Skip to content Skip to footer

فاعلو الخير لا يرحلون عن الدنيا مختار ميفوق سلّمَ ختْمه ورَحل

بالحزن ولوعة فراق الأحبة ودّعت بلدة ميفوق كبيرها ومختارها طانيوس سركيس ناصيف الياس .

رحَل ” المختار” بصمْت الودعاء وهدوء الأتقياء تاركا وراءه ذكر أفعاله الطيّبات وصيتاً فواحاً بالمَكرُمات .

غادر ابو ناصيف هذه الدنيا وهو مطمئنّ لساعة الحساب لأنه كان عبدا اتقى ربّه ونصَح نفسه وقدّم توبته .
عاش عمره بخوف ربه ومحبة الآخرين ، وجاهد الجهاد الشريف الصادق الخلوق . فأعطى ما لقيصر لقيصر وما لله لله واكتنز ما حَقَّ له تيَقُّظاً لغدرات الزمان وشرور البشر . فرضيَ الله عن جهاده وأغدَق عليه من نِعَمه وبركاته عُمرا مديدا وعائلة شريفة كريمة موحّدة محبة .

وها هو اليوم يغادر هذه الدنيا قرير العين مطمئنا ، يدخل ملكوت السماء على صوته تعالى :” إني جعلتك أمينا على القليل القليل فإذا بك تؤتمنُ على الكثير الكثير الا فادخلْ فرَحَ سيّدِك .

ألا فادخُلْ ايها الراحل الكبير الى عرش ربّك وربّ العالمين آمنا مطمئنا راضيا مَرضيا ، فقد كنتَ أمينا حتى الموت فأُعطيتَ إكليلَ الحياة .

كنت أمينا لوطنك وميفوق وعائلتك . أحبَّكَ عارفوك من كل المناطق اللبنانية ، وأحبَّك أهلُ ضيعتك فاختاروك من بينهم مختارا متقدما ، وبقيت طوال عمرك عاملا في وسطهم من أجل وحدتهم وتضامنهم وتعاملهم بكل الحب والاحترام والمودّات ، وغمرتك عائلتك بكل اللطف والحب والحَنان حتى الزفرة الأخيرة من الرمق الأخير .

ترحل اليوم يا أبا ناصيف على قول الشاعر أحمد شوقي :” إني امرؤ انتهى فسلام على اولادي وأصحابي ” .
والسلام عليك يومَ وُلدْتَ ويومَ مُتَّ ويومَ تُبْعَثُ حيّا .


جورج كريم
في ٩ تموز ٢٠٢٤

إشترك معنا في النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية في صفحتنا على
الويب للحصول على آخر الأخبار.