بلغة الأرقام والنتائج: الاستحقاق النيابي لا يُقرأ بكتاب الانتخابات البلدية

إنتهت الإنتخابات البلدية والإختيارية بجولتها الرابعة يوم السبت الماضي، وقد أفضت إلى فوز تحالف “التيار الوطني الحرّ”- ابراهيم عازار في بلدية جزين وأوصلت دايفيد الحلو إلى رئاستها. هذا الفوز كان سبقه آخر حققته “القوات اللبنانية” في زحلة وقابله تراجع في بشرّي، بعد أن إقترع حوالي الأربعين بالمئة من أهالي المدينة ضدّ خيار “القوات” هناك. وكما للشارع المسيحي قراءته كذلك للشارع الدرزي والسنّي والشيعي، ورُغم ذلك يُجمع جميع الخبراء على أنه لا يمكن قراءة الانتخابات النيابية المقبلة، إنطلاقاً مما حصل في الانتخابات البلديّة.

“مهما كانت نتيجة الانتخابات البلدية لا يُمكن ربطها بالانتخابات النيابية”. هذا ما يؤكده الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، لافتاً إلى أنه “في الانتخابات البلدية التصويت يتمّ على أساس النظام الأكثري، بينما في الانتخابات الينابية فإن ذلك سيتمّ بحسب النظام النسبي”. هذا ما يؤكده الباحث كمال فغالي أيضاً، مشيراً إلى أنه “إذا أردنا إجراء قراءة بالسياسة لدى الشيعة مثلاً، فإنه كان هناك نوع من الإستفتاء وعدد قليل من البلدات التي خسر الثنائي فيها أو كان هناك ترشيحات ضده”.

بالنسبة الى قوى التغيير، فإنهم، بحسب فغالي، “أصيبوا بحالة “إنهيار” كخطّ، وهذا الشيء ظهر واضحاً في بيروت إذ إن أرقامهم إنخفضت بنسبة 20 الف صوت عن الانتخابات الماضية”، مشيراً إلى أنهم “كقوى تغيير لم يكن لديهم ترشيحات، وهذا مؤشر على أنهم لم يخوضوا الإنتخابات البلدية، وفي المكان الذي فعلوا إنهاروا بالأرقام، والسبب أنه عندما إنتهت الإنتخابات النيابية وفاز النواب على أساس أنهم قوى التغيير، إنتهى هذا الأمر بعد أن أصبح كلّ منهم برأي أو يدعم فكرة”.

بدوره، يتحدث شمس الدين عن الشارع المسيحي، وتحديداً “القوات” و”التيار الوطني الحر”، و”الكتائب”، مشيراً إلى أنهم “جميعاً أكدوا حضورهم، ولكن أيّا منهم لم يستطع أن يفعل ذلك وحده، إذ إن القوات كانت حاضرة في المتن إلى جانب “الكتائب”، و”التيار الوطني الحر” لم يفز لولا تحالفه مع إبراهيم عازار في جزين، “القوات” فازت في زحلة وحدها ولكن الحقيقة أنهم كانوا في المعركة ضدّ “لا أحد”، وفي بشرّي فازت “القوات” ولكن كان هناك 40% من أهالي المدينة ضدها”. مضيفاً: “في الشارع الدرزي الاشتراكي أثبت حضوره بقوّة”.