب منه شيئاً، “بل لابداء استعداد هذا الجناح الذي كان مكسوراً ومستغلاً ليضع بين يديكم إمكاناته كقوة احتياطية انطلاقاً من ذاك القسم التاريخي”.

جون شديد: ثم القى رئيس الرابطة المارونية في استراليا جون شديد كلمة، اكد فيها ان تاريخ الرئيس عون يؤكد انه قادر على حمل الصعوبات المتراكمة في لبنان، وان اللبنانيين في استراليا سيعملون مع حكومتها لدعم الجهود التي يقوم بها من اجل إعادة الازدهار والامن للبنان.

منظمة الصحة العالمية: ثم استقبل الرئيس عون وفداً من منظمة الصحة العالمية برئاسة المديرة الإقليمية للمنظمة لإقليم شرق المتوسط الدكتورة حنان بلخي، وحضور وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين.

في مستهل اللقاء تحدثت الدكتورة بلخي عن التعاون القائم بين المنظمة ولبنان، من خلال وزارة الصحة، والتي وصفته بالمثمر.وأضافت: “سنظل على علاقة وثيقة مع لبنان لإيجاد الطريقة السليمة للتعامل مع موضوع النازحين السوريين فيه. كما اننا نتعاون مع لبنان وغيره من الدول في مجال مواجهة آفة إدمان المخدرات”.

ولفتت الى ان دعم وزارة الصحة في مجال الوقاية مهم جدا، للحفاظ على سلامة المواطنين داخل أي دولة، متمنية على الدولة اللبنانية دعم وزارة الصحة بكل إمكاناتها.

وشكرت الدكتورة بلخي الرئيس عون على دعمه لمنظمة الصحة العالمية، وخصوصا في هذه المرحلة الصعبة، التي شهدت سحب بعض الدول لدعمها التقني والمادي للمنظمة، متمنية على رئيس الجمهورية إثارة موضوع دعم المنظمة في خلال لقاءاته مع رؤساء الدول والمسؤولين.

وعبرت عن فخرها بالتقدم المحرز في التغطية الصحية العالمية في لبنان، وقالت:”سنعمل قدر الإمكان لايجاد الحلول المادية على المستوى الإقليمي او على مستوى الدول”.

ورد الرئيس عون على ما ذكرته الدكتورة بلخي معتبراً أن الصحة أساس لكل الشعوب، ومشيدا بالتعاون القائم بين لبنان ومنظمة الصحة العالمية.

وتطرق الى موضوع الإدمان على المخدرات الذي يتعاون لبنان بخصوصه مع المنظمة، معتبرا ان المخدرات تفكك العائلات والمجتمعات، ويجب ان تتم محاربتها على مختلف الأصعدة، ان كان لجهة التعاون الدولي لمكافحة تهريبها ، او على مستوى التعاون مع منظمة الصحة العالمية وغيرها من الخطوات، مؤكدا ان الأجهزة الأمنية اللبنانية تبذل كل جهد ممكن لمكافحة هذه الآفة.

ثم تحدث الوزير ناصر الدين، مشيرا الى أن لبنان من البلدان المؤسسة لمنظمة الصحة العالمية، “وللأسف، وبسبب ظروف السنوات الأخيرة التي مرت عليه، لم يتمكن من المساهمة في دعم المنظمة، وخسر حق التصويت فيها، ولكن في آخر لقاء حصل في جنيف، اعدنا جدولة الدعم المترتب على لبنان، واستعدنا حق التصويت”.

واكد ان منظمة الصحة العالمية لها دور كبير في وزارة الصحة على المستوى الاستراتيجي، وعلى مستوى البرامج والدعم. ومن البرامج المدعومة من المنظمة، الترصد الوبائي، والتتبع الدوائي، وخلية الأزمة، ومراكز الرعاية الصحية الأولية، واللقاحات، والبرنامج الوطني للسرطان، وغيرها.

وأضاف: “برغم مرور المنظمة بمرحلة صعبة نتيجة سحب بعض الدول للدعم المادي لها، تستمر في دعم لبنان، وهناك برامج جديدة للوزارة سيتم دعمها من قبلها، وخصوصا في مجال مكافحة المخدرات ومعالجة الإدمان”.

ولفت الى موضوع انشاء “الوكالة الوطنية للدواء” الذي بات الآن في عهدة مجلس الوزراء، آملاً ان يتم طرح المرسوم التطبيقي لانشاء هذه الوكالة في الجلسة المقبلة للحكومة، لأن من شأن ذلك دعم الصناعة الوطنية للدواء.

