أمين القصيفي
ماذا يحمل معه الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين في جولته الحالية بين تل أبيب وبيروت لتبريد الجبهة الجنوبية بين لبنان، وتحديداً “الحزب”، وبين إسرائيل؟ وهل ثمة إمكانية لحلول “سحرية” يخرجها الموفد الأميركي من جعبته بعد الكلام المنسوب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بطلبه من هوكشتاين نقل رسالة محددة إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مفادها إما انسحاب “الحزب” إلى ما وراء الليطاني الآن وإما الحرب؟
اضف إلى ذلك، تأكيد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد لهوكشتاين أن على سكان شمال إسرائيل العودة إلى منازلهم ووجوب إبعاد “الحزب” عن الحدود، سواء من خلال تسوية سياسية أو من خلال العمل العسكري. بالإضافة إلى استباق النائب عن “الحزب” حسن فضل الله زيارة هوكشتاين، الذي وصل بيروت أمس الثلاثاء، وإعلانه أن فكرة المنطقة العازلة في الجنوب هي أوهام وليست موضوعاً للنقاش والطرح الوحيد القابل للحياة هو وقف العدوان في فلسطين لتقف جبهة لبنان. بالتالي، هل يجترح هوكشتاين المعجزات؟ وهل نحن فعلاً في زمن المعجزات؟
رئيس جهاز العلاقات الخارجية في القوات اللبنانية الوزير السابق ريشار قيومجيان، يرى عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أنه “من الصعب لأي كان التوقع مسبقاً حول نتائج زيارة هوكشتاين الحالية إلى تل أبيب وبيروت، فالوضع شديد التأزّم من جهتَي الصراع، إسرائيل و”الحزب”، ولا شك أن مهمة هوكشتاين ليست سهلة”.
قيومجيان يشير، إلى أنه “في إسرائيل، الموقف موحَّد حول الوضع على الحدود مع لبنان، إذ ليس هناك فريق داخل إسرائيل يقبل بوضعية “الحزب” على الحدود الجنوبية كما كانت عليه في 6 أكتوبر 2023. هذا ما يعكسه الكلام المنقول عن نتنياهو خلال لقائه هوكشتاين بالأمس لجهة إبعاد “الحزب” إلى ما بعد الليطاني أو الحرب، بالإضافة إلى مواقف أخصام نتنياهو كبيني غانتس ويائير لابيد وتأكيدهم أن إسرائيل تحتاج إلى إبعاد “الحزب” عن الحدود، سواء من خلال تسوية سياسية أو من خلال العمل العسكري”.
بالتالي، يضيف قيومجيان: “هناك إجماع إسرائيلي على عدم العودة إلى ما كان عليه الوضع على الحدود مع لبنان في 6 أكتوبر الماضي، أي قبل مبادرة “الحزب” إلى فتح الجبهة في 8 أكتوبر تحت حجة مساندة غزة. لأن لا أحد من السياسيين في إسرائيل، سواء نتنياهو وحكومته أو في المعارضة، بإمكانه أخذ المخاطرة بالقبول بوضعية يمكن أن تؤدي إلى “طوفان أقصى” جديد ينفّذه الحزب” في أي وقت مستقبلاً”.
يتابع : “الإسرائيليون، حكومة ومعارضة، يعتبرون أنهم اليوم أمام استحقاقات مصيرية مفصلية، فطبيعة هوية إسرائيل نفسها ونظرية الوعد بأرض آمنة ومستقرة ومزدهرة تستقطب اليهود من كل أنحاء العالم ليعيشوا حياة هانئة وطبيعية وآمنة، هذه الصورة أصيبت وضُربت. من هنا الموقف الإسرائيلي الموحَّد إزاء وضعية “الحزب” والوضع مستقبلاً على الحدود مع لبنان ورفض العودة إلى ما قبل 6 أكتوبر الماضي”.
قيومجيان يوضح، أنه “أيضاً في المقابل، مواقف قيادات “الحزب”، لا سيما ما عبّر عنه النائب فضل الله بالأمس والذي يعكس تشدد “الحزب” وبقائه عند موقفه بوقف الحرب في غزة لتتوقف بقية الجبهات بما فيها لبنان، وأن فكرة المنطقة العازلة هي أوهام وليست موضوعاً للنقاش، مع الإشارة إلى المعلومات المسرّبة عن أن هوكشتاين طرح فكرة انسحاب “الحزب” مسافة 7 أو 8 كيلومترات عن الحدود كحلول تسووية مرحلية في هذه الفترة”.