Skip to content Skip to footer

ما يضحك ويبكي …

كتب مارك بخعازي

يتنطح بعض المحللين السياسيين ، أو الصحافيين، أو بعض المشتغلين في السياسة للتنظير في شؤون الساعة، وكأن مفتاح الأسرار بين ايديهم، يحركونه مثلما شاءت اهواؤهم وتمنياتهم. من هذه التحليلات أن إيران تخلت عن ” حزب الله” أو ” انكفأت” عنه . وهل يدري هؤلاء ماذا يمثل الحزب في الجمهورية الاسلامية، وما هي درجة حضوره فيها، ومدى ما يمثل في وجدان ناسها. واذا صح ما كان يتداوله هؤلاء من أن الحزب هو عين إيران وذراعها، وعينها ،فكيف يمكن لهذه الدولة أن تقطع ذراعها وتفقأ عينها، في الوقت الذي ما زال قادرا على المقاومة وإرسال الصواريخ من صنع الجمهورية الاسلامية وقصف عمق إسرائيل ،وافراغ مستوطنات الشمال العبري من سكانها ودفعهم إلى الجنوب. كما أن الحزب لا تعوزه العناصر المقاتلة على الرغم من سقوط المئات منهم، ومن بينهم كادرات قيادية. هل المطلوب من إيران أن ترسل مقاتلين ولم تفعل. الحزب لم يطلب وهي لم تعرض، وأن اتخاذ تصريح للرئيس الإيراني أو أحد وزرائه للوصول إلى هذا الاستنتاج،ليس فيه ذرة من منطق لو يعرف صاحبه آلية القرار في طهران. في طهران مركزان للقرار : المرشد الأعلى للجمهورية والحرس الثوري. اما الباقون فلهم حرية الحركة ضمن ضوابط مبادئ الجمهورية، فيقولون كلاما حمال أوجه ،يفتح المخيلة أمام تكهنات ليس إلا ونادرا ما تصيب. وأصلا فإن ‘ حزب الله” يعرف جيدا أن العرب لا يراهن ( بضم الياء) عليهم ،ويعرف تماما أن سوريا عاجزة عن نصرته في هذا الظرف وإن نصرها في اوقات شدتها، وأن العراق يبذل ما وسعت قدراته وهي غير موفورة دائما، واليمن لا يقصر ابدا لكن الاتكال عليه في الحماية ليس مطلبا ،وهو مشكور اذا دك تل أبيب بصاروخ باليستي ،ولكنه لم يصل بعد إلى حد الاستنجاد به. وحتى لوفعل الحوثيون، فإنهم لن يقلبوا المعادلة رأسا على عقب .ولكن دورهم هو كالبحصة التي تسند الخابية. اما سائر الدول العربية بإستثناء الجزائر، فالطلاق ظاهر بين شعوبها المقموعة، أو المخدرة ،أو المضللة وبين الحكام الذين يسوسوها. قضية فلسطين أصبحت في قاموسهم في خبر كان واخواتها، والتضامن الأخوي غاب حتى عن ادبياتها لا سلوكها فحسب، وهمها تفخيخ الاعلام وتسميمه لينفث أكاذيب واخبارا مفبركة تجعل من الضحية ذئبا، ومن الذئب ضحية. انه آخر الزمان.

إشترك معنا في النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية في صفحتنا على
الويب للحصول على آخر الأخبار.