مجلس الاعمال اللبناني – الكويتي: والتقى رئيس الجمهورية وفدا من مجلس رجال الأعمال اللبناني الكويتي في غرفة التجارة والصناعة برئاسة السيد اسعد صقال الذي تحدث باسم الوفد فقال: “اليوم وعلى الرغم من كل الظروف الصعبة والتوترات الحاصلة في لبنان جراء الإعتداءات الإسرائيلية وعدم التوصل الى حل نهائي في موضوع السلاح، فضلا عن التوترات الإقليمية، فإن وجودكم على رأس الدولة يعطي اللبنانيين الطمأنينة والأمل بأن الأوضاع ستكون أفضل بكثير في لبنان.”

أضاف: “إننا نغتنم الفرصة لإطلاعكم على بعض الهواجس التي تقلق رجال الاعمال اللبنانيين. ومن ابرز نتائجها عدم وجود ظروف ملائمة للأعمال والإستثمار. نحن، ومنذ تأسيس المجلس نعمل على تقوية العلاقات الاقتصادية اللبنانية-الكويتية، وكذلك تشجيع السياحة وإستقطاب الإستثمارات. وكلنا امل ان نتمكن قريبا من عودة الأشقاء الكويتيين الى لبنان وجذب الإستثمارات. لكن للأسف الظروف تعاكس كل ما نقوم به.”

وقال: “نحن سنواصل جهودنا لتنمية العلاقات الإقتصادية بين لبنان والكويت لأننا نؤمن بهذه العلاقة الأخوية والتاريخية، وبأهميتها للبنان على مختلف المستويات. وكل ما نأمله هو بناء دولة قوية، وعادلة، وترسيخ الاستقرار وتنفيذ الإصلاحات الشاملة. وعهدنا بكم كبير جدا. وآمالنا معلقة عليكم وعلى قيادتكم الحكيمة لتحقيق هذه الأهداف والإنتقال بلبنان الى مرحلة جديدة وواعدة تليق باللبنانيين وتستجيب لطموحاتهم.”

ورد الرئيس عون مرحباً بالوفد ومؤكداً على ان “الأشقاء العرب جاهزون وهناك وفود كثيرة تتشكل للإستثمار. ونحن من جهتنا، علينا القيام بخطوات أساسية بدأنا بها، من تعيين حاكم للمصرف المركزي الى التفاوض مع البنك الدولي الى إتخاذ الإجراءات لكي نعيد بناء الثقة بين الشعب اللبناني ودولته من جهة، وبين لبنان والعالم الخارجي من جهة ثانية. وأنتم لكم فضل كبير على لبنان، لأن رجال الأعمال والقطاع الخاص أتاحا له الثبات بوجه الأزمات.”

وأشار رئيس الجمهورية الى اننا نبذل قصارى جهدنا لكي نحمي لبنان من إرتدادات ما يجري حولنا وهو غير مطمئن. والمسؤولون السياسيون على مستوى البلد كانوا على كثير من الوعي والمسؤولية الوطنية، وكذلك الأمر بالنسبة الى المسؤولين الروحيين. وهذا كان في منتهى الإطمئنان.”

وأكد الرئيس عون على “ان ليس لديّ محاصصة، أنا اريد مصلحة لبنان. وملفات الفساد فُتحت، والأمور تسير على الطريق الصحيح، وهذه الإجراءات توحي بإعادة الثقة وتشجع رجال الأعمال والإستثمارات للعودة الى لبنان. ونحن نجهز الأرضية اللازمة لذلك. وهناك مؤشرات إيجابية جدا من الخارج، علينا ملاقاتها بخطوات إيجابية.”

وأشار رئيس الجمهورية الى ان زيارته الى الكويت كانت أكثر من إيجابية وقد تفعلت اللجنة العليا المشتركة، “وسيكون هناك تعاون في مجال الطاقة ومساعدة الجيش، كما تم تسهيل مجيء الكويتيين الى لبنان. وقد أتت زيارة وزير الداخلية الكويتي الينا لمزيد من التعاون، مضيفا ان الخطوات تتبلور أيضا الواحدة تلو الأخرى مع الكويت وغيرها من دول الخليج. “

الرئيس القبرصي: أجرى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون اتصالا هاتفيا ظهر اليوم بالرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس واطلع منه على حجم الاضرار التي نتجت عن الحرائق التي اندلعت في منطقة ليماسول في قبرص والتي ادت الى احتراق مئات المنازل والاشجار.

وابلغ الرئيس عون نظيره القبرصي وضع امكانات لبنان بتصرف قبرص للمساعدة في اطفاء الحرائق، مؤكداً تعاطفه مع الشعب القبرصي الصديق.

النقيب جوزف صادر: الى ذلك، استقبل الرئيس عون الرئيس الفخري لجمعية يوسف صادر للثقافة القانونية ونقيب الطباعة في لبنان السيد جوزف صادر مع وفد ضم السادة: المحامي راني صادر، القاضية روزي ابو هدير صادر، الباحث في التاريخ والتراث الدكتور شارل الحايك والمحامي باسم الحوت.

وقد اطلع النقيب صادر الرئيس عون على ما حققته المنشورات الحقوقية صادر من انجازات في مجال اهتمامها بالشأن الحقوقي والقانوني، كما قدم للرئيس عون نسخة مميزة من الدستور اللبناني لمناسبة اليوبيل المئوي للدستور ( 1926-2026) والتي تتضمن نصوص المواد الدستورية وتعديلاتها وتفاسير تشمل قرارات المجلس الدستوري والاجتهادات الصادرة عن مختلف المحاكم وبعض الآراء الفقهية. وهذه الدراسات صدرت خلال مئة عام من عمر الدستور.

كما قدم الوفد مجموعة كاملة من الآراء الاستشارية الصادرة عن ديوان المحاسبة من العام 1990 حتى تاريخه من المنشورات الحقوقية صادر للقاضية روزي ابو هدير صادر.

وقد نوه الرئيس عون بالانجازات التي حققتها منشورات صادر الحقوقية لا سيما المبادرة الى اعداد نسخة مميزة عن الدستور اللبناني لمناسبة المئوية الاولى له العام المقبل. واعتبر رئيس الجمهورية ان الجهد في جمع المنشورات الحقوقية يغني المكتبة اللبنانية والعربية بالمراجع القانونية المهمة التي يمكن العودة اليها عند الحاجة.
الجمعية الطبية اللبنانية الدولية

الجمعية الطبية اللبنانية الدولية: واستقبل الرئيس عون وفد الجمعية الطبية اللبنانية الدولية برئاسة الدكتور وليد الأحمر، والتي تضم أطباء لبنانيين من 36 دولة في انحاء العالم، وعرض لنشاطات الجمعية ومساهماتها لمساعدة لبنان في المجال الصحي، وخصوصاً خلال السنوات الفائتة التي شهد فيها لبنان أزمات كبيرة، حيث تم ارسال 44 طناً من الادوية، ومساعدات غذائية من اوستراليا للعائلات المحتاجة بالتنسيق مع الجيش اللبناني، ومعدات طبية بقيمة اكثر من 4 ملايين دولار للمستشفيات، إضافة الى مستحضرات طبية من الولايات المتحدة الأميركية لمناطق لبنانية ومنها طرابلس، إضافة الى اكثر من 800 الف دولار خصصت كمنح دراسية للطلاب اللبنانيين من مختلف الجامعات اللبنانية.

وأشار الى انشاء مكتب للمنتشرين اللبنانيين ضمن وزارة الصحة الاوسترالية، يساعد في تأمين المساعدات والخدمات الطبية للبنانيين، وابدى الرغبة في تعزيز التعاون والتنسيق مع لبنان لما فيه منفعة اللبنانيين، لافتاً الى نجاح المساعي لتأمين توأمة بين المستشفيات اللبنانية والاوسترالية لتبادل الخبرات بين الاطباء.

ورد الرئيس عون شاكرا أعضاء الوفد على عاطفتهم تجاه لبنان واللبنانيين، ومشيدا بالجهود التي يقومون بها، بما يعكس انتماءهم الأصيل لبلدهم الام، وحبهم للبنان النابع من القلب.
وركز على أهمية الصحة والرعاية الصحية بالنسبة الى الانسان بشكل عام، وبالنسبة الى اللبنانيين بشكل خاص خلال الازمات التي عصفت بهم في السنوات الأخيرة، مشيدا بما قدمته الجمعية للجيش اللبناني والذي ساهم في ابقائه متماسكا مع بعضه البعض.

ودعا رئيس الجمهورية اعضاء الوفد الى البقاء على هذه الغيرة تجاه لبنان والمحبة الكبيرة له، لانها ركيزة أساسية في بقائه وصموده، مشدداً على أهمية الانتشار اللبناني في كل دول العالم، والذي يحقق إنجازات في المجتمعات التي يحلّ فيها تحظى بتقدير واعجاب الجميع.