حافظ عَ قديمك، جديدك ما بيدوم ! بقلم جو كريم

يا شعوب الشرق،
قبل ما تصيروا “جديدين”، فيكم تحكوالي شو صار بالقديم؟
شو ضاع منّا؟ شو هُدر من قيمنا، من كرامتنا، من تاريخنا؟
كل مرة منركض ورا الجديد، مننسى الأساس، مننسى اللي تعبوا قبلنا، اللي حفروا الأرض وسهّلوا الطريق، واللي عاشوا قبلنا ليتركوا لنا فرصة نكمل المشوار.
الجديد حلو… يومين، شهر… وبعدها؟ بيختفي، متل ضو النيون يلي بيخفت بعد أول ليلة.
بس القديم، رغم كل وجعه، هو الجذور. هو اللي بيضل صامد مهما طال الزمن.

يا شرق أوسطي القديم، شو عملت؟ شو خسّرنا، شو ضاع منّا؟
يا شرق أوسطي الجديد، شو بدّك تعطي؟ هل فيك تتعلّم من القديم قبل ما نركض وراك؟

نحنا، شعوب الشرق، تعبنا من التكرار. تعبنا من الشعارات يلي ما بتتبع أفعال.
بس بعد عندي أمل.
لأنه في ناس بعدن بيحبّوا هالتراب، بعدن بيحملوا الصبر، بعدن بيحاولوا يزرعوا أرض خصبة من الخراب.
مع قادة بيشتغلوا بضمير، ومع ناس ما بتنسى جذورها، يمكن نقدر نرجّع لبنان، سوريا، فلسطين، الأردن، ومصر…
يمكن نقدر نصنع شرق أوسط يحترم بعضه، بيقدّر الإنسان، بيعرف قيمة الحياة والعدالة، مش بس المناصب والشعارات.

يا شعوب الشرق، الجديد ما بيدوم إذا ما حافظنا على القديم الطيّب فينا —
الكرامة، الشهامة، المبادئ، النية النظيفة.
إذا كل واحد فينا حمل القديم، صار الجديد حيّ، صار أمل، صار أرض خصبة متل ما لازم يكون.

لأن الجديد وحده… ما بيدوم.
لكن القديم يلي نحنا حافظنا عليه… هو اللي بيخلّدنا، هو اللي بيعطي الجديد قوّة.
وبالأمل يلي فينا، ممكن نخلق شرق أوسط ما بينسى أصله، وبنفس الوقت بيتطلّع للمستقبل.
 أغصان الزمن قديمنا شجرة، جذورها بالتراب
والجديد أغصان، بتلمع بالصبح والغسق
ما بننسى اللي قبالنا حفروا الطريق
واللي علمونا الصبر، والنية، والصدق

نزرع أملنا، وبالعزم نكبر
نحمي أرضنا، ونخلّد كل أثر
الجديد حلو، بس بدون القديم ما بيعيش
والقديم بيضل، والروح فيه ما بتموت أبدًا