المهندس ساسين القصيفي
سَقَطاتُ أوليمبيادِ باريس،
تستضيفُ فرنسا هذه الفترة ، الألعابَ الأولمبيَّةَ، والتي تستمرُّ فعاليَّاتُها، لِحَوالَيْ الاسبوعيْنِ. ولقَد نُظِّمَتِ الافتتاحيَّةُ، الاسبوعَ الفائت، والتي شاركَ فيها، عِدَّةُ ألآفٍ من الرِّياضيِّين، وتضمَّنَت محاكاةً ساخرةً لـ” لوحةِ العشاءِ الأخير”، للمسيح مَعَ تلامِيذِهِ، عبرَ أشخاصٍ مِثليِّينَ او يُعبِّرون عن تبديلِ الجنس.
كما وشَمِلَ الحَدَثُ، الذي استَمَرَّ 3 ساعات، لوحاتٍ لِراقصينَ شِبهَ عُراة، وتصويرًا لتَوَجُّهاتٍ جنسيَّة، من غير المتعارفِ عليها.
انا شخصيًّا، لم افهم هذا التَّوجُّهُ الغربيِّ، خاصَّةً في العقديْنِ الأخيريْنِ، الدَّاعِم سياسيًّا واقتصاديًّا وإعلاميًّا… لهذا التيَّار المُنافي للطبيعة البشريَّة.
طبعًا، كل انسانٍ حرٌّ في جسدِه، وهذا حقٌّ شخصيٍّ،
ولكنّ،
الإصرارَ على تَبْريزِ المِثليَّةِ، وجَعْلِها أداةً لإهانةِ معتقداتِ الآخرين، باتَ منافيًا للذوقِ العام.
والترويجَ لمادَّة التَّحوُّلِ الجنسي، حتى بين الأطفالِ، أضحت سياسةً خطرةً على النشء، كما وعلى القِيَمِ العائليَّة.
وتبقى الأسئلةُ المُحرجَةُ:
ما دَخْلُ الرِّياضَة بالمثليَّة، ولماذا في حفل رياضيِّ عالميٍّ، يُعطى للمثليِّين هذا الحقُّ، في الترويجِ لأفكارِهم؟!
ولماذا، عند كلِّ حدثٍ عامٍّ، تتصدَّرُ المَشهديَّة هذه الفئة من الشُّذَّاذِ على الطبيعةِ المُتَعارفِ عليها؟!
واين هي في هذه الديمقراطيَّاتِ، حقوقُ الذوقِ العامِ للأغلبيَّة الصَّامتةِ؟
ولماذا دائمًا هذا التَّوَجُّهُ الطّاغي عند هذه الفئة، بإهانةِ المَشاعرِ المقدَّسةِ عند المسيحيِّين؟
الهجومُ المُبَرمجُ، على المسيحِ والرُّموزِ المسيحيَّةِ، ليس صُدفَةً من قِبَلِ هذه الفئة، بل هو عملٌ مُمَنَهجٌ، يُغذِّيه التيَّارُ الليبرالي العالمي، المُتَحالفِ مع اليَسارِ الغوغائي، لضرب أسُسِ المجتمع، وأهمّها هي: صورةُ الإنسان الأخلاقيَّة، وهو المخلوقُ على صورة الله الأدبيَّة، كما وعلى قِيَمِ الرَّوَابِطِ العائليَّة، وحقوق الأطفال.
إنها حربٌ بين ابناءِ النُّورِ وأبناء الظلماتِ. بدأت باكرًا منذُ زَمَنِ المَسيح، واستمرَّت بِأشكالٍ مُختلفةٍ، الى يومنا هذا، حيث أسفَرَت عن وجهِها الحقيقيِّ، وبانت عوراتُها الحقيقيَّة، مُتَّخِذَةً أشكالًا مقزِّزةً،.
في النهاية،
ليس للمسيح اعداءٌ على هذه الارض، لكنَّ أبناءَ الظلمةِ يتَّخذون من المسيحِ، عَدُوًّا لهم.
»أتى النُّورُ الى العالَمِ، فَفَضَّلَ الناسُ الظُّلمَةَ على النور« (يو١٩:٣)
ولا يسعنا إلا أن نصلّي ونردِّد كلام السيِّد المسيح، له كل المجد: اغفر لهم يا أبتاه،
وإن كانوا يُدركون، ما هم فاعلون!
د