المركزية- من كل وادٍ خبر. لجنة الميكانيزم اجتمعت في الناقورة. اسرائيل تتحدث عن كاريزما وفيق صفا وخطورته ، وتعلن عن احتمال تجدد الحرب اذا فشل الجيش في نزع سلاح حزب الله. عماد امهز، الكابتن البحري المخطوف يُطل كاشفاً معلومات عن الملف البحري السري للحزب. رئيس الحكومة المصري مصطفى مدبولي يجول على المسؤولين مؤكدا العمل للنأي بلبنان عن الحرب. ئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يتهم الرؤساء الثلاثة بالتواطؤ ويناشد عون توجيه رسالة الى المجلس النيابي لانقاذ الانتخابات… لا خيوط تشبك بين هذه العناوين باستثناء الخطر الذي يداهم لبنان أمنياً وسياسياً ويحتّم سرعة في التصرف وجرأة على الاقدام لانقاذ ما تبقى.
أمن واقتصاد : لجنة الميكانيزم عقدت اجتماعها الخامس عشر في الناقورة وبحثت ملفات تبدأ بالأمن ولا تنتهي بالاقتصاد. إطّلع عليها رئيس الجمهورية جوزاف عون من السفير سيمون كرم وتناولها مكتب رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو فيما تولت السفارة الاميركية إصدار بيان جاء فيه. ان “أعضاء اللجنة التقنية العسكرية للبنان (الميكانيزم) عقدوا اجتماعهم الخامس عشر في الناقورة في التاسع عشر من كانون الأول لمواصلة الجهود المنسّقة دعماً للاستقرار والتوصّل إلى وقف دائم للأعمال العدائية. قدّم المشاركون العسكريون آخر المستجدات العملياتية، وركّزوا على تعزيز التعاون العسكري بين الجانبين من خلال إيجاد سبل لزيادة التنسيق. وأجمع المشاركون على أن تعزيز قدرات الجيش اللبناني، الضامن للأمن في قطاع جنوب الليطاني، أمر أساسي للنجاح. وفي موازاة ذلك، ركّز المشاركون المدنيون على تهيئة الظروف للعودة الآمنة للسكان إلى منازلهم، ودفع جهود إعادة الإعمار، ومعالجة الأولويات الاقتصادية. وأكّدوا أن التقدّم السياسي والاقتصادي المستدام ضروري لتعزيز المكاسب الأمنية وترسيخ سلام دائم. أكد المشاركون مجددًا أن التقدّم في المسارين الأمني والسياسي يظل متكاملًا ويُعد أمراً ضروريًا لضمان الاستقرار والازدهار على المدى الطويل للطرفين، وهم يتطلَعون إلى الجولة القادمة من الاجتماعات الدورية المقررة في العام 2026”.
كرم في بعبدا: وإثر انتهاء الاجتماع، زار رئيس الوفد المفاوض في لجنة الميكانيزم السفير سيمون كرم رئيس الجمهورية جوزاف عون ووضعه في أجواء النقاش. وأكد رئيس الجمهورية “أولوية عودة سكان القرى الحدودية إلى قراهم ومنازلهم وارضهم كمدخل للبحث بكل التفاصيل الأخرى”، كما جرى خلال الاجتماع عرض مفصّل لما أنجزه الجيش اللبناني بشكل موثق وتم الاتفاق على السابع من كانون الثاني 2026 موعدا للاجتماع المقبل.
مكتب نتنياهو: من جهته اعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان ” الاجتماع في الناقورة هدفه استمرار الحوار الأمني لضمان نزع سلاح حزب الله، وضمان أمن مستدام لسكان جانبي الحدود مع لبنان، وبحث في سبل دفع مبادرات اقتصادية مع لبنان.
مؤشرات ايجابية: واليوم، أشارت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، إلى أنّه “ينتهي في نهاية الشهر الموعد النهائي الذي حدده الأميركيون للبنان لنزع سلاح حزب الله. وإذا فشل الجيش اللبناني في تنفيذ مهمته، فإن احتمال تجدد الحرب سيزداد”. وقال مسؤول أميركي للصحيفة: “هناك مؤشرات إيجابية في لبنان. الجيش اللبناني يزداد قوة وتحسنًا، والرئيس اللبناني جوزاف عون إيجابي”. وأضاف: “نأمل أن نقترب من مرحلة لا يعود فيها حزب الله يشكل تهديدًا للبنان وإسرائيل، لكن هذا مسار وسيستغرق وقتًا”.
قدرات الحزب وكاريزما صفا: بدورها، أشارت رئيسة مركز “ألما” للبحوث والدراسات الإسرائيلي سريت زهافي، في مقابلة مع موقع “غلوبس” الإسرائيلي حول “حزب الله” والوضع في الحدود الشمالية، إلى أنّ الحزب “لا تزال لديه قدرات”، لافتة إلى أنه “حتى اليوم الأخير من الحرب، أطلق حزب الله بمعدل 100 صاروخ يوميًا. القيادة الإسرائيلية قالت بوضوح إن 80% من الترسانة تم تدميرها، أي أن 20% ما زالت قائمة – وذلك قبل أن أحتسب ما دخل خلال السنة الأخيرة، وهو أمر لا نعرفه”. وذكرت أنّه “يمكن التقدير أن لدى حزب الله ما لا يقل عن 20 ألف صاروخ. على الأرجح أن الغالبية الساحقة منها غير دقيقة، وعلى الأرجح أن معظمها ليس بعيد المدى، لكن القدرة ما زالت موجودة”. وأضافت زهافي: “الأمر نفسه ينطبق على التسلل إلى البلدات. هل لدى عدد قليل من المسلحين القدرة على الوصول إلى بلدات؟ نعم. هل الجيش الإسرائيلي موجود هناك لمنع ذلك؟ نعم. هل يستطيع حزب الله تنفيذ اجتياح مثل الذي نفذه حماس؟ لا. ليست لديه هذه القدرة اليوم”. وردًا على سؤال بشأن الغارة الإسرائيلية التي تم إيقافها على جنوب لبنان، في إشارة إلى التهديد في بلدة يانوح، قالت زهافي: “هذا لعب سياسي مع الحكومة اللبنانية. إسرائيل تحاول تحفيزها على العمل ضد حزب الله. لكن هذا لن يحل محل النشاط الإسرائيلي. العمل ضد حزب الله سيتم على مسارين، من الجانب اللبناني ومن الجانب الإسرائيلي و”. قالت زهافي: “جيل المؤسسين في حزب الله اختفى تقريبًا، ونعيم قاسم لا يمتلك كاريزما (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله. سيستغرق وقتًا لبناء الثقة مجددًا بين حزب الله وإيران، أو إلى أن يتم إعداد قائد جديد وأكثر جدية. برأيي توجد شخصية أكثر كاريزمية من قاسم، وأكثر خطورة، داخل حزب الله – وهي وفيق صفا، الذي كان مسؤولًا عن المهمات الخاصة في التنظيم. لكنه ليس رجل دين، ولذلك لا أعتقد أنه من المرجح أن يقف على رأس التنظيم”.
امهز والملف البحري السري: ليس بعيداً من ملفات الامن، وبعد ما يقارب العام على خطف الكابتن البحري عماد امهز على يد وحدة اسرائيلية من منطقة البترون، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة “أكس”: “كشف الجيش الإسرائيلي النقاب انه قبل نحو عام انطلق مقاتلو وحدة 13 للكوماندوز البحري لتنفيذ عملية “وراء الظهر” في بلدة البترون شمال لبنان، على بعد حوالى 140 كم عن الحدود الشمالية، وذلك بتوجيه من شعبة الاستخبارات البحرية. في إطار العملية قبضت القوات على عماد أمهز، من أهم عناصر الملف البحري السري لحزب الله وأحد عناصر وحدة الصواريخ الساحلية (7900)، ونقلته للتحقيق في إسرائيل”. وأضاف: “في إطار وظيفته في وحدة الصواريخ الساحلية تلقى أمهز تدريبات عسكرية في إيران ولبنان واكتسب خبرات وتجربة بحرية واسعة بهدف تنفيذ عمليات بحرية. هذا وتم تدريبه أيضًا في المعهد البحري المدني اللبناني “مارستي”، مما يعتبر مثالاً آخر على استغلال حزب الله السخري للمؤسسات المدنية اللبنانية في سبيل تطوير نشاطاته”.وتابع: “أثناء التحقيق معه كشف أمهز أنه كان يشغل منصبًا مركزيًا في “الملف البحري السري”، وأدلى بمعلومات استخبارية حساسة عن الملف، الذي يعد من أكثر المشاريع حساسية وسرية في حزب الله، والذي يتمحور حول تشكيل بنية تحتية منظمة للأنشطة البحرية بستار مدني لغرض ضرب أهداف إسرائيلية ودولية”.وقال أدرعي: “يعتبر المشروع البحري السري من أكثر المشاريع حساسية وسرية في حزب الله وتم توجيهه مباشرة من قبل حسن نصرالله الأمين العام السابق، وفؤاد شكر، القائد العسكري الأبرز في حزب الله اللذين تم القضاء عليهما خلال الحرب، بالإضافة إلى المدعو علي عبد الحسن نور الدين، مسؤول الملف البحري السري”، مشيراً إلى أنّه “في أعقاب إحباط المستوى القيادي الذي أشرف على الملف البحري السري بالإضافة إلى المعلومات التي أدلى بها أمهز في التحقيق معه، تمكن جيش الدفاع من عرقلة تقدم الملف البحري السري في نقطة زمنية حرجة، منعًا لترسخه ونضوجه داخل الحزب”. ونشر أدرعي فيديو يظهر اعترافات أمهز، بالإضافة الى كيفية تنفيذ عملية اختطافه.
ترحيب بالاتفاق: الى ذلك، رحب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بالاتفاق الأميركي الفرنسي السعودي الذي اعلن عنه في باريس امس، بعقد مؤتمر دولي خاص لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، معبرا عن عميق تقديره لهذه المبادرة التي تأتي في وقت يحتاج فيه لبنان إلى مساندة المجتمع الدولي لتعزيز مؤسساته الأمنية والدفاعية. وقال: “إن الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والقوة الأمنية الأخرى يمثلون الضمانة الأساسية لأمن لبنان واستقراره وسيادته. ويشكّل دعمهم استثماراً في استقرار لبنان ومستقبله، وفي قدرته على بسط سيادته على كامل أراضيه وحماية حدوده.” أضاف الرئيس عون: “نثمّن عالياً الدور القيادي للولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية في هذا المسعى، ونتطلع إلى تعاون دولي واسع في هذا المؤتمر لتوفير الدعم اللازم لتحديث قدرات الجيش والأجهزة الأمنية وتعزيز جاهزيتها”. واكد “إننا ملتزمون بتوظيف هذا الدعم بأقصى درجات الشفافية والمسؤولية، لبناء مؤسسات أمنية ودفاعية قوية وحديثة، قادرة على حماية لبنان والمساهمة في استتباب الأمن والاستقرار”. وختم الرئيس عون:” إن لبنان ينظر بأمل كبير إلى هذا المؤتمر كخطوة أساسية على طريق إعادة بناء الدولة وتعزيز سيادتها واستعادة دورها الإقليمي والدولي”.
جولة مدبولي: في مجال آخر، أكد رئيس الجمهورية ، أن “لبنان يعول على الدور السياسي الأساسي لمصر في المنطقة العربية وعلى مساعدتها في هذه المرحلة الصعبة”، لافتاً إلى أن “تفعيل عمل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين أمر ضروري لمصلحتيهما”، معربا عن تمنياته بـ”نجاح الجهود في تثبيت الاستقرار في لبنان وإحلال السلام في المنطقة”. وخلال لقائه في بعبدا رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي الذي يجول على المسؤولين والوفد الوزاري والديبلوماسي المرافق، حيث نقل مدبولي دعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للرئيس عون في كل ما يبذله والحكومة اللبنانية من جهود لتحقيق استقرار وامن لبنان، مشددا على أن بلاده لن تألو جهدا في هذا الإطار. وقال مدبولي: إن “هدف الزيارة هو نقل رسالة دعم مصر الكامل وبكل ما تملك من قوة للبنان رئاسة وحكومة وشعبا في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها، ولكل الخطوات التي يقوم بها الرئيس عون والحكومة اللبنانية لتحقيق الاستقرار فيه، وفرض الجيش والمؤسسات اللبنانية السيطرة على كامل الأراضي اللبنانية وبسط السيادة عليها”.وأضاف: “اننا موجودون اليوم من أجل تفعيل عمل اللجنة العليا اللبنانية –المصرية التي انعقدت الشهر الماضي في القاهرة لأول مرة منذ ست سنوات، وللمناقشة تاليا مع الحكومة اللبنانية أوجه التعاون في كل المجالات المهمة، وعلى رأسها مواضيع الطاقة والكهرباء والغاز ومجالات الصناعة والنقل، وللإعراب عن استعداد مصر، كحكومة او كقطاع خاص، لتقديم الدعم للبنان في كل المشاريع التي نتمنى ان تحقق كل التقدم للشعب اللبناني، ومنها إعادة الاعمار في الجنوب اللبناني الذي تأثر بالعدوان الإسرائيلي الغاشم”. وأكد “مصر تقف بشكل كامل مع لبنان في كل الخطوات التي يقوم بها والجهود التي يبذلها الرئيس عون في كافة المجالات”.
بسط سيطرة الدولة: وكان مدبولي أكد “دعم جهود الحكومة اللبنانية لبسط سيطرة الدولة على كامل التراب الوطني، واثنى على جهود الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام لترسيخ الاستقرار”، لافتاً إلى أن “مصر تنظر إلى لبنان باعتباره ركيزة أساسية للاستقرار في المشرق العربي ونعمل ليكون بمنأى عن أي تصعيد”.ورأى مدبولي في مؤتمر صحافي مشترك بعد لقائه رئيس الحكومة نواف سلام أن “الدولة القوية هي الضمانة والشرعية”، مؤكداً “موقف مصر الثابت والداعم للبنان ونجدد رفضنا للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة واحتلال نقاط في الجنوب”.
وعُقدت محادثات موسّعة بين الوفدين اللبناني والمصري برئاسة رئيسي الحكومتين . كما زار مدبولي عين التينة واجتمع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.
بوادر ترويكا: سياسياً، قال رئيس حزب” القوات اللبنانية “في مؤتمر صحافي من معراب: ان ما حصل في الأمس لا يبشر بالخير، خصوصا أننا بدأنا نرى بوادر “الترويكا” التي كانت موجودة في السابق. أنا أفهم تماما موقف “محور الممانعة” بأنه سيمنع أي جلسة نيابية تنعقد ويطرح فيها قانون الانتخابات، لكن الأمر المستغرب هو موقف باقي الأفرقاء. فجَلْسة الأمس عقدت تحت حجة إقرار قوانين حياتية، ومن حضر قال إن همه الأساسي خدمة الناس، لكن المشكلة الأساسية تكمن في طريقة إدارة المجلس النيابي. فإذا كانت إدارة المجلس خاطئة، فلا يمكن بالتالي الوصول إلى نتائج صحيحة أبدا”. واذ اتهم الرؤساء الثلاثة،” بالتواطؤ اذ تمكنوا من تأمين النصاب لجلسة مجلس النواب “، اكد ان “لا مشكلة شخصية بين حزب القوات اللبنانية والرئيس نبيه بري، بل الإشكال الوحيد هو في طريقة إدارة المجلس النيابي”، وقال: المادة 5 من النظام الداخلي للمجلس النيابي تقر بأن على رئيس مجلس النواب أن يرعى مصالح المجلس النيابي، فيا دولة الرئيس بري عليك أن ترعى مصالح المجلس النيابي لا مصالحك الشخصية”. واشار الى ان “الرئيس بري ليس “مطلق الصلاحية”، بل صلاحيته مقيدة بالنظام الداخلي لمجلس النواب، ومع ذلك يمارسها منذ 35 عاماً كما لو أنها مطلقة”. وقال ان “كل الأعذار التي أُعطيت لعقد جلسة الهيئة العامة يوم أمس هي جزئيات صغيرة مقارنة بالمشكلة الكبيرة، وهي طريقة إدارة المجلس النيابي. ولفت الى انه “كان على رئيس الحكومة مراجعة موضوع مشروع القانون المعجل المكرر للانتخابات النيابية مع الرئيس بري، لكن الرئيس نواف سلام، الذي تربطنا به صداقة شخصية، حضر الجلسة النيابية يوم أمس، وكان ذلك شيئًا لم يكن”.وتوجه جعجع الى المغتربين بالقول: “أيها المغتربون، ترتكب بحقكم جرائم كثيرة، فلا تصدقوا ما يقال. ومن الواضح أن رئيس المجلس النيابي لا يريد أن يصوت المغترب في البلد الذي يتواجد فيه”.واكد انه “اذا لم تنجح مساعينا لإعطاء الحق للمغتربين في الانتخاب حيث هم، أطلب من المغتربين التوجه إلى لبنان يوم الانتخاب للتصويت وتصحيح المسار القائم حالياً”.





