غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى السادة المطارنة الأحباء ، أطلّ علينا عيد القيامة وأحوالنا نحن المسيحيين عامة والموارنة خاصة واللبنانيين عامةً السياسية الأمنية الإقتصادية المالية الإجتماعية الفكرية في تراجعٍ مستمِّرْ والجمهورية بلا رأس تقودها حكومة عاجـزة غير دستورية وغير شرعية والجنوب اللبناني يُستنزفْ في حرب عبثية تنذر بالتمدُدْ إلى كل أرجاء الوطن والأرض اللبنانية مستباحة خلافًا للدستور اللبناني وتحديدًا مقدمته الفقرة الفقرة – أ – وحركة اللاجئين والنازحين في إزدياد ويتكاثرون ويتناسلون بأعداد مرعبة ؛ونحن سنصبح في خبر كان لأنكم عاجزون عن إيجاد المخارج اللائقة والصحيحة لهذه الأزمة .
غبطة البطريرك السادة المطارنة ، لاهوتيا حقيقة موت المسيح كلمة الله ودفنه وظهوراته والقبر الفارغ تؤكد كلها مجتمعة قيامة يسوع المتجسّد من مريم العذراء الكلية الطوبى ، فهو مات على الصليب فدءًا عن خطايانا جميعًا وما أكثرها لناحية الإكليروس والعلمانيين ، المسيح صالح الرب بفدائه وبموته مع كل إنسان لكي نعيش المصالحة مع الله ومع بعضنا البعض وأعطانا الحياة الجديدة هي الحياة الرسولية .
غبطة البطريرك السادة المطارنة “لا تخفنَّ، أتطلُبّنَ يسوع الناصري الذي صُلِبْ ؟ لقد قام وليس هو هنا ” مرقس 16:6، ونحن بدورنا منفردين نعلن هذه البُشرى للعالم أجمع بتحية العيد : “المسيح قام حقا قام “. يؤسفني أن أشاهد من هنا أرض الغربة يوم القيامة في صرحكم الذي أعطيَ له مجد لبنان وجوه سياسية هي السبب الرئيسي في الأزمة الحالية وما تلاها من أزمات ومن بينهم وزراء نواب ومسؤولين حزبيين وسواهم من العاملين في الشأن السياسي الإنحطاطي وهؤلاء هم السبب بالأحوال المتعثرة القائمة في البلاد وبعدم الوفاق والإستقرار والسلام في لبنان . حضروا أمام مذبح الرب وفي هذا الكرسي البطريركي الذي أضفى ل لبنان رونقه وحضارته وتاريخه المجيد ، ومن دواعي حزني أنكم يا صاحب الغبطة ويا أيها الأساقفة رحبتكم بهم متجاهلين وجع الناس وآلامهم وسبب معاناتهم ومن ركام نتائج سياساتهم ومن تعثر الحياة السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية ، ورحبتم ايضا بالذين هدّموا أسوار الوطن وعملوا على التفرقة وضربوا أصول المواطنة ، وإنكم بذلك تحققون ما يعملون له من ويلات .
غبطة البطريرك السادة المطارنة ، علميا ما هي ميزات القائد السياسي ، هل المسألة تتعلق بالمؤهلات أو بالعلاقات أو بالأطباع العامة أم هي مجرد صدفة سياسية ، الذين حضروا قداس العيد هم من مجرد الصدفة ، لا أقول هذا الكلام من باب التشفي أو من باب التجني إنما من باب القهر الذي يمتلكنا نحن الغيارى على وطن الأرز ، وطن الشهادة وطن العام 1920 الضائع في متاهات المصالح الخاصة وضرب السيادة الوطنية .
غبطة البطريرك السادة المطارنة ، ماذا عن مؤهلات وصفات هؤلاء الساسة اليوم ، هل تحتاج البلاد إلى نصابين أو إلى قادة رأي شجعان لتولي قيادتها على غرار النماذج في الدول المتحضرة؟ أو إلى قادة من ذوي العقول التقية على طريقة الجمهورية الصينية أو إلى مزيد من العلماء ومبرمجي العصر ، أو إلى أشخاص يتسمون بالوقار والرصانة ؟ أو إلى أشخاص مثقفين ؟ عندما فكرت بطرح هذه الأسئلة عليكم إعتقدتْ أنّ الأجوبة ستتباين على نطاق واسع لأنه في العادة نسمع شيئا ونلمس أشياء أخرى وقد يصح قول المثل “إقرأ تفرح جرب تحزن” ، خصوصا عندما نسمع عظاتكم ورسائلكم التي غالبا تبقى حبرا على ورق .
غبطة البطريرك السادة المطارنة ، إننا وبإسم الأكثرية الصامتة من اللبنانيين ضقنا ذرعا من هيمنة هؤلاء الساسة والذين هم أقرب إلى المكر والخداع … كفى بالله عليكم أوقفوا هذا العار خصوصا أنه تمدد كقداس الأحد نحو أقدس مقام ديني وفي حضرة القربان المقدس … لكن بالرغم من فشلكم على مستوى إيجاد الحلول الناجحة لأقدس قضية وطنية يبقى إيماننا بهذا الوطن العظيم ثابتا وراسخا فصموده كأرزه لا يتزعزع وقيامته حتمية وتراثه الفريد وتاريخه الطويل شاهدان على ذلك .
إبنكم د.جيلبير المجبر