يمتد الوشم وهو فن قديم عبر الثقافات والتاريخ، حيث استخدم البشر الوشم كوسيلة للتعبير عن الهوية، والرموز الثقافية، والانتماءات الشخصية. تتنوع أساليب الوشم وأشكاله، مما يعكس تطور هذا الفن عبر العصور وتنوع المجتمعات التي تبنته. تاريخيًا، يمكن تتبع الوشم إلى العصور القديمة، حيث استخدمته شعوب متنوعة كرمز للانتماء القبلي، أو كطقس ديني، أو كوسيلة لتحديد المكانة الاجتماعية. في مصر القديمة، على سبيل المثال، كانت الوشوم تُستخدم لأغراض طقوسية وتجميلية، بينما في بعض ثقافات الأمريكتين، كان الوشم يعبر عن الشجاعة والقوة.
لم يعد الوشم في العصر الحديث مجرد وسيلة للتعبير الثقافي أو الاجتماعي، بل أصبح شكلًا من أشكال الفن الشخصي. يختار الناس الوشم لأسباب متعددة، منها تخليد ذكرى عزيزة، أو التعبير عن معتقداتهم، أو ببساطة لتزيين أجسادهم بتصاميم جمالية. يعتبر الوشم اليوم جزءًا من الهوية الشخصية، ويعبر عن القصص والتجارب التي مر بها الفرد.
أشارت دراسة حديثة من السويد إلى وجود علاقة محتملة بين الوشم، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية الخبيثة، وهو نوع من السرطان يصيب الجهاز اللمفاوي المسؤول عن مكافحة العدوى والأمراض.
ومع ذلك، يؤكد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج، في حين يعتبر بعض خبراء السرطان أن الربط بينه والسرطان قد يكون مبالغا فيه.
شملت الدراسة، وجود حوالي 12000 شخص في السويد، حيث تم تحليل السجلات السكانية لتحديد الأشخاص الذين تم تشخيصهم بسرطان الغدد الليمفاوية الخبيثة بين عامي 2007 و 2017، والذين بلغ عددهم حوالي 3000 شخص تمت مقارنتهم بمجموعة مماثلة من حيث الجنس والعمر لم يصابوا بالسرطان.