بعد الانتهاء من انتخابات المخاتير في الرابع من أيار المنصرم ، وبعد خسارة رئيس رابطة المخاتير ميشال جبران معركة الانتخابات في بلدته شامات ، فتحت معركة رئاسة الرابطة أمام الطامحين من المخاتير .
في بداية المعركة كانت الشعارات من قبل صقور المخاتير :” الرابطة مستقلة بخياراتها.. لا للسياسة داخل الرابطة .. الرابطة جمعية خاصة بالمخاتير ، يتحالفون ويتفقون في ما بينهم .. مصلحة المختار داخل الرابطة فوق كل اعتبار … الخ “
وتحت مظلة هذه الشعارات طرح المخاتير عدة اسماء للرئاسة ، تقليدية كمختار زبدين المهندس كريستيان القصيفي وجديدة كمختار جبيل جورج حبيب .
ثم ترشح مختار جبيل عضو التيار الوطني الحر عماد ملحمه وأقام شبكة تحالفات قيل بأنها كانت تضمن له الرئاسة بدون منازع .
بعدها راحت اللقاءات والاجتماعات تتدحرج صوب الطائفية والحزبية .
وعبثا حاول فريق المستقلين إخراج معركة ” الرابطة ” ؟ من براثن الطوائف والأحزاب وإعادتها الى المحور الأساس وهو ” الرابطة هي قوة للمخاتير وليس لأي قوة اخرى حزبية ، سياسية ، طائفية ، زعاماتية” ولكن دون جدوى ؟!
لقد اتبعت الأحزاب منفردة في انتخابات الرابطة عملية القضم أسوة بعملها في قضاء جبيل في كل مناسبة انتخابات بدءا من لجنة الوقف إلى البلديات واتحاد البلديات … كل حزب حيث تتوفر له مناسبة وضع اليد لا يتأخر لحظة على طريقة حزب البعث السوري والعراقي ؟
ومما زاد الطين بلة والأسف حسرة أن بعض صقور؟ المرشحين لجأوا الى مقار ومكاتب الأحزاب يجتمعون بمسؤوليها ويرسمون الخطط ويقومون بالإحصاءات لمجريات المعركة ، وبدل أن تترفع الأحزاب عن السقوط في مستنقع صغائر الأحوال بين العباد في أمر انتخابي عادي لعائلة المخاتير ، فتحت شهيتها على شهوتها وراحت الاتصالات واللقاءات تتابع ودخلت فيها أحزاب المنطقة وطائفيّيها فأفسدت روح المعركة وأخرجتها من التنافس المهني الشريف الى تقاسم الحصص غير النظيف ؟
لقد تدخلت وتداخلت الأحزاب المحلية في تأليف لائحة الرابطة وحفظت كل واحدة منها ما تريده من مقاعد كأنها مقاعد الكونغرس الأميريكي أو الدوما السوفيتي أو الشورى الإيراني ؟
وعادت بنا الذاكرة الى تدخل حزب البعث السوري في كل جمعية ، من النجارين والحدادين الى المنتديات الثقافية والفكرية دون تمثيل كفوء وغالبا ما دون كفاءة الأعضاء المنتسبين للجمعية ؟ أو تدخلات “الحزب الاشتراكي العربي الليبي” برئاسة المرحوم معمر القذافي في كل شاردة وواردة من الحياة الإجتماعيةوالفنية الليبية .
رحم الله “البعثَيْن والاشتراكي الليبي ” ؟!
غدا ، في الرابع من تموز يجري انتخاب الهيئة الادارية لرابطة مخاتير بلاد جبيل على اساس التقاسم الطائفي والحزبي بدل أن يكون انتخابا تنافسيا مهنيا حرا ، وإذا كان بعض المرشحين قد عزفوا باكرا عن الترشح وفي طليعتهم المختار جورج حبيب لأنهم اشتمّوا بخبرتهم الميدانية رائحة التدخلات الحزبية لقضم ما تيسر من ” رابطة ” لا تزهر ولا تثمر وأن السوس الذي نخرها قد ينحرها؟
فالتحية الكبرى لمن يبقى من المخاتير فرسان المعركة لإجراء العملية الانتخابية باسم الديمقراطية والحرية، الحرية في القرار والحرية في الاختيار ، وإخراج الرابطة من هيمنة التقاسم الحزبي والإستئثار الطائفي .. فليس هكذا تورد الإبل يا مخاتير “
وعلى المخاتير الأحرار أن ينتفضوا على التسويات الهجينة والمعلبة والبعيدة كل البعد عن مصلحة الرابطة والمخاتير ؟؟
ومبروك لرابطة المخاتير الجديدة.
- الروابط *
*