حذارِ استنساخ الحكومة من الحكومات السابقة .


جورج كريم/ الروابط

من فيلم تسويق بعض الأسماء للتشكيلة الوزارية ودور الأحزاب في التسميات ، بين راض ورافض ، وبين مشترط ومشترك ، يبدو أن بعض اقلام الماكينات الإعلامية المكلفة بالمهمة أوتلك المدعية بالمعرفة تضخ اسماء لن يطول الوقت حتى تعلن التشكيلة الرسمية ويظهر الاسم الأبيض من الأسود ، فتسقط تحليلات بتوجيهات ، ويبان الغصن الأخضر من اليابس .

العارفون بخفايا تنزيل الأسماء على الحقائب الوزارية يشيرون تلميحا أن سرية الأسماء المختارة حتى تاريخه ما زالت محفوظة في أوراق الرئيس المكلف وفخامة الرئيس. وما يحكى عن تواصل مع الكتل السياسية هو من باب اللياقات والاحترام وليس من باب الإلتزام وفرض الأسماء .

طبعا ، هناك ماكينات ضخ إعلامي ذات مصلحة لسبب أو لآخر بوضع الرأي العام المتابع للتأليف بصورة قد تكون مغايرة لواقع الحال .

إن المساحة الواسعة التي يتمتع بها الإعلام اللبناني تسمح لبعض الأفرقاء السياسيين ومن أصحاب النفوذ بتوجيه العملية التأليفية عن طريق سرد اسماء ليست في بال ولا خاطر المسؤول عن التأليف، وهذه ميزة من ميزات الحرية الواسعة في لبنان.

صحيح ، أن بعض الأسماءالتوزيرية التي تصدرت الإعلام هي موضع تقدير كبير في الداخل اللبناني كما في الخارج ، ولكن بعضها الآخر والمرتبط بالمنظومات السياسية والحزبية شكل نقزة ونفرة عند الرأي العام الوطني ، الذي ما زال يستطيب ويستطرب بما سمعه من خطاب القسم وبلهجة الواثق من حسن اختيار وزراء بعيدا عن المحاصصات والاسترضاءات التي اوصلت البلاد الى ما وصلت اليه من انهيار في الإدارة العامة والحس الوطني ، لمصلحة فئويات سياسية وحزبية، واحيانا طائفية وكلها تعمل وقد عملت على الاستفادة من الوطن وليس التضحية لإفادة الوطن .

إن الدفع الوطني العالي التأييد لرئيس الجمهورية سيرة ومسيرة لا يقل عن الدفع الشعبي الذي حظي به الرئيس المكلف بما له من سيرة شخصية ، وجذور عائلية وطنية قدمت الغالي والنفيس في سبيل استقلال وسيادة لبنان وشعبه .
الرأي العام المستقل ، الوطني الحر يندفع بقوة لدعم العهد وسيد العهد ورئيس الحكومة ، لبدء الخروج من الأزمات القاتلة التي يرزح تحتها المواطن اللبناني وقد كفر بمن ولّاهم أموره فاستغلوا وكالته لحماية مصالحهم ، وتبادل الخدمات والمنافع على جميع المستويات ، فاغتنوا وأثروا وحكموا وازداد الشعب فقرا وبؤسا وهجرة .

إنها لحظة تاريخية ، إن فاتت لن تتكرر إلا بعد سنوات وسنوات وقد تصبح حبلى بثورات وانتفاضات تجعلنا نترحم على ما نحن فيه اليوم ؟!
إنها فرصة تاريخية والشعب يضع يده على قلبه خوفا من تبخر أحلامه إن لم تأتِ الحكومة على قدر طموحاته .

هذه الطموحات التي انفجرت تعبيرا عن حلمها بالتغيير مع العهد تأمل بأن يكون العهد امينا على الوعد بحكومة نزيهة طاهرة كفوءة ساهرة مترفعة غير مستلهمة في عملها الا الدستور _ وليس الأحزاب والمذاهب _ والمؤتمرة بالضمير الشخصي والوطني ، فحذار استنساخ الحكومة من عظم ولحم الحكومات السابقة لئلا يسقط “الحلم” مع أول يقظة ..

الطريق إلى خلاص لبنان رسمها خطاب القسم وخطاب القسم كان لخريطة لبنان.