شدّنا الشوق والهوى أمس الى ديار الصديق ايلي باسيل في أدونيس بعد غياب طال ولو قصر.
الجلسة مع الصديق ايلي ، هي إبحار في العمق الروحي حتى لا تعود ترى يابسة الحياة بما فيها وما عليها من مآسٍ وتعقيدات ومعظمها صُنعَةُ الإنسانِ بنفسه.
من على الشرفة في داره العامرة والمطلّة على وادي أدونيس يأخذك النظر الى عمق الوادي الملتحف بالظلام ويسمو بك الى أنوار كنيسة سيدة العناية الإلهية المشعة شرقا بالنوُرَيْن ، النور الخلاصي والنور الكهربائي، وصديقنا ايلي مُمْسك بالنوُرَيْن معاً.
على رنين كؤوس الخمرة المعتقة وتبادل التهاني مع رئيس بلدية بلاط المظفّر بالنصر الشعبي العارم من أهالي بلاط وقرطبون مستيتا ، راح الريس عبدو العتيّق يستفيض بشرح تفاصيل معركته الإنتخابية التي تكللت بالفوز الكاسح الماسح والساحق الماحق بفضل وفاء عائلات بلاط قرطبون مستيتا الذين زحفوا الى صناديق الإقتراع تلبية للواجب أولاً وفي وقفة وفاء وعرفان بالجميل ثانيا لِما قدّمه المجلس البلدي على مدى ست سنوات من انجازات بيّنات لكل ذي بصر وبصيرة.
زهوة النصر عند الريس عبدو تؤكدها ولاية الست سنوات المقبلة مع مجلس بلدي متضامن متكافل حول مشروع نهضوي مميز لبلدة أحبها بجغرافيتها من بلاط الى قرطبون الى مستيتا.
بين الفقرة والفقرة من مواضيع الجلسة المتتنوّعة كان لا بد من المرور على انتخابات البلديات في قضاء جبيل وخاصة تلك “المثيرة ” منها ، أمثال انتخابات قرطبا والعاقوره وعمشيت وبلاط وحالات، ولكل واحد منّا تحليل واستنتاج ورؤى مستقبلية في مقاربات كانت تلتقي بمعظمها عند مصبّ واحد.
وكان “لحالات” التي شهدت “أم المعارك” حيزاً واسعاً من العاطفة البنّاءة لبلدة أعطاها رئيسها الراحل المهندس شارل باسيل عمراً من عمره وقد اختطفه كورونا وهو يعمل في سبيلها بكل إخلاصٍ وتفانٍ . وتمنى الجميع على رئيسها الحالي جاد رامز باسيل استكمال مسيرة عمّه في حب حالات ونهضة حالات وانماء حالات ومستقبل أبناء حالات .. وحالات قال الصديق ايلي تستحق كل الحب والعطاء.
تقول الأمثال : في القرية التي فيها ديوك لا تخف من غفوة الصباح، وعند ايلي باسيل نضيف : لا تخف من غَلَبَةِ الوقت، وهكذا صاح ديكٌ من حَيّ أدونيس إيذانا ببدء طلوع الفجر وقد قاربت الساعة الثانية بعد منتصف الليل.
الجلسة عند الصديق ايلي باسيل بين كرم الضيافة ورصانة المناقشة وتعدد المواضيع تنسيك عقارب الساعة لأنك تبقى مأخوذاً بصدقية المعلومات في الأرقام كما في الأحجام، في الإقتصاد كما في الشأن العام، في السياسة الوطنية كما في السياسة الدولية، ولكنك تبقى مشدوداً ومرفوعاً بصلاة مسبحة الوردية ، وهي صلاة بنى عليها ايلي كل آماله وأحلامه وخلاصه.
