Skip to content Skip to footer

كلمة الأديب غانم عاصي في حفل تكريم الاستاذ المربي طنوس يزبك بمناسبة تقاعده كمدير “لتكميلية عمشيت الرسمية” وذلك في صالة كنيسة مار زخيا / عمشيت ، وكان عاصي مقدّما للإحتفال .

طنوس حنا يزبك

المعلّم الرسول والمدير الجدير

وكأنّكم إضمامات عبير تفوح في أجمل

بستان، بستان فيه مافيه من أزاهير مزيّنة بخيرة الوجوه ومزدانة بروعة الألوان.

يسعدنا أن نرحّب بكم فردا فردا ، في هدأة وقدسيّة هذا المكان ،وفي هذا الجو العابق بالمحبة والإيمان ، وفي أمسية تجمع بين صدق المعاني وعمق البيان، ووسط روض زاه بالوفاء والتقدير والشكران..

نعم يسعدنا أن نقول أهلا وسهلا بكم جميعا وجميعكم في القلب، وليس في القلب من مكانة أفضل من مكانة، وهذا ما يوافقنا عليه صاحب الرعاية سعادة المدير العام وساكب البركة سيادة المطران، فأنتم اليوم تطبعون قبلة على جبهة الزمان،وتفور خميرة مودتكم في معجن الوجدان،ملبّين دعوة كريمة من مدرسة عمشيت الرسمية إدارة وهيئة تعليمية إلى تكريم معلم رسول ومفعم بإنسانية الإنسان،ومن إتصف بذلك لا ولن يغرق في لجّة النسيان.

إنه إبن ضيعتينا ونسيبنا الأستاذ طنوس يزبك الذي زاول التعليم بذلا وتضحيات،لا وظيفة ومباهاة.

وكم يسرني بأن أدوّن دفق مشاعري بين أضلع دفاتري، وأصدح بعصارة أحاسيسي فوق غلاوة منبري،فاسكب الأفكار في حق الوفاء وأنسج الكلمات على منوال النقاء،وهاهنا في عمشيت الأبيّة حيث يطيب اللقاء، لتتغاوى رمزيّة شجر غار المدينة الشعبيّة مع شمخة نخيل الدوحة العمشيتيّة، وما بين عمشيت وحصارات حكاية قديمة وجيرة عظيمة وعلاقات مستديمة..

ويا لها من مصادفة محبّبة بأن يجمعني بالمكرّم الرقم الثالث عشر ،بين كانون الأول عيد مولده وولوجه سن التقاعد،وبين كانون الثاني عيد مولدي وبلوغي ما بلغته على روزنامة الأيام، لنجعل من هذا الرقم منارة تفاؤل لا مدعاة تشاؤم

وإذ يشرّفني أن أعتلي منصّة تقديم هذا الإحتفال، أراني أتهادى بين سيرة ومسيرة الأستاذ طنوس ،مختصرا لا مستقيضا. وهو الذي ولد في عائلة من عائلاتنا العريقة وفي بيت من بيوتاتنا العتيقة عتق الأرز والسنديان والمتجذّرة بالكرم والكرامة والعنفوان، ولجدّ مختار وعمّ مربّ وشاعر وأديب وعمّ مربّ ومدير،وفي كنف والد حاتمي وعاشق للكلمة،رحمهم الله،وفي ظل والدة متفانية ،ومتأهبة أبدا للخدمة،وإذ نتمنى لها الصحة والعمر المديد، وقد أسّس عائلة مميّزة ومثقّفة مع زوجة فاضلة، كما أننا نفاخر في ضيعتنا، بعائلة أعطت ما ومن أعطت من معلم وموظف وجندي… وبلوغاً الى العميد.

وهو الذي زاول التعليم رسالة كما أسلفنا وعلى مدى سنوات، ومن ثم شغل مركز النظارة،وعمل أثناءها عمل الإدارة،إلى أن حملته الرياح العاتيات من مدرسة إسطفان جوان عاصي الرسمية إلى مدرسة عمشيت الرسمية مديرا وكان بذلك جديرا.

واليوم نمزج التمنيات بالإبتسامات،طالبين من الله أن يمنّ عليه بتقاعد مريح وبصحة جيدة وبإنطلاقة جديدة.

غانم إسطفان عاصي

إشترك معنا في النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية في صفحتنا على
الويب للحصول على آخر الأخبار.