الحزب كإسرائيل يعرقل الحلول: هل يقول له عون “وصلت رسالتكَ”؟

لارا يزبك

المركزية– في جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت امس على وقع الضربات الاسرائيلية جنوبا، جدد رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون التأكيد أنّ “خيار التفاوض هو النتيجة المتاحة لوقف اعتداءات إسرائيل وإنهاء الاحتلال، وهو يرتكز إلى القناعة بضرورة إعادة الاستقرار إلى الجنوب وأنّ خيار الحرب لن يؤدّي إلى نتيجة”. وفيما رأى عون، أنّ ما قامت به إسرائيل اليوم (امس)، في جنوب لبنان “يعَدّ جريمة مكتملة الأركان”، قال “لم تدّخر إسرائيل جهداً لإظهار رفضها لأي تسوية تفاوضية بين البلدين. وصلت رسالتكم”.

لكن حزب الله بدوره، تماما كما تفعل اسرائيل، “لم يدخر جهدا” لإحباط اي حلول او تسويات، بحسب ما تقول مصادر نيابية سيادية لـ”المركزية”.

فقبل جولة التصعيد الميداني الإسرائيلي بعد ظهر امس، كان حزب الله يوجّه، ببرودة اعصاب قل نظيرها، كتابا الى الرؤساء الثلاثة، يعلن فيه رفضه خيار التفاوض الذي يرفع رئيس الجمهورية لواءه ويعتبره ضمنيا، خيانة واستسلاما لإسرائيل، حيث قال ان “التورط والانزلاق إلى أفخاخ تفاوضية مطروحة، فيه المزيد من المكتسبات لمصلحة ‏العدو الإسرائيلي الذي يأخذ دائماً ولا يلتزم بما عليه، بل لا يعطي شيئاً… إن لبنان معني ‏راهناً بوقف العدوان بموجب نص إعلان وقف النار والضغط على العدو الصهيوني للالتزام ‏بتنفيذه، وليس معنياً على الإطلاق بالخضوع للابتزاز العدواني والاستدارج نحو تفاوض ‏سياسي مع العدو الصهيوني على الإطلاق، فذلك ما لا مصلحة وطنية فيه وينطوي على ‏مخاطر وجودية تهدد الكيان اللبناني وسيادته”.

ولم يكتف الحزب برفض التفاوض بل اعلن تمسكه بسلاحه وبحقه في استخدامه، ضاربا عرض الحائط البيان الوزاري وقرارات ٥ و٧ آب واتفاق وقف النار، حيث اعلن “اننا نؤكد حقنا ‏المشروع في مقاومة الاحتلال والعدوان والوقوف إلى جانب جيشنا وشعبنا لحماية سيادة ‏بلدنا، ولا يندرج الدفاع المشروع تحت عنوان قرار السلم أو قرار الحرب، بل نمارس حقنا ‏في الدفاع ضد عدو يفرض الحرب على بلدنا”.

وبينما لم يَصدر اي رد من مجلس الوزراء على هذا “الكتاب” علما ان وزراء القوات اللبنانية طالبوا بموقف، خاصة ان حزب الله موجود داخل الحكومة، تسأل المصادر “أليس تشدد الحزب واداؤه، معرقلا للحلول تماما كالتشدد الإسرائيلي؟ وبالتالي، هل سنرى لبنان الرسمي او رئيس الجمهورية يصدر موقفا يقول فيه للحزب “وصلت رسالتك وهي مرفوضة وتعرّض المصلحة الوطنية العليا للخطر وعليك تسليم سلاحك اليوم قبل الغد تطبيقا لقرارات مجلس الوزراء”؟ الخشية كبيرة من ان يجعل الإحجام عن اتخاذ موقف بهذا الحجم، لبنانَ – الدولة، بنظر إسرائيل، شريكة للحزب، ما يرفع احتمالات الحرب ويجعل المرافق العامة وكل لبنان عرضة للاستهداف خلالها، تختم المصادر.