أنطوان غطاس صعب
” لا زالت الحرب الإيرانية-الإسرائيلية تقض مضاجع اللبنانيين والعالم بأسره ، ومن هذا المنطلق ثمة أجواء ومعطيات بأن الساعات المقبلة ستكون مفصلية على صعيد تطورها أو الوصول إلى وقف إطلاق النار ، لكن الأهم أن تداعياتها ستكون كبيرة ، وربما التدخل الأميركي أو سواه قد يغيّر من مسار المعركة برمتها ، وعلى هذه الخلفية فإن الموفد الأميركي توم برّاك جاء إلى لبنان وفق مصادر مطلعة بأجندة جديدة مغايرة عن السابق ، حيث سيكون متشدداً أكثر من الموفدة الأميركية السابقة مورغان اورتاغوس ، و سيطالب بنزع سلاح حزب الله ويحدد فترة زمنية ، وكل ذلك يأتي مترابطاً ومتناغماً مع مجريات هذه الحرب ، إذ ما بعدها ليس كما قبلها .
وعليه فالأمور صعبة ومعقدة بالنسبة لبنان ، وموقفه الرسمي الذي أدان الاعتداء الإسرائيلي على إيران ، إنما كان لتهدئة الأجواء ، فحزب الله ملتزم بعدم دخول طرف في هذه الحرب، لكن إذا كان هناك إصرار من الدولة اللبنانية على نزع السلاح، فعندها قد تتفاقم الأمور في الداخل ، فعلى هذه الخلفية فإن رئيسي الجمهورية والحكومة وسائر المسؤولين اللبنانيين الذين سيلتقيهم برّاك سيشرحون له الظروف المحيطة بلبنان ، لكن لم يعد هناك من أي تساهل قطعاً عند واشنطن ، وخصوصاً أن وظيفة السلاح وبعد الحرب الإيرانية الإسرائيلية باتت أصعب بكثير ، بمعنى أن السلاح لم يعد له وظيفة قبل الحرب فكيف بعد هذه الحرب ، لذلك حزب الله قد يتساهل في هذه المسألة ربطاً بشروطه الأساسية ، ألا وهي وقف الحرب نهائياً عليه وإنسحاب العدو الإسرائيلي من النقاط الخمس التي يحتلها وإعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي الصيف المنصرم ، إلى أمور كثيرة مرتبطة بالاستيعاب إذا كان يرغب من عناصره أن يدخل مؤسسات الدولة ، وسوى ذلك من الشروط السياسية وغيرها .
لذا المسألة قد تأخذ وقتها إنما الموفد الأمريركي سيأتي ببرنامج جديد، وقد يكون السلاح هو العنوان الأبرز لهذه المسألة ، بتوافق مع المجتمع الدولي برمته لاسيما فرنسا ودول مجلس التعاون الخليجي الذين يصرون على نزع السلاح ، ما يعني المسألة لا تختصر فقط بواشنطن ، أي أنه لا مؤتمر للدول المانحة ودعم لبنان إلا من خلال نزع السلاح غير الشرعي.





