جورج كريم
في ٢١ حزيران ٢٠٢٢
(بمناسبة عيد الاب)
هذا العهد عالج القضايا المصيرية في الأقتصاد والسياسة والمالية العامة والحريات ” بأنف صغير” فوصل الى هوة السقوط التي كانت تحتاج رؤيتها الى ” أنف كبير ” . سيندم ” العهد” وقد يكون قد بدأ ، لأنه لم يضرب الحديد وهو حامي وطوعه كما يريد . يبدو ان المستشارين التقنيين لم يكونوا على مستوى الاختصاص بضرب الحديد الحامي . بالإضافة الى بطانة اتقنت فن التبجيل والتبخير ، والنصح في الإستئثار والإستكبار والإستعلاء ، فتفرق ” العشاق ” والأصحاب وقد رأوا انفسهم في دست الحكم غرباء ” كصالح في ثمود ” . ولم يحصل الإصلاح المنشود من أجل التغيير الموعود ، ولا التغيير المنشود من أجل الإصلاح الموعود . لأن الأمر في ” المسألة اللبنانية ” كان يحتاج الى مبضع مسنون ، وجرأة في الإجتراح ، وتجرد في الإنقاذ من أجل الوطن . من اجل أجياله وطموحاتهم ، بدولة عاقلة راقية عاملة صادقة ساحرة . بدولة المواطنة والقانون ، والعلم والعمل ، والحوار والانفتاح ، والتبعية للوطن وليس للخارج ، والإرتهان للخير العام وليس للشر العام .
أحلام كثيرة زرعها أبناؤنا في هذا العهد ” القوي ” . وها ، هي ، تتلاشى أمام اعينهم واحدة تلوَ الأخرى ليحل محلها الإحباط والمستحيل ، وقد خسروا مدخرات اهلهم ، وساءت احوالهم ، وتوقفت أعمالهم ، واستفحل الغلاء واستفحش دون رقيب ولا حسيب . فتشرد الأطفال والمسنون على الطرقات يلتمسون من المارة قرشا ابيض ليومهم الأسود الذي حل على رؤوسهم وكانوا في أحسن حال .
حلم جيل تبخر كحلم ليلة صيف . وعود وردية رحلت مع آخر غيمة شتاء . ورياح الأزمة على اشتداد الى عواصف هوجاء عابثة ، مدمرة ، مقتلعة وقاتلة .
فهل تهب العاصفة لمرتين في هذه البلاد ؟