من قرى وبلدات قضاء جبيل أتوا ، من مختلف كوادر التيار الوطني أقبلوا ، من أهل الفكر والأدب والشعر حضروا ، من البلديات والمخاتير وفدوا ، من الأندية والجمعيات قدموا ، من الطامحين (والطامعين )في التيار والنيابة وَرَدوا ، من النواب الحاليين والسابقين وصلوا ، من المنافقين والحسّاد تسابقوا وكان اللقاء في دارة المحامي وديع عقل ببيت حباق والذي فاق تعداده الألف والخمسماية شخص .
التقوا في الساحات الواسعة من الدار الواسعة المطلة على الساحل الجبيلي والبحر الفينيقي .
كل شيء كان عظيما في السابع من ايلول ٢٠٢٤ في دارة ” الوديع عقل ” .
كل شيء كان جميلا وحَسَنا .
لوحات جمال عا مد عينك والنظر .
من زهرة الورد وطربون الحَبَق الى باسقات الشجر ينبئنك عن زائر كبير وحشد غفير والعيون شاخصة الى المدخل الشرقي وقد أزفت ساعة الوصول للشخصية للمكرَّمة بالورد والجمهور والعطور .
الأناشيد العونية تخبرك عن القادم “الأخيل ” وتعرف للتوِّ أنه جبران باسيل.
أعناق تشرئب ، قامات تشد بنفسها طولا .هيصات، زغردات ، اناشيد والمذيع يحسمها :” لقد وصل البطل ، وصل رئيسنا وقائدنا وولينا المحبوب جبران باسيل .
تحيات ، مصافحات ، عناق وقُبَل . ابتسامات على الخطين ،تلويحات باليدين،” فصفارة ” النشيد الوطني اللبناني ونشيد التيار الوطني الحر ، بعدهما، قصائد تحاكي الثرى والثريا ، والبدر والقمر ، والقمران كانا في سماء آل عقل ببيت حبّاق .
عقل
صاحب الدعوة التكريمية المحامي وديع عقل ، المتألق بوقفته المنبرية ونبرته الجهورية يعلنها استهلالا بباقة من ورد الحب والاعتذار من فخامة الرئيس العماد ميشال عون ، ووعدا بلقاء قريب مع الأحبّة الرفاق والأصدقاء .
ثمّ راح “ابن العقل” يستذكر في كلمته ما حصل “في ايار 1988 من امام كنيسة مار يوحنا مرقص في جبيل فقال :” بعد ان افتتح رئيس لبنان الجنرال ميشال عون كلية الحقوق، وقف يومها الشاعر الراحل سعيد عقل وتوجه اليه بالقول: بعد ان حرقت الميليشيات لبنان ، بالجيش وبقائده ميشال عون ” بيرجع يتعمر لبنان” ، وأكمل ” الوديع ” : بعد 36 سنة ومن هذه البلدة، وبعد ان وضعنا الازعر في السجن نقول للجنرال عون ” بالتيار الوطني الحر بيرجع بيتعمر لبنان ” .
وتساءل : “يقولون اين هم العونيون وهل لا يزال هناك عونيون ، وحضوركم اليوم يؤكد اننا ما زلنا موجودين ، نحن نعد ونفي بوعدنا ، ففي العام 2018 عندما كنت في وزارة مكافحة الفساد وعدت يومها الرئيس عون ورئيس “التيار” جبران باسيل بإجراء تحقيق مع رياض سلامة، فشكلنا مجموعة كان من المفترض ان تكون من الصف الاول من اجل مكافحة الفساد ، جاءت 17 تشرين، نصفهم هرب والربع خان وبقي فقط ثلاثة قبضايات واستمرينا ، وعدنا بالتحقيق مع رياض سلامة ووفينا بوعدنا ، ثم عدنا ووعدنا خلال لقاء للتيار في الحبتور حيث قلنا انهم يهددوننا ويهددون القضاة الاوادم، يريدون منع غادة عون البطلة ، وجان طنوس البطل من التحقيق ، لادخال الازعر الى القضاء ، فتم المجيء بقضاة من اوروبا وحققوا معهم من لبنان ووفينا بوعدنا” .
