
بيترا غانم
أحيت السيدة ماجدة الرومي، مساء يوم الاثنين، حفلاً خيرياً بعنوان “كرمال عيونك يا لبنان”، وذلك في إطار مبادرة “الإمارات معك يا لبنان”، التي تنظمها دولة الإمارات بالتعاون مع مؤسسة “دبي للعطاء”. أقيم الحفل في مدينة دبي للإنترنت، حيث تألقت الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي بمجموعة من أجمل أغانيها الوطنية والإنسانية، وكان الهدف من هذا الحفل جمع التبرعات لصالح الشعب اللبناني في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهها نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي اللبنانية.
في بداية الحفل، ألقت السيدة ماجدة الرومي كلمة مؤثرة عن الوضع الراهن في لبنان، حيث أكدت على صعوبة الأوضاع التي يعيشها اللبنانيون.
وقالت في كلمتها: “نلتقي الآن في ظل ظروف لبنانية استثنائية صعبة ومأساوية… نلتقي هنا لنقف مع لبنان وأهله في هذا الوقت العصيب. نعلم جميعاً أنه لا يوجد أي لبناني يمكن أن يكون سعيداً وهو يشاهد وطنه يتعرض للتدمير ويموت أبناؤه ويصابون وتهدم بيوتهم”.
وأضافت الرومي بحزن عميق: “يا ليت هذه الحرب لم تقع، ويا ليتنا لم نعِشْ هذا الخراب الذي يحيط بنا الآن. يا ليتنا لم نفقد أرواحنا وأحبابنا، يا ليت هذه المجزرة التي لا تتوقف كانت مجرد حلم. كأننا منذ 50 عاماً نعيش في ساحة حرب، كأننا مكان لتصفية الحسابات السياسية والصراعات الدولية. يا له من ألم شديد”.
وتابعت الرومي في كلماتها: “أنا حزينة مثل كل اللبنانيين، لكن إذا كان يجب عليّ أن أغني الآن لأدعم بلدي وأهلي، وأن أساهم بأي شكل من الأشكال في تخفيف معاناتهم، فلا شيء يمنعني من أن أغني وأبقى وفية لرسالتي الإنسانية”.
وكانت كلماتها تعبيراً عن الصمود اللبناني الذي يرفض الاستسلام رغم المحن، ورسالة تضامن مع الشعب اللبناني الذي يعاني من جراء القصف والدمار.
وبالفعل، خلال الحفل، قدمت ماجدة الرومي مجموعة من أغانيها الشهيرة التي تمثل جزءاً كبيراً من التراث الفني اللبناني، حيث قدمت أغاني وطنية وإنسانية حملت في طياتها رسائل قوية من الأمل والصمود. من أبرز الأغاني التي غنتها في الحفل “يا لبنان” و”طريق النحل” و”بكتب اسمك يا حبيبي”، والتي ألهبت مشاعر الحضور وأعادت التأكيد على عمق ارتباط الرومي بوطنها لبنان.
الحفل الخيري
وقد جاء الحفل في إطار الجهود المستمرة من دولة الإمارات ومؤسسة “دبي للعطاء” لدعم لبنان في مواجهة الأزمة الحالية. وأكد المنظمون أن ريع الحفل سيذهب بالكامل لصالح المساعدات الإنسانية في لبنان، لدعم الشعب اللبناني في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها نتيجة العمليات العسكرية المستمرة. وكان الحفل بمثابة لحظة للفرح والأمل في وسط الأوقات العصيبة، حيث شهد حضوراً كبيراً من شخصيات بارزة وفنانين ومواطنين إماراتيين ولبنانيين متواجدين في دولة الإمارات.
من خلال هذه المبادرة، تعكس الإمارات مجدداً تضامنها مع لبنان في محنته، حيث سبق أن أرسلت العديد من المساعدات الإنسانية والطبية إلى لبنان لتخفيف آثار الأزمة. وقد أكدت الإمارات على موقفها الثابت في الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني في كافة المحن التي يمر بها.
كلمات ماجدة الرومي… صرخة في وجه الظلم
كانت كلمات ماجدة الرومي بمثابة صرخة في وجه ما يحدث في لبنان، “فالرومي” التي عرفت بدورها الفني الراقي واهتمامها بقضايا وطنها، لم تتردد في أن تكون الصوت الذي يعلن رفضه للعدوان الإسرائيلي، ويدعو إلى السلام والحوار. وقد تعاطف معها الحضور بشكل كبير، حيث عبروا عن تضامنهم مع لبنان في هذا الحفل الذي جمع بين الفن والإنسانية.
في ختام الحفل، وجهت ماجدة الرومي شكرها الكبير لدولة الإمارات حكومةً وشعباً على الدعم المستمر للبنان، وقالت: “كل الشكر للإمارات التي دائماً تقف إلى جانب لبنان، والشكر لكل من ساهم في هذا الحفل من أجل لبنان”. وأضافت: “كلما اشتد الألم، كلما كانت إرادتنا أقوى، وكلما ارتفعت أصواتنا أكثر في وجه الظلم”.