وذكّر بوعده : “وعدناكم بحجز عقارات رياض سلامة، وهكذا حصل، حيث تم حجز عقارات بنصف مليون دولار سرقهم من اموالكم ، وهو الذي منعكم من الطبابة وتعليم اولادكم وسرق تعويضاتكم المالية ، ووعدناكم اننا سنضع رياض سلامة، الممسك بمال المافيا في لبنان منذ 32 سنة في السجن، وها هو في السجن، ونحن نرفع كأس النصر هنا في بيت حباق” .
واضاف : “هذا العمل كله لم يأت وليد 24 ساعة، بل بدأنا به منذ خمس سنوات، بالدعم المطلق من العماد عون والوزير الآدمي ( وهذه كلمة كتلوية جبيلية نفتخر بها ) جبران باسيل ، ولولا هذا الدعم لما كنت استطعت تحقيق ما قمت به ، وهذا الملف عمل به اناس غير تياريين من لبنانيي الانتشار والقضاة الاجانب للوصول الى كسر 32 سنة من حكم اللاعقاب في لبنان، فالازعر ليس آدميا بل مجرم، ومكانه السجن، وها هو رياض سلامة في السجن”
واكد ان “قضية تفجير مرفأ بيروت هي قضيتنا الاساسية الثانية”، مشيرا الى أن “قضاء جبيل قدم خيرة شبابه في هذا الانفجار” .
ووعد الشهداء بمتابعة هذا الموضوع حتى النهاية “والمعركة طويلة امام المافيا والزعران الذين عطلوا التحقيق” ، مؤكدا أن “ترابنا هو رفاة ورماد شهداء كثر سقطوا ليبقى لبنان” وختم : “اذا منموت بيموت الوطن واذا منكون ابطال بيبقى الوطن ، ولما منموت بيموت الوطن ولما منكون رجال بيبقى الوطن” .
باسيل
رئيس ” التيار” جبران باسيل قال في كلمته :” كل ما قمنا به هو القبول بالمواجهة وعدم الخوف، كما اننا لم نقبض واعطينا الغطاء السياسي ومسؤوليتنا عدم السكوت أما المحاسبة فتكون لمن سرقوا وتم دعمهم من سياسيين وقضاة وموظفين واعلاميين”.
وقال إن “من يرحل من التيار يرحل وحده، وعندما لا أقوم بمصلحة التيار ارذلوني وانبذوني فمهمتنا الحفاظ على التيار، ولم أقم إلا بما يقتضيه ضميري وواجبي بعدما رأينا ماذا كان يحضر .. نحن لسنا تيار خدمات، نخدم عندما نتمكن لكن نريد الناس معنا عن قناعة سياسية وقناعتنا ان نبقى تيار الحرية والسيادة والاستقلال ومحاسبة الفساد ومواجهته وعدم التسليم لأي مصلحة فوق مصلحة لبنان”.
وأضاف : لا تخافوا بل اعرفوا أن التيار اوجدنا سياسيا ومن دون غطائه نحن لا شيء .ومن يخرج منه يذهب للبحث عن اول غطاء وتاني غطاء وتالت غطاء وشو بدهن يفتشوا عن أغطية .. بينما غطاؤنا واحد هو غطاء التيار الوطني الحر ولبنان .
وختم بقوله :” لم يقل أحد منا انه يحل محل القضاء الفرنسي ولا اللبناني او أنه من اكتشف المعلومات عن ملفات الفساد ، فهي موجودة وكانت تتطلب من لديه التصميم من قاضٍ وقاضية ليواجهوا الجميع رغم كف يد البعض واحالة البعض الآخر الى التأديب بسبب الخشية من مقاربة المستور وفضح المخبوء من المحرمات.
يشار إلى أن دعوة المحامي عقل لم تقتصر على التياريّين فقط بل جمعت تلاوين مختلفة من قرى وبلدات قضاء جبيل ومن مختلف التيارات السياسية والعقائدية والحزبية وشخصيات فكرية وادبية ومن عامة الناس وخاصتهم. فجاء اللقاء صورة حيّة عن المجتمع الجبيلي الكبير بألفته ومحبته ومشاركاته في كل مناسبة بعيدا عن التزمت الحزبي والتباعد السياسي .
الروابط